سجلت مدن إيرانية، بينها طهران، الثلاثاء، إضرابا واسعا استجابة لدعوة شعبية تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة لاندلاع ثورة البنزين.
احتجاجات شعبية مناهضة للرئيس السابق حسن روحاني على خلفية رفع أسعار الوقود لثلاثة أضعاف بشكل مفاجئ، وخلفت المئات من القتلى والجرحى، فضلاً عن آلاف المعتقلين.
وأظهرت مقاطع فيديو عن إضراب أصحاب المتاجر في مدن مختلفة من بينها العاصمة طهران ومحافظة جيلان وكردستان وشيراز.
وكان من بين الأسواق التي أضربت عن العمل “بازار طهران” أحد أهم وأكبر الأسواق التجارية والاقتصادية في إيران. وهتف أصحاب المتاجر في البازار بشعارات مناهضة للنظام من بينها “الموت للديكتاتور” في إشارة إلى المرشد علي خامنئي.
كما شهدت محافظة أصفهان ثالثة أكبر محافظة في البلاد إضراباً، فيما انتشرت قوات الأمنية بشكل واسع، كما ذكر موقع “سحام نيوز”، موضحا أن “السلطات الأمنية حاولت إجبار أصحاب المحال التجارية على فتح محالهم”.
وفي محافظة كرمان جنوب شرق إيران، انضم أصحاب المحال التجارية إلى الدعوة الشعبية، بينما أضرب أصحاب المحال التجارية في مدن عدة من بينها آراك ومريوان وسنندج وكرمنشاه وشيراز ومشهد وغيرها من المدن، وفقاً لموقع “سحام نيوز” الإصلاحي.
ودعا بعض الناشطين الناس للانضمام إلى هذه الانتفاضة التي ستستمر ثلاثة أيام من خلال التواجد في الشوارع.
ويستعد سكان مدن مختلفة في إيران لانتفاضة ثورية تستمر ثلاثة أيام بدءاً من اليوم الثلاثاء، ويدعون بعضهم البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي للانضمام إلى هذه الاحتجاجات والإضرابات تخليدا لذكرى القتلى في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وبالإضافة إلى ترديد الشعارات الليلية من خلف النوافذ، كان سكان مختلف أحياء طهران حاضرين أيضًا في الشوارع.
وردد المتظاهرون في شهر زيبا هتافات “فقر، فساد، غلاء، سنطيح بالنظام”، وفي بلدة اكباتان بطهران عاد السكان مرة أخرى إلى المنطقة ورددوا هتافات “الموت للديكتاتور” و”هذا العام هو عام النزال، وستتم الإطاحة بسيد علي” في إشارة إلى خامنئي.
وترفض السلطات الإيرانية الكشف عن قتلى الاحتجاجات التي وقعت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2019، فيما قدرت المعارضة عدد القتلى بنحو 1500 شخص.
بينما قالت منظمة العفو الدولية إن عدد قتلى الاحتجاجات الإيرانية قبل ثلاث سنوات تجاوز 300 شخص.
كما نشر مستخدم على الإنترنت مقطع فيديو من مسرح شهرزاد في طهران، أظهر بعض الجمهور وهم يغنون “نشيد المرأة” ويهتفون “امرأة ، حياة، حرية” خلال العرض المسرحي.
في غضون ذلك، دعت مجموعة شباب أحياء طهران أيضًا للانضمام إلى هذه الأيام الثلاثة، وفي الوقت نفسه طلبت من الناس عدم دفع فواتير المياه والكهرباء والغاز مع دعوة المعلمين إلى الإضراب عن الدراسة.
وطلبت هذه المجموعة أيضًا من الأشخاص عدم إجراء أي معاملات بنكية خلال هذه الأيام الثلاثة.
وكتب شباب أحياء طهران لرجال الأعمال والبازاريين: “نطلب من جميع الشركات والمهن الوفاء بواجبهم الوطني في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من هذا الأسبوع بإغلاق المحلات التجارية أو عدم تقديم الخدمات، ويمكن أن يكون للإضرابات على الصعيد الوطني تأثير كبير على انتصار هذه الانتفاضة الثورية”.
وهذه المرة لم تقتصر المكالمات على الإنترنت، فقد شارك بعض الناس في أجزاء مختلفة من إيران، ومن خلال طباعة وتوزيع المنشورات، وحاولوا نقل صوت الانتفاضة الشعبية والدعوة إلى التجمعات والإضرابات لإحياء الذكرى شخصيًا.
ونُشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه أن عددًا من الفتيات المتظاهرات في حي نارماك بطهران حاملين لافتات، يدعون الناس للاحتجاجات على مدار الأيام الثلاثة المقبلة.
وقام بعض الأشخاص أيضًا بتصميم لافتات أكبر وتعليقها من جسور المشاة على طرق سريعة مختلفة في وقت متأخر من مساء الاثنين.
واجه أهالي طهران لافتة كبيرة تقول “إذا وقفت، سيقف الجميع” على طريق شارع همت وسط طهران المكتظ بالمارة.
وفي جادة نيايش في تبريز شمال غرب إيران، علق المتظاهرون لافتة كتب عليها “هذه الثورة هي الطريقة الوحيدة لدينا”، كما تم نشر صور توزيع منشورات في بندر عباس على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي وقت سابق، أعلن علي دائي نجم كرة القدم الإيراني، في منشور على إنستغرام، أنه رفض دعوة الفيفا للمشاركة في مونديال قطر وسيبقى مع الجماهير.
وتتزامن ذكرى انتفاضة ثورة البنزين التي اندلعت في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، بينما تعيش إيران موجة احتجاجات شعبية مستمرة منذ منتصف أيلول/سبتمبر الماضي تطالب بالحريات السياسية والاجتماعية.
وجاءت تلك الاحتجاجات على خلفية وفاة الشابة الكردية “مهسا أميني” على أيدي شرطة الأخلاق في طهران عقب اعتقالها نتيجة عدم التزام بضوابط ارتداء الحجاب الذي تفرضه السلطات.
وخلفت هذه الاحتجاجات وفق ما ذكرته منظمة “هرانا” الحقوقية الإيرانية، 339 شخصاً بينهم 52 طفلاً.
وتتهم إيران قوى غربية من بينها الولايات المتحدة بالتخطيط والتحريض على ما تسميه بـ”إثارة الشغب والاضطرابات”.