dhl
dhl

“بيتزا السلال” .. من شاب بقبائل الفيوم إلى صاحب أكبر محل بيتزا شرقي في المريوطية

القاهرة – نورهان مهران:

الشارع المصري هو قلب الحكايات وقصص الصعود، نجد فيه الشاب الطامح والرجل المكافح والمرأة الدؤوبة منهمكين في أشغالهم المختلفة ولكن يتشابهون جميعهم في شيء واحد وهو الطموح والنجاح، ومن قلب شوارع القاهرة وتحديدًا في المريوطية – فيصل نحكي لكم حكاية هذا الرجل الذي بدأ رحلة كفاحه وهو ابن الخامسىة عشر عامًا، جاء مغتربًا من الفيوم كي يعمل في محل أولاد عمومه كصبي، وكما يقال في المثل الشعبي السائد بين المصريين “الشغلانة اللي مكنتش فيها صبي مينفعش تبقى فيها معلم”، فأصر أن يكون صبيًا ناجحًا ثم معلِمًا ناجحًا، ليصبح فيما بعد مالك أشهر محل بيتزا شرقي في المريوطية فيصل، هذا الرجل هو أبو حسام صاحب محل بيتزا السلال.

في بداية حوارنا، كيف جاء “أبو حسام” من الفيوم ؟

بدا عمله كصبي في أحد محلات البيتزا الشرقي كما قلنا وهو محل أحد أقاربه من قبيلته في الفيوم، وفي عرف العائلة يبدأ الولد في المرحلة الأولى من العمل بترتيب المحل وتنظيفه والقيام بالتعامل مع الزبائن في عملية البيع والتعبئة والتكييس وهكذا.

ثم في المرحلة الثانية يتعلم عملية التسوية، ثم المرحلة الثالثة عملية التجهيز لعمل البيتزا، وأخيرًا عملية الخبز نفسها، ووصل أبو حسام في العشرين من عمره إلى مرحلة ” الصنايعي ” المُلم بكل تفاصيل ” الشغلانة “.

عائلة السلال وقبائل الفيوم

المدهش فيما قاله أبو حسام هو أن صناعة البيتزا الشرقي بدأت من الفيوم، وأعطى مثالًا على بيتزا الزعيم وبيتزا الطيبين وغيرها، فهم أولاد عمومه وأقاربه أو من نفس العائلات بالفيوم، وهم أصل الصناعة، علموا بعضهم البعض وتشربوا الصنعة؛ حتى أصبح كل منهم يملك محله الخاص، وعندما يتقاعد الكبير أي صاحب المحل يسلم الراية لمن بعده سواء لأولاده أو أقاربه وهكذا، فهي صناعتهم الخاصة بهم وهم منغلقين فيها على بعضهم البعض.

وإذا كنت أحد أفراد العائلة فأنت تأتي من البلد تجد ابن عمك أو ابن خالك في استقبالك ليلقنك كل تفاصيل وأسرار الصنعة ثم تصعد في السلم