تونس – أنور السياري:
ضجّة واسعة أثارتها الحلقات الأولى من مسلسل “فلّوجة” التونسي، الذي يعرض في موسم دراما رمضان 2023، على قناة الحوار الخاصة.
“فلوجة” هو عمل درامي تونسي من إخراج سوسن الجمني، ومن بطولة ريم الرياحي، سارة التونسي، فارس عبدالدايم، نسيم بورقيبة، محمد علي بن جمعة، محمد مراد، شاكرة رماح، نعيمة الجاني.
عنوان المسلسل مستوحى من اسم مدينة الفلوجة العراقية، لكنه لا يتناول أحداث الحرب في العراق، وإنّما يتناول حربا من نوع آخر تدور رحاها في المعاهد الثانوية المدرسية في تونس.
وقد عرض المسلسل مشاهد صادمة تدور في المعاهد الثانوية في تونس تتضمن مشاهد إدمان للمخدرات وفساد أخلاقي.
و”فلوجة” مسلسل مقتبس من السلسلة الإسبانية “elite” (النخبة)، التي عرضت على منصة “نتفليكس” العالمية.
وخلف العمل ردود فعل حادة، من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس معتبرين أن تناول الحياة في المؤسسات التعليمية يستدعي الكثير من الحيطة والإلمام بالموضوع المطروح في حين يرى البعض أن “فلوجة” هو الصورة الحقيقية للواقع.
ونبه القاضي والعضو السابق بالهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري في تونس عمر الوسلاتي في تدوينة نشرها على “فيسبوك” من خطورة مشاهدة مسلسل فلوجة على الأطفال.
وأكد أنه يجب على قناة الحوار التونسي، تحذير المشاهدين ومنع الأطفال من متابعة المسلسل، لما يتضمنه من مشاهد خطرة جدا.
وتابع: “يجب أن يتم وضع علامة للكبار فقط وتأخير توقيت عرضه إلى العاشرة مساء”.
من جهة أخرى، قال محرز العياشي الناشط التونسي: “على وزارة التربية التونسية وعلى كل مواطن رافض لضرب المبادئ أن يطالب بإيقاف هذا المسلسل.. من العنوان تعرف الغاية”.
وأضاف في تدوينة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “هذا ليس نقدا للواقع، إن كان موجودا بنسبة 20% فبعد بث هذا المسلسل ستكون النسبة 80% .ما هكذا ننقد الواقع، كان يجب تقديم صورة جميلة لكي نداوي الواقع.. بث هذا المسلسل جريمة”.
من جانبه، علق الإعلامي التونسي سمير الوافي، قائلا: “حالة إنكار شاملة وكأنهم يشاهدون معهدا في المكسيك.. الجميع تنصل من ذلك الواقع كالعادة.. ورفض الاعتراف بوجهه في المرآة.. واتهم المرآة عوض الانتباه إلى عيوب وجهه فيها”.
وتابع: “كأنكم لا تعرفون معاهدكم ومستوى تعليمكم ومرتبته في العالم العربي، قبل العالم ونسبة العنف ضد الأساتذة ونسبة الفساد الأخلاقي هناك.. وانتشار المخدرات في المحيط المدرسي حيث أصبحت عديد المعاهد سوقا مفتوحة.. وارتفاع عدد حالات التحرش المعلنة غير المسكوت عنها.. هل كل ذلك من وحي خيال كاتب السيناريو؟”.
وزاد: “طبعا لا.. ذلك هو واقعكم الذي تهربون منه بالإنكار والتنصل والنفاق.. اقرأوا الإحصائيات الاجتماعية عن مستوى التعليم.. عن واقع المدارس والمعاهد.. عن نسبة الإضرابات.. عن استهلاك المخدرات هناك.. عن الانهيار المتسارع.. وبعد ذلك قد تلومون سوسن الجمني على كمية الإثارة في المعالجة الدرامية والتناول التجاري للواقع.. ولكنكم ستكتشفون أن الواقع أفظع وأشنع”.
