القاهرة – مى عبده:
متحف أثري يقع عند سفح مجمع مقبرة سقارة بالقرب من ممفيس في مصر السفلى، متحف إمحوتب الأثري.تم إنشاء هذا المتحف تكريما، تخليد لذكرى المعماري المصري القديم إمحوتب منفذ المجموعة الهرمية للملك زوسر باعتباره أول من أقام ببناء هرمي وأول من استخدم الحجر في تنفيذ أبنية ضخمة. قد انتهت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار جميع أعمال التشطيبات النهائية المتعلقة بمشروع تطوير متحف إيمحتب بسقارة.
افتتح وزير السياحة والآثار متحف إيمحتب بمنطقة سقارة الأثرية وذلك بعد الانتهاء من مشروع تطويره وإعادة تأهيله، كما قام الوزير بجولة داخل المتحف، حيث وجه بضرورة عمل زيارة للمرشدين السياحيين لتعريفهم بالمتحف والقطع الأثرية ليتسنى لهم تأدية عملهم على أكمل وجه.يتكون المتحف من 6 قاعات وهي قاعات سقارة، مكتبة لوير، العمارة، مقابر سقارة، طرز سقارة، البعثات، وتعرض 286 قطعة أثرية.
إن مشروع ترميم وتطوير متحف إيمحتب يعد أحد أهم المشروعات التي عملت الوزارة على الانتهاء منها، نظراً لما يتمتع به من خصوصية متفردة حيث إنه أهم متاحف المواقع الأثرية بمصر، والذي تم إنشائه تخليدا وتكريما لذكرى المهندس المعماري المصري “إيمحتب”.
إن افتتاح المتحف سيزيد من المزارات السياحية بمنطقة سقارة الأثرية، بالتزامن مع التوافد الكبير للحركة السياحية للمنطقة، خاصة في ظل الاكتشافات الأثرية الجديدة التي شهدتها المنطقة. تم الانتهاء من جميع الأعمال بالمشروع وأعمال التشطيبات النهائية بالمتحف من مدخل المنطقة الأثرية في سقارة وحتى مدخل المتحف، بالإضافة إلى أعمال تنسيق الموقع العام الخارجي.يتكون المتحف من عدة قاعات تضم أكثر من 500 قطعة أثرية نادرة استخرجت من موقع سقارة الأثري. يشمل العرض المتحفي نموذجا لمجموعة زوسر الجنائزية.
كما صممت إحدى القاعات بالمتحف على شكل مقبرة كاملة يعرض بها مومياء وتابوت خشبي وعدد من الأواني المصنوعة من الفخار والألباستر. يشمل المتحف أيضا مكتبة المهندس الفرنسي “جان فيليب لوير” الذي كرس حياته لترميم مجموعة الملك زوسر الهرمية واستعادة معالمها.إن مشروع التطوير تتضمن استبدال الأرضيات الحجرية التالفة ورفع كفاءة وتعلية الأسوار المحيطة، وتطوير ورفع كفاءة شبكات الري بمنطقة مسار الزيارة، ورفع كفاءة دورات المياه وتطوير مسارات الزيارة، فضلا عن أعمال التشطيبات النهائية لقاعات العرض المتحفي. كما تم الانتهاء من أعمال الإضاءة التخصصية البانورامية للموقع العام والقطع الأثرية المعروضة بالمتحف، وأعمال التأمين والمراقبة التليفزيونية وتشطيبات واجهات المتحف وأعمال رفع كفاءة وحدات التكييف المركزي.
كما تم تحسين وتطوير الخدمات المقدمة للزائرين عن طريق تزويد المتحف بعدد من اللوحات الإرشادية والتعريفية وشاشات عرض تفاعلية يتم من خلالها عرض مادة فيلمية عن بعض الاكتشافات الأثرية بموقع جبانة سقارة، بالإضافة إلى توفير كل سبل الإتاحة بالمتحف لاستقبال السياحة الميسرة من ذوي الهمم حيث تم عمل دورات مياه ومسارات زيارة خاصة بهم.كما تم تزويد الموقع بالكافتيريات والبازارات، الأمر الذي من شأنه العمل على تحسين تجربة الزائرين بما يتناسب مع أهمية المتحف والموقع الأثري ككل.
تجدر الإشارة إلى أن المتحف يعرض عدد من القطع الأثرية التي تم اكتشافها بسقارة منها أهم وأقدم مجموعة من أدوات الجراحة، وكذلك التماثيل البرونزية للمعبودات المصرية، ونماذج العناصر المعمارية بمجموعة هرم زوسر، وأهم مقتنيات ملوك الأسرة الخامسة والسادسة من أبرزها مومياء الملك “مري إن رع” أحد ملوك الأسرة السادسة والتي تعتبر أقدم مومياء ملكية.بالإضافة إلى عدد من الأواني المختلفة الأشكال والأحجام التي اكتشفت داخل هرم الملك زوسر وبعض ملوك الأسرة الثانية، وأهم منحوتات النماذج الخشبية والحجرية لكبار الموظفين.
كما يوجد بالمتحف مكتبة المهندس وعالم الآثار الفرنسي الراحل “جان فيليب لوير”، الذي عمل لمدة 75 عاما في سقارة للكشف عن المجموعة الهرمية للملك زوسر، وقاعة للتهيئة المرئية التي تعرض مواد فيلمية عن أهمية سقارة الأثرية.من الجدير بالذكر أن منطقة سقارة تحتوي علي أول نموذج الذي يدل علي تطور المقابر الملكيه في مصر قديمة، الهرم المدرج الذي يعد تطور معماري كبير في مصر القديمة الذي يعود إلي مؤسس الأسرة الثالثة الملك زوسر ويعد تمهيداً لبداية عصر بناة الاهرامات.