dhl
dhl

بينها مدائن صالح والبيت الأبيض وبرج إيفل واللوفر وقصر باكينجهام.. واجهة نقابة الصحفيين ليست الأولي في الترميم

القاهرة – مصطفي حسن:

على مر العصور، أصبح الحفاظ على المباني الأثرية والتحف المعمارية التي توثق أهم الأحداث التاريخية، أمر في غاية الأهمية، ما جعل من إعادة التطوير والترميم شيء أساسي من أجل بقائها وحمايتها من عوامل الزمن، لذا كان من المنطقي أن نشهد تجديد وتغيير الكثير من المباني الهامة بما يواكب التطور الحضاري.
وفي سياق ذلك؛ نرصد أبرز وأهم المعالم الشهيرة في مختلف دول العالم، التي انضمت إلى رحلة التطوير خلال السطور التالية.

ترميم مبنى الكونجرس الأمريكي
بعد حريق واشنطن الشهير، تعرض مبنى الكونجرس الأمريكي، والذي يجتمع فيه أعضاء مجلس الشيوخ والنواب، إلى الهدم لدرجة أنه أصبح غير صالح للاستخدام منذ عام 1814م، ولكن خلال خمس سنوات منذ هذا الوقت تم الانتهاء من تطوير المبنى وإعادة ترميمه بالكامل، بالإضافة إلى تصميم قبة كبيرة وأجنحة جديدة، فضلًا عن تشييد مبنى “الكابيتول” ذو الطراز الكلاسيكي الأبيض اللون.

ترميم ضريح تاج محل
في عام 2007م، بدأ مجموعة من الحرفيين والأثريين الهنود في ترميم أجزاء من ضريح تاج محل الشهير بالهند، فقاموا بتجديد البوابة الرئيسية وبوابة مدخل المعلم الذي يقع في الجهة الجنوبية والذي يصنف ضمن أحد عجائب الدنيا السبع، حيث قام 150 عاملًا حرفيًا بإعادة ترميم الأحجار العتيقة التي رصعت الأبواب بها، بسبب تآكلها مع مرور الزمن.

8 سنوات لإنهاء ترميم برج بيزا المائل
بدأت اول عمليات ترميم برج بيزا المائل الذي يقع في إيطاليا، في تسعينيات القرن الماضي، وذلك من أجل إنقاذ هذا النصب العريق من تآكل أعمدته بسبب ملح البحر الذي سيطر عليه على مدار سنوات عدة، بتكلفة بلغت 30 مليون يورو.
ولكن في عام 2002م واصلت الدولة بقية مراحل ترميم البرج من جديد، ولكن مع السماح باستقبال الزوار في نفس الوقت، وتم إنفاق حوالي 7 مليون يورو خلال رحلة التطوير الجديدة، والتي اشتملت على ترميم 8000 متر مربع من واجهة البرج وسقوفه وجدرانه المائلة، بالإضافة إلى تنظيفه، وترميم الأعمدة والحجارة التي بني البرج منها بسبب تآكلها مع مرور السنين، وتم إضافة برج أجراس ضخم بالبرج، بالإضافة إلى تقوية البنية التحتية باستخدام السقالات.

أول عملية ترميم لقصر باكنجهام منذ الحرب العالمية الثانية
خضع قصر باكينجهام البريطاني والذي تقطن فيه الملكة إليزابيث وعائلتها الملكية، إلى ترميم بتكلفة بلغت 431 مليون يورو عام 2016م، حيث تم تزويد سطح القصر بمجموعة من الألواح الشمسية، بالإضافة إلى استبدال أجهزة التدفئة والكابلات الكهربائية، واضطرت العائلة إلى تغيير جناح الإقامة من أجل استكمال عمليات التطوير والترميم بالقصر.
ويعد هذا الترميم هو الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية، حيث خضع القصر عام 1761م إلى عمليات توسعة بالتدريج حتى تحول من جناح كبير إلى قصر ملكي ضخم يزوره السياح.
وجرى اتخاذ قرار تطوير البنية التحتية والوصلات الكهربائية بعد وقوع الكثير من الجرائق وحوادث الصعق وتسرب المياه، وهو ما لا يليق بصورة القصر الملكي.
وبجانب عمليات التطوير الداخلية، حرصت العائلة الملكية على تطوير واجهة القصر بالإضافة إلى بعض النوافذ والأعمدة المتآكلة على مر السنين.

