تواجه شركات صناعة السيارات في ألمانيا تحديات كبيرة في وقت تتحول فيه إلى تشكيلات تعمل بالبطاريات وتواجه منافسة متزايدة من الصين. لكن الأعمال تزدهر في زاوية أخرى من صناعة النقل الألمانية: الدراجات الكهربائية.وصلت مبيعات الدراجات الهوائية في ألمانيا إلى مستوى قياسي بلغ 7.36 مليار يورو (7.8 مليار دولار) في عام 2022، حيث تمثل الدراجات الكهربائية ما يقرب من نصف المبيعات، وفقاً لجمعية صناعة الدراجات الألمانية. وتتوقع المجموعة أن يشتري الألمان هذا العام، ولأول مرة، المزيد من الدراجات الإلكترونية مقارنة بالنماذج التقليدية.تعد الدراجات والدراجات البخارية الكهربائية (السكوتر) العمود الفقري لما يعرف بالتنقل المحدود، والذي يُنظر إليه على أنه ضروري لخفض انبعاثات الكربون الناتجة عن وسائل النقل والمساعدة في تخفيف التلوث والازدحام في المدن الأوروبية.يشير المحللون في شركة «إيرنست يونج (إي واي)» إلى الدراجات الإلكترونية باعتبارها العامل وراء النمو السنوي المتوقع بنسبة 4.6% في سوق الدراجات في أوروبا في السنوات الخمس المقبلة، حيث يقوم المزيد من الناس بتعديل أنماط حياتهم لخفض الانبعاثات. وفي الوقت نفسه، يمكن أن ينخفض عدد السيارات المملوكة للقطاع الخاص بنسبة تصل إلى 25%، وفقاً لدراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» PWC، مع تحول المستهلكين إلى تقاسم السيارات ونماذج التنقل البديلة. وقد لاحظت صناعة السيارات في ألمانيا هذا الأمر.تقدم شركة «بورش» دراجة كهربائية رياضية تصلح لقيادتها على كافة التضاريس – مع شعار صانع السيارات المألوف باللونين الذهبي والأحمر تحت المقاود. كما أن شركة «أودي» لديها نموذج مماثل. وقالت ساندرا وولف، الرئيس التنفيذي لشركة «ريز& مولر» Riese & Müller، وهي شركة ألمانية رائدة في صناعة الدراجات الهوائية ولديها مجموعة واسعة من النماذج الكهربائية: «إن الطلب على وسائل النقل الصغيرة آخذ في الازدياد».وأضافت: «تلعب الدراجات الكهربائية دورا مهماً في ذلك». تعد ألمانيا أكبر سوق شامل للدراجات في أوروبا، وفي السنوات الأخيرة، شهد صانعو الدراجات الألمان طلباً متزايداً على دراجاتهم الإلكترونية في الخارج، وخاصة داخل أوروبا. وتعد الصين أكبر منتج للدراجات الإلكترونية في العالم، لكن الرسوم التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الواردات الصينية ساعدت في حماية المنتجين في أوروبا.وتعد العديد من الشركات الألمانية من بين الشركات الرائدة في تصنيع الدراجات الكهربائية في أوروبا، إلى جانب الشركات المنافسة في فرنسا وإيطاليا وهولندا. وفي الربع الأول من هذا العام، قفزت صادرات الدراجات التي تعمل بالبطاريات المصنوعة في ألمانيا بنسبة 56% مقارنة بالعام السابق، وفقاً لجمعية صناعة الدراجات الألمانية.وقد اجتذب هذا النوع من النمو المستثمرين. في العام الماضي، قادت شركة LRMR Ventures، وهي شركة استثمارية تابعة لنجم الدوري الأميركي للمحترفين ليبرون جيمس، مجموعة استثمرت 30 مليون يورو في كانيون، وهي شركة ألمانية لإنتاج الدراجات ومقرها كوبلنز، بهدف توسيع عروض الدراجات الإلكترونية ووجودها في الولايات المتحدة.
