القاهرة – د.محمود شاكر:
قرى تتحول لمصانع صغيرة .. السجاد بساقية أبو شعرة فى كل دول العالم .. الصدف من ساقية المنقدى إلى المحافظات .. الفخار من جريس إلى العالمية .. رواد الصناعات يناشدون بالأهتمام وتوفير معارض مجانية .. المحافظ : لا ندخر جهدا في سبيل النهوض بالحرف اليدوية.
حرف وصناعات يدوية تنافس للعالمية بقرى من محافظة المنوفية، تحولت من كل منزل إلى القرية بأكملها لتكون تلك الحرف اليدوية بمثابة الأنطلاق إلى العالمية ونجد شعار ” صنع في مصر ” يتم تداوله بالعديد من دول العالم ما بين منتجات متنوعة ومختلفة .
السجاد بساقية أبو شعرة
فى قرية ساقية أبو شعرة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، أحد أشهر قرى صناعة السجاد في العالم، والتى تحولت شهرتها من القرية إلى العالم بأكمله عندما أصبح التصدير للسجاد اليدوى إلى كافة دول العالم .
المنازل تحولت إلى مصانع صغيرة تمكن من خلالها الأب والأم والأبناء من التصنيع الذى يستمر لوقت طويل يكاد يصل شهور، ولكن في النهاية يكون المنتج بجودة وكفاءة تنافس كل التصنيع على مستوى العالم .
وقال محمد ربيع ،أحد أمهر الصناعة، أن الصنعه بدأت في التراجع نتيجة لغياب الخامات بشكل كبير وأرتفاع أسعارها الأمر الذى أجبر العشرات من العاملين بتلك الصنعه من الفرار منها حتى يتمكن من مواجهة عناء الحياة .
وأكد ربيع، أنه حتى يتم الأنتهاء من السجادة الواحدة تمر بالعديد من المراحل بتوفير الخامات والبدء في العمل على النول، ويتم عمل ما يسمى بالعقد والتى قد تصل إلى 400 ألف عقدة في المتر الواحد بينما يصل البعض الاخر إلى مليون عقدة فى المتر، وهو ما يحدد ثمن السجاد وقوته ومتانته.
جريس قلعة الفخار
قرية بسيطة على أطراف مركز أشمون بمحافظة المنوفية، أطلق عليها أسم قرية ” جريس ” والتى تعتبر قلعة صناعة الفخار في مصر، وتتنوع المنتجات التى يقوم عليها المهرة والحرفيين بتلك الصناعة ما بين ” ابريق، قلة، زير، صواريخ، مقالى، بلاص، قطاطير، طواجن ” وغيرها من الأشكال المختلفة من الصناعات التى تستخدم بالفخار .
وقال فتحى غنيم، شيخ الفخرانية بالقرية، أن الجميع يشارك في مراحل الأنتاج اللصغار والكبار حتى يتم الإنتاج للكميات التى يتم الأتفاق عليها من خلال العديد من المشترين والتجار .
وأضاف غنيم أنه هناك العديد من المراحل التى تم بها صناعة الفخار والتى تبدأ بالتجميع لخامة ومن ثم تقليبها وعجنها، والبدء في التشكيل على الدولاب الذى يتم تدويرة بالقدم، ثم الأنتهاء إلى المرحلة النهائية بالحرق للمنتجات، وهو الأمر الذى تطور كثيرا في الفترة الأخيرة وأصبح الحرق يتم من خلال الحرق في أفران تعمل بالغاز في خطوة للتطوير، لافتا إلى أن الأسعرا للمنتجات المختلفة تبدأ من 5 جنيهات للقلة، وما بين 10 إلى 15 جنية للزير، والصاروخ ما بين 4 إلى 5 جنيهات، وهى تعتبر التكلفة الخاصة بتلك الصناعات، مشيرا إلى أنه يتم إضافة جزء إلى تلك التكلفة فى النقل، مؤكدا ان الصناعة خلال السنوات الأخيرة يسعون بكل ما أتو للحفاظ عليها.
ساقية المنقدى قلعة الصدف
قرية ساقية المنقدى على الطرف الأخر من مدينة أشمون بمحافظة المنوفية، والتى تعتبر من أكبر قلاع صناعة الصدف على مستوى الجمهورية، ويعمل على الأنتهاء من المنتجات الأسر بأكملها وتتحول البيوت إلى ورش صغيرة لتلك الحرفة .
وقال الحاج محمود قوته أشهر المهرة فى تلك الصناعة والذى علم المئات من أهالى القرية لتلك الحرفة أن الحرفة حاليا تقدم الأشكال المختلفة من التصنيع لتحف وأنتيكات وغيرها من الأشكال المختلفة التى تطعم بالصدف بشكل كامل وتعد من أفضل المنتجات التى يسعون إلى إنتاجها .
وأكد قوتة أن الحرفة حاليا تعانى بعض المعاناة من أرتفاع الاسعار ولكن على الرغم من ذلك ما زالت تتواجد وبقوة بين كافة الصناعات المختلفة، مؤكدا أن العمل من خلال العديد من الورش التى يشارك فيها العشرات من الأبناء والأطفال الذين تعلموا الحرفة مذن نعومة أظافرهم للحفاظ على تلك الحرفة، يتم بشكل كامل من اجل إخراج أفضل المنتجات .
المحافظة
أكد اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، أنه لا يدخر جهدا فى سبيل التطوير والدعم لتلك الصناعات والحرف ومن أجل الوصول بها إلى المنافسة، لافتا إلى أنه يتم العمل على دراسة لكيفية التطوير والنهوض بتلك الحرف وأمكانية ضمها فى مكان واحد للعمل على التطوير والتسويق الكامل لها، مؤكدا على حرصه على تنمية هذه الصناعات وإزالة المعوقات التى تواجهها وكذا توفير كافة الإمكانيات اللازمة للصناع الحرفين لتعريف المستهلك بالمنتجات المتميزة التى تشتهر بها محافظة المنوفية كونها قلعة للصناعات اليدوية وذلك من أجل عودة الحرف اليدوية إلي سابق عهدها للمنافسة في الأسواق العالمية، لافتا إلى أن الحرف شاركت في معرض المنتجات المصرية والتراثية ” اشترى مصري ” والذى عقد بمقر وزارة الخارجية ، بحضور السفير سامح شكرى وزير الخارجية ، والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، وشاركت المحافظة بعدد من الصناعات الحرفية التى تشتهر بها عن غيرها من المحافظات الأخرى كالسجاد اليدوى والصدف والفخار والكليم والجوبلان .