توصف بعض الدوريات حول العالم بأنها “منافسة بين فريقين”، لكن هذا الوصف ينطبق حرفيا على بطلي قصتنا التالية.
دوري جزر سيلي، ربما لا يكون من بين المسابقات الشهيرة التي تحظى بشعبية ومتابعة كبيرة، لكنها بطولة فريدة من نوعها، حيث يتنافس فيها بالفعل فريقان فقط طوال الموسم.
يتكون أرخبيل جزر سيلي من 150 جزيرة في المحيط الأطلنطي على مسافة قريبة من بريطانيا، وهي تابعة لحكومة إنجلترا، لكن لها نظام إداري مستقل، وأيضا دوري كرة قدم خاص بها.
في عشرينيات القرن الماضي، انطلقت أول مسابقة محلية في جزر سيلي، وهي “كأس ليونيز”، وضمت فرقا من الجزر المأهولة وهي سانت ماري وتريسكو وسانت مارتينز وبريهر وسانت أجنيس، وبحلول الخمسينيات من القرن الماضي، لم يتبق من الأندية المتنافسة سوى 2 فقط هما رينجرز وروفرز.
وفي عام 1984، قام الناديان بتغيير اسميهما إلى وبلاك واندررز وجاريسون جانرز، وهما الاسمان الحاليان لهما، ومنذ ذلك الحين يلعبان وحدهما بطولة الدوري ومسابقتي الكأس (وولسيرز وفورديك) بجانب الدرع الخيرية، علما بأن جزيرة سانت ماري هي التي تحتضن مباريات الفريقين.
ويقام الدوري على عدة جولات خلال فصل الشتاء، في الفترة بين شهري أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني، وحتى مارس/آذار من كل عام، والفريق الذي يحصد أكبر عدد من النقاط خلال هذه اللقاءات المتكررة، التي تقام عادة كل يوم أحد، يتوج باللقب.
وتحاول رابطة دوري جزر سيلي منذ سنوات، دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كأصغر دوري في العالم.
وتعاني جزر سيلي من مشكلة ديموغرافية معقدة، حيث إن متوسط أعمار السكان مرتفع للغاية بسبب تفضيل الشباب واليافعين الانتقال إلى البر الرئيسي لبريطانيا في سن مبكرة، حتى إن أغلب لاعبي الفريقين المتنافسين في الدوري تتخطى أعمارهم الـ30 عاما.
لكن في عام 2020 تم تشكيل دوري للناشئين في جزر سيلي، مكون أيضا من فريقين فقط هما ترينويث تريلبليزرز، وفلاينج فالكون.
جدير بالذكر أن جزر سيلي ممثلة في الدوري الإنجليزي بفريق يلعب في الدرجة الـ14، إحدى درجات الهواة.