إحياء قصر ريبيرا بعد زلزال لشبونة الدموي
تأثر قصر ريبيرا الشهير في البرتغال بالزلزال الضخم الذي حدث في لشبونة عام 1755م، حيث تسبب في فيضان مياه الميناء على المدينة ووقوع العديد من الحرائق التي دمرت أجزاء هامة من القصر.
ولأنه يعد من أبرز المعالم الأثرية في الدولة، ونظرا لأنه يضم مكتبة كبيرة تضم مجموعة من أهم الكتب واللوحات النادرة التي يصعب تعويضها؛ حرصت الدولة على إعادة ترميم القصر وتجديد بعض الرسومات الزخرفية، ولكن بالحفاظ على طراز القصر القديم، وإجراء تغييرات بسيطة تواكب التطوير.

تجديد المسجد الأموي بعد الحرب السورية
نظرا إلى أن المسجد الأموي يعد من أهم المعالم الأثرية التاريخية العريقة في حلب، وهو ما كان سببا ليتم إدراجه على قائمة المواقع التراثية العالمية في اليونسكو، إلا أن الحرب التي وقعت في سوريا وتسببت في انهيار المئذنة واحتراق مكتبته التاريخية الأضخم؛ حرصت الدولة هناك على تطويره مرة أخرى، وبدأت بإعادة ترميم العمود الأساسي بالمسجد، ومحاولة ترميم البوابة الكبيرة وتجديد المئذنة بالأحجار مرة أخرى من أجل الاستعداد لافتتاحه مرة أخرى، وتعرض الجامع إلى العديد من الحرائق على مدار عدة سنوات متفرقة، وتمت آخر عمليات الترميم له عام 1994م.

تطوير قلعة حروب إلى متحف اللوفر
بالرغم من كونه ضمن أشهر المعالم المميزة في فرنسا، إلا أن الكثيرون لا يعرفون أن هذا المتحف الفني العظيم كان عبارة عن قلعة اللوفر التي بناها فيليب أوكست عام 1190م، لحماية الدولة من الهجمات والحروب أثناء غيابه وانشغاله بالحروب الصليبية.
ولكن في عهد الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتيران، خضعت القلعة إلى عمليات ترميم وتطوير ضخمة.
وجاءت فكرة تحويل القلعة إلى متحف فني على يد فرانسوا الأول، بعدما جمع ١٢ لوحة فنية من إيطاليا، أشهرها لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي، ما دفعهم إلى تخصيص جزء من القلعة إلى قصر يحتوي هلى تحف ولوحات فنية عتيقة.
وفي عام 1793م، رأى لويس السادس عشر، ضرورة تحويل القصر إلى متحف خاصة بعد وصول القطع الفنية الأثرية إلى 2500 قطعة، ليطلق عليه اسم متحف اللوفر بعد تطويره وترميمه من جديد.
ومع تزايد أهمية المتحف، بدأت الدولة بعد حصولها على ملكيته بشكل رسمي عام 1848م، بدأت عمليات التوسعة والتطوير في التوالي، حتى تم إدراج معمل للأبحاث داخل المتحف، وموقف للسيارات والحافلات، بالإضافة إلى مدرسة وجزء مخصص للمحلات التجارية، ومدخل وصالة جديدة للاستقبال بالمتحف.

ترميم مسجد السلطان أحمد
تكمن أهمية مسجد السلطان أحمد بتركيا في موقعه وقيمته الأثرية التي جعلت منه أحد أهم المعالم التي يقبل عليها السياح من مختلف دول العالم، وهو ما دفع الدولة إلى بدء عمليات ترميم الجامع الأزرق، بدون إغلاقه لمدة ٤ سنوات على عدة مراحل من أجل الحفاظ على المعالم والفنون الزخرفية التي تميزه، بجانب إجراء إنشاءات التوسعة الداخلية والخارجية.

