dhl
dhl

المذنب الأكبر على الإطلاق يبوح بسر جديد..

أظهرت دراسة جديدة أن المذنب “برناردينيلي-بيرنشتاي” (BB)، أكبر مذنب تم اكتشافه على الإطلاق، كان نشطًا منذ وقت طويل.

ويعني هذا الأمر أن الجليد بداخل المذنب يتبخر ويشكل غلافًا من الغبار والبخار يُعرف باسم ذؤابة، وتم رصد مذنب نشط واحد فقط بعيدًا عن الشمس، وكان أصغر بكثير من المذنب “BB”.

وسيساعد هذا الاكتشاف علماء الفلك على تحديد ما يتكون منه المذنب “BB”، مما يوفر نظرة ثاقبة للظروف أثناء تكوين نظامنا الشمسي، ونُشر الاكتشاف الاثنين في مجلة “ذا بلانيتري ساينس جورنال” .

ويقول توني فارنهام، عالم الأبحاث في قسم علم الفلك بجامعة ماريلاند والمؤلف الرئيسي للدراسة: “هذه الملاحظات تدفع مسافات المذنبات النشطة إلى أبعد مما كنا نعرفه سابقًا، لأن معرفة متى يصبح المذنب نشطًا هو مفتاح لفهم مكوناته”.

وغالبًا ما تسمى المذنبات “كرات الثلج المتسخة” أو “الكرات المتسخة الجليدية”، وهي عبارة عن تكتلات من الغبار والجليد المتبقي من تكوين النظام الشمسي، وعندما يقترب مذنب في المدار من أقرب نقطة له من الشمس، ترتفع درجة حرارته ويبدأ الجليد في التبخر، وتعتمد درجة الحرارة التي يجب أن يبدأ بها التبخير على نوع الجليد الذي يحتوي عليه (على سبيل المثال، الماء أو ثاني أكسيد الكربون أو أول أكسيد الكربون أو بعض المركبات المجمدة الأخرى).

واكتشف العلماء المذنب (BB) لأول مرة في يونيو/ حزيران 2021 باستخدام بيانات من “مسح الطاقة المظلمة”، وهو جهد تعاوني دولي لمسح السماء فوق نصف الكرة الجنوبي، والتقط المسح النواة اللامعة للمذنب ولكن لم يكن لديه دقة عالية بما يكفي للكشف عن غلاف الغبار والبخار الذي يتشكل عندما يصبح المذنب نشطًا.

ويُعد المذنب (BB)، الذي يبلغ عرضه 100 كيلومتر، أكبر مذنب تم اكتشافه على الإطلاق، وهو أبعد عن الشمس من كوكب أورانوس.

وعندما سمع فارنهام عن هذا الاكتشاف، تساءل على الفور عما إذا كان قد تم التقاط صور للمذنب BB بواسطة القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة (تيس)، الذي يراقب منطقة واحدة من السماء لمدة 28 يومًا في المرة الواحدة، وكان يعتقد أن أوقات التعرض الأطول لـ(تيس) يمكن أن توفر مزيدًا من التفاصيل.

وجمع فارنهام وزملاؤه آلاف الصور للمذنب BB التي جمعتها (تيس) من 2018 إلى 2020، ومن خلال تكديس الصور، تمكن من الحصول على رؤية أوضح للمذنب، ولكن نظرًا لتحرك المذنبات، فقد اضطر إلى وضع طبقات من الصور بحيث يكون المذنب BB محاذيًا بدقة في كل إطار، وأدت هذه التقنية إلى إزالة البقع الضالة من اللقطات الفردية أثناء تضخيم صورة المذنب، مما سمح للباحثين برؤية التوهج الضبابي للغبار المحيط بالمذنب، وهو دليل على أن BB كان يعاني من “ذؤابة” وكان نشطًا.

وللتأكد من أن “الذؤابة” لم تكن مجرد ضبابية ناتجة عن تكديس الصور، كرر الفريق هذه التقنية مع صور لأجسام غير نشطة من حزام كويبر، وهي منطقة أبعد بكثير عن الشمس من المذنب BB حيث الحطام الجليدي من البداية، وعندما بدت هذه الأشياء نقية، بدون تشويش، كان الباحثون واثقين من أن التوهج الخافت حول المذنب BB كان في الواقع ذؤابة نشطة.

ويشير حجم المذنب BB وبعده عن الشمس إلى أن الجليد المتبخر الذي يشكل الذؤابة يهيمن عليه أول أكسيد الكربون، ونظرًا لأن أول أكسيد الكربون قد يبدأ في التبخر عندما يكون بعيدًا عن الشمس بما يصل إلى خمسة أضعاف ما كان عليه المذنب BB عندما تم اكتشافه، فمن المحتمل أن يكون BB نشطًا قبل أن يتم ملاحظته.

ويقول فارنهام: “نحن نفترض أن المذنب BB كان على الأرجح نشطًا إلى أبعد من ذلك، لكننا لم نشاهده قبل ذلك، وما لا نعرفه حتى الآن هو ما إذا كانت هناك نقطة توقف حيث يمكننا البدء في رؤية هذه الأشياء في التخزين البارد قبل أن تصبح نشطة”.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.