قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن المعاهدة الجديدة مع إيطاليا تساعد في مواجهة أزمة ليبيا وتسهم في تعزيز الدفاع الأوروبي المشترك.
بدوره، أشار رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إلى أن المعاهدة الفرنسية الإيطالية التي وقعت الجمعة تمثل خطوة كبيرة في العلاقات بين البلدين، وستدشن فترة من التعاون الوثيق في مجموعة من المجالات.
وأضاف دراجي، الذي كان يتحدث إلى جانب الرئيس الفرنسي، أن البلدين سيبدآن “أشكالا جديدة من التعاون” في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبحث والابتكار.
وتّعد معاهدة التعاون الثنائي المعزز هذه، المعروفة باسم معاهدة كيرينالي، نادرة من نوعها في أوروبا، فهي الثانية بعد المعاهدة التي وقعتها فرنسا وألمانيا العام 1963 في الإليزيه والتي استمكلت بمعاهدة آخن العام 2019.
وتنصّ المعاهدة على محاور للتعاون المعزّز على صعيد الدبلوماسية والدفاع والرقمنة والتحولات البيئية والثقافة والتعليم والتعاون الاقتصادي والصناعي والفضاء.
وقد وصل الرئيس ماكرون، الخميس، إلى العاصمة الإيطالية روما في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين، بحسب مصادر فرنسية.
وعقد مباحثات ثنائية بين الرئيس الفرنسي ونظيره الإيطالي سيرجيو ماتريلا، فيما شهدت الزيارة توقيع ماكرون ودراجي على معاهدة لـ”تقريب المواقف الفرنسية والإيطالية والتنسيق بين البلدين في قضايا السياسة الأوروبية والخارجية والأمن والدفاع والهجرة والبحوث الاقتصادية والتعليمية والثقافية والتعاون عبر الحدود”.
كما من شأن المعاهدة أن تطوي سنوات من الخلاف بين الدولتين الأوروبيتين حول ليبيا وعدد من قضايا السياسة الخارجية.
وفي عام 2019، استدعت فرنسا سفيرها لدى إيطاليا؛ لعقد محادثات للتشاور على خلفية لقاء نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو حينها، بأفراد من محتجي “السترات الصفراء” في فرنسا.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان حينها، أن “التدخلات الأخيرة تشكل استفزازا إضافيا وغير مقبول”، وأنها استدعت السفير بعد سلسلة “تصريحات مغالية” و”تهجم لا أساس له” و”غير مسبوق” من قبل مسؤولين إيطاليين.
تصريحات اعتبرتها باريس استفزازا جديدا وغير مقبول، بين بلدين مجاورين وشريكين في الاتحاد الأوروبي.
وكان دي مايو عبر عن دعمه حينها لحركة “السترات الصفراء” في مطلع يناير/كانون الثاني 2019 وقال لهم: “لا تضعفوا” عبر مدونة حركة “خمس نجوم”، وهي حركة سياسية غير تقليدية تأسست عام 2009، نتيجة رفض جزء من الإيطاليين للطبقة السياسية القديمة.
وجاء هذا الخلاف الجديد، ليزيد من التوترات المتكررة بين روما وباريس، والتي تجلت في انتقادات متبادلة بين الجانبين، كان آخرها اتهام دي مايو باريس بالتسبب في انتشار الفقر بأفريقيا، كما اتهم ماتيو سالفيني عضو حزب الرابطة اليميني الإيطالي فرنسا بعدم فعل أي شيء لتحقيق السلام في ليبيا.