القاهرة – مى عبده:
الآثار المصرية تعد هي المفتاح الذي يصل الماضي بالحاضر، كما تعبر عن هوية المواطن، إيماناً بهذا المبدأ قامت الحكومة المصرية بأنشاء “المتحف المصري الكبير،”، بهدف تعريف العالم بآثار مصر العريقة.
“المتحف المصري الكبير” هو البيت الجديد للفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، حيث تعرض آثاره كاملة بالمتحف.
تم إزاحة الستار عن مفاجأة بشأن موعد الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، وما يوجد بداخله من قاعات عرض ومتحف مراكب الشمس والمُسمى بمتحف مركب خوفو.
إن التشغيل التجريبي للمتحف الكبير ديسمبر المقبل تمهيدًا للافتتاح الرسمي، أن هناك خطة موضوعة لاختبارات أنظمة المتحف المختلفة، حيث تم الاتفاق على تشغيل تجريبي للمتحف الكبير، ويبدأ التشغيل التجريبي من بداية شهر ديسمبر المقبل، للأفواج السياحية والشخصيات العامة، تمهيدًا للافتتاح الرسمي للمتحف.
ان الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير سيكون في النصف الاول من العام المقبل 2024 اي من المتوقع ان يكون بين شهري فبراير الي مايو 2024، إن الافتتاح التجريبي يتيح زيارة بعض الأماكن داخل المتحف وضمنها الدرج العظيم، وأيضا يسهم في اختبار أنظمة المتحف المختلفة.
يشمل التشغيل التجريبي أي قاعات عرض متحفي، وسيتم تشغيل الشبكات ودخول الزوار فقط، وسيكون الدخول مقتصر على الأماكن التي تم تشغيلها شهر أكتوبر من العام الماضي، مثل المسلة واللهو ومنطقة المطاعم، وتم زيادة متحف الطفل وقاعة الواقع الافتراضي، والدرج.
أنه تم الانتهاء بالكامل من الإنشاءات ووضع وتثبيت القطع الأثرية بالأماكن المخصصة لها بنسبة 99%، وسيتم الانتهاء من باقي الأعمال الهندسية خلال الأسابيع القليلة القادمة، مشيراً إلى أنه تم وضع وتثيبت عدد كبير من القطع المقرر عرضها بالقاعات الرئيسية بالمتحف، كما أنه، قبل افتتاح المتحف، سيتم نقل باقي القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ آمون والموجودة حالياً ببعض المتاحف الأخرى لعرضها بالقاعات الخاصة بالملك الذهبي بالمتحف والتي تضم جميع كنوزه التي بلغ عددها أكثر من 5400 قطعة أثرية، مؤكداً على أن الأعمال تسير على قدم وساق وبدقة كبيرة على كافة مستوياتها.
تسعي الدولة في ربط المتحف المصري الكبير ومنطقة هضبة الأهرامات من خلال ممشى سياحي، أنه تم البدء بالفعل في تنفيذ محور للربط بين المتحف ومنطقة هضبة أهرامات الجيزة والذي سيعد محوراً للربط السياحي بين الحاضر والماضي والذي من المقرر أن يتم الانتهاء منه خلال الربع الأول من العام القادم.
“المتحف المصري الكبير” “GEM Grand Egyptian Museum”
يقع على بعد أميال قليلة من غرب القاهرة بالقرب من أهرام الجيزة. ويتم بناؤه ليكون أكبر متحف في العالم للآثار، ليستوعب 5 ملايين زائر سنويًا.
بالإضافة لمباني الخدمات التجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية التي سيزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند المصري القديم. وقد أطلقت مصر حملة لتمويل المشروع، كان أبرز مساهميها وكالة جايكا اليابانية بقروض ميسرة. ومن المقرر أن يضم المتحف أكثر من 100,000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، مما سيعطي دفعة كبيرة لقطاع السياحة في مصر.
اهم اجزاء المتحف ما يلي:
- مبني المتحف الشتوي.
- الدرج العظيم.
- الحديقة المتحفية.
- الممشي السياحي.
- مركز الترميم
- مركز تدريبي.
- منطقة ترفيهيه.
من الجدير بالذكر أن المتحف مر بالعديد من المراحل تتلخص في:
المرحلة الأولى: (يونيو 2008 – يونيو 2011)
“مرحلة الإعداد”
تم التركيز خلال مرحلة الإعداد على:
1- دعم تطوير قاعدة البيانات الأثرية
قامت جايكا من خلال الخبراء اليابانيين بتكوين وإعداد فريق عمل مصري لتولي قاعدة البيانات الأثرية. وقد ساهم هذا الفريق في وضع النظام المناسب وتحديد الإجراءات لإعداد قاعدة البيانات من خلال إعادة هيكلة وتطوير قاعدة البيانات السابقة لتشمل معلومات أكثر دقة وتفصيلاً عن القطع الاثرية، وقام خبراء جايكا بتطوير قدرات الموارد البشرية والمؤسسية للكوادر المصرية في مجال حفظ الآثار بمركز الترميم، والذي من جانبه ساهم في تحقيق مستوى أكثر كفاءة وفاعلية في العمل.
2- رفع كفاءة قدرات العاملين في مجال الترميم
نظمت جايكا العديد من ورش العمل للتدريب على أساليب وتقنيات الترميم وحفظ الآثار في مصر واليابان، وذلك بالتعاون مع معهد البحوث القومي للتراث الثقافي في طوكيو.
المرحلة الثانية: (يوليو 2011 – مارس 2016)
“مرحلة التدريب”
أوفدت جايكا في المرحلة الثانية من المشروع، التي بدأت في شهر يوليو 2011، خبراء يابانيين ليقوموا بعمل برامج تدريبيية أكثر شمولاً وتخصصاً للمصريين العاملين بمركز الترميم، وذلك بهدف تعزيز الخبرات والمهارات في مجال الترميم وحفظ الآثار، وليكون مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير مركزًا رائدًا وفقاً للمعايير العالمية للخبرات العملية والأبحاث الخاصة بحفظ الآثار في المنطقة، حيث قامت جايكا بتنظيم أكثر من 100 برنامج تدريبي في مجال حفظ وترميم الآثار لحوالي 2250 مشارك علي مدار المشروع.
المرحلة الثالثة: (نوفمبر 2016 – حتي الآن) “مرحلة الترميم المصري الياباني المشترك”
تم تطوير وتعزيز مستوى التعاون بين جايكا والمتحف المصري الكبير عبر إطلاق مشروع الترميم المصري الياباني المشترك، حيث يعمل الخبراء المصريون واليابانيون معًا على حفظ وترميم وتغليف ونقل 72 قطعة أثرية ليتم عرضها في المتحف المصري الكبير عند إفتتاحه، وتشمل الـقطع الأثرية آثاراً من مختلف الأنواع كالخشب والمنسوجات واللوحات الجدارية والحجارة، ومن ضمنها السرير الذهبي والمركبات الحربية للملك توت عنخ أمون، إلى جانب مقتنايته الشخصية كالسترة والقفازات والجوارب والملابس.