KONICA MINOLTA DIGITAL CAMERA

تحويل آيا صوفيا من متحف إلى جامع
نظرا لقيمة المتحف الكبيرة، إلا أن تركيا قررت تحويل جزء كبير منه إلى مسجد، ما أثار القلق بشأن اللوحات المصنعة من الفسيفساء، نظرا لصعوبة إعادة تجديدها، ولكن حرص الفنان الأمريكي توماس وايتمور، على ترميمها بدقة بدعم من المعهد البيزنطي، عام 1931م.
وبعد مرور ١٧ عاما، قررت الدولة تجديد الجامع مرة أخرى، من خلال إعادة مجموعة من الوثائق والآثار إليه بعد إجراء مجموعة من عمليات التوسعة والتطوير، بالإضافة إلى إزالة مجموعة من اللوحات وإعادتها إلى أماكنها الأساسية.

إعادة طلاء برج إيفل وترميمه
قررت السلطات الفرنسية، أن تعيد صيانة وترميم برج إيفل، بعد ملاحظة تآكله بسبب الصدأ، وخصصت له ميزانية تقدر ب 320 مليون دولار لتطويره، في عام 2017م، من خلال تزويده بأعمدة حواجز مستدامة، وتطوير الإجراءات الأمنية، وبوابات استقبال الزوار.
وفي العام الماضي، ومع اقتراب الذكرى ال 132 لإنشاء برج إيفل في باريس، بدأت الدولة أعمال ترميم وتطوير البرج، حيث قاموا بإعادة طلائه بلون مختلف وهو الذهبي لإعادة إحيائه من جديد.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من أعمال تطوير البرج بحلول عام 2024م، وفقا لخطة الدولة.

إعادة إعمار البيت الأبيض
بالرغم من أهمية هذا المبنى الأمريكي الذي شيد على الطراز الكلاسيكي الجديد، إلا أن نشوب حريق واشنطن عام 1812 نتاج الحرب المشتعلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجيش البريطاني، أدى إلى تدمير أجزاء كثيرة منه من الداخل والخارج، ما دفع الحكومة آنذاك إلى إعادة إعماره على الفور.
وتم تجديد أجزاء كثيرة من أركانه، من بينها الرواق الخارجي والرواق الشبه دائري في الجزء الجنوبي، بالإضافة إلى المكتب البيضاوي الذي أضيف عام 1909.
كما تحول الطابق الثالث من المبنى إلى مكان للمعيشة، وتم زيادة ارتفاع السقف وإضافة نوافذ معتمة طويلة الشكل، ومن ثم تخصيص الجناح الشرقي منه للمناسبات الاجتماعية الهامة، واستبدال الجدران بالغرف الداخلية لتصبح من الإطار الفولاذي، فضلا عن إضافة شرفة ترومان في الواجهة الخارجية من المبنى.

تطوير مدائن صالح
تعد مدائن صالح من أشهر المناطق الأثرية بالمملكة العربية السعودية، وتم تسجيلها في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، نظرًا لكونها من أهم الأماكن التي تمثل قبلة للكثير من السياح والمقيمين بالدولة، لذا اهتمت المملكة بتطويرها لأكثر من مرة.
ففي عام 2015م، انتهت الهيئة العامة للسياحة والآثار، من تأهيل منطقة مدائن صالح من خلال إنشاء بنية تحتية بمقر الخدمات في المنطقة، وتشييد بوابة في الجهة الشمالية، وإنشاء مسارات محددة للزوار، بجانب ترميم المباني المخصصة لسكك حديد الحجاز، وتخصيص مقر للإسعافات الأولية والمركز الأمني وتحويل ورشة القطار إلى متحف للسكة الحديد، يضم مجموعة من المخطوطات والوثائق التاريخية عن المنطقة.
أما في عام 2018م، فحرصت السعودية على توقيع اتفاقية مع فرنسا، لمدة 10 سنوات من أجل تطوير وترميم مدائن صالح بجانب مجموعة كبيرة من المناطق الأثرية والثقافية الأخرى بالمملكة.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.