القاهرة – مى عبده:
“سليمان باشا الخادم” هو الوالي العثماني على مصر في عهد السلطان “سليمان القانوني”. يعتبر جامع سليمان باشا أول جامع عثمانى أنشئ فى مصر، ويعرف باسم جامع “سارية الجبل”.
مسجد سليمان باشا الخادم تم انشاءه عام 1528م. ويقع داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي او كما تسمي قلعة الجبل، في أعلى جبل المقطم، يقع بجوار السور الشمالى لقلعة صلاح الدين، فى الجزء العسكرى من القلعة.
أنشأه سليمان باشا الخادم أحد الولاة العثمانيين على مصر عام 1529م. بني مسجد سليمان باشا الخادم على أنقاض مسجد قديم لأبي منصور قسطه والي الإسكندرية في العصر الفاطمي عام 1141م، قبل بناء القلعة.
وتكمن أهمية هذا المسجد في أنه يعتبر أول المساجد التي أنشئت بمصر على الطراز العثماني. ويتكون المسجد من قسمين قسم مغطى بقبة في الوسط تحيط بها أنصاف قباب مزينة بنقوش ملونة تتخللها كتابات متنوعة، يتوسط جداره الشرقي محراب ومنبر من الرخام، ويوجد بالجدار الغربي باب يؤدي إلى القسم الثاني.
والقسم الثاني فهو الجزء المكشوف ويعرف بأسم “الحرم” أو “صحن الجامع”، هو عبارة عن فناء مكشوف فرشت أرضيته بالرخام الملون يحيط به أربعة أروقة، تغطيها قباب محمولة على عقود، ويوجد بالجهة الغربية من الصحن قبة صغيرة بها عدة قبور عليها تراكيب رخامية ذات شواهد تنتهي بنماذج مختلفة لأغطية الرأس التي كانت منتشرة في ذلك العصر.
بدأت أعمال ترميم المسجد في عام 2018 واستغرق حوالي 5 سنوات، بتكلفة بلغت نحو 5 مليون جنيه، وجميع اعمال الترميم تمت تحت إشراف قطاعي المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار.
أعمال الترميم والتطوير بالمسجد شملت أعمال الترميم المعماري والدقيق، أدى إلي عودة المسجد لحالته الأصلية حيث أنه مبني من حجر الفص النحيت طبقا للوثيقة الأصلية للمسجد. تضمنت أيضاً أعمال التطوير والترميم إزالة طبقة الملاط الموجودة على جدران المسجد إلى جانب استكمال أعمال القباب الموجودة بالسارية، والشبابيك الخشبية بالكُتاب الرئيسي للمسجد، بالإضافة إلى معالجة المصبعات النحاسية وعزلها، وصيانة رخام الأرضيات والكسوة. فضلاً عن أعمال تركيب البلاطات الزخرفية لجميع قباب الجامع وعددها 23 قبة.
بعد مرور حوالي 10 أيام علي افتتاح المسجد بعد ترميمه، شهد حامع سليمان باشا الخادم إقبالاً وتوافد كبير من الزائرين والسائحين المصريين والأجانب، حيث أصبح من ضمن البرامج السياحية ويعمل علي زيادة الحركة السياحية، وقد بلغ أعداد الزائرين للقلعه ما يقرب من 16,500 زائر.
عرف هذا الجامع بجامع سارية الجبل، وهى تسمية خاطئة، ربما جاءت تيمنًا بقصة الصحابى الجليل “سارية بن زنيم بن عمر بن عبد الله” قائد الجيوش الإسلامية فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو الذى ناداه عمر حين كان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم جمعة بقوله: يا سارية الجبل الجبل،من استرعى الذئب ظلم، وهذه القصة لا تمت بصلة لجبل المقطم ولا للجامع. ربما يكون ذلك الاسم راجع لأن خلف المسجد يوجد سارية مؤدية للقلعة.
ويذكر أن للجامع مسمى ثالثاً، حيث أطلق عليه مسجد الردينى نسبة إلى الشيخ الردينى وهو الحسن بن على بن مرزوق بن عبد الله الردينى الفقيه المحدث.
من الجدير بالذكر أن قلعة صلاح الدين الايوبي تحتوي أيضاً علي عدة مساجد أخري مثل: مسجد “محمد علي” الذي يسمي” بمسجد المرمر “، ومسجد الناصر محمد ابن قلاوون، ومسجد “أحمد كتخدا” الذي يسمي “بجامع العزب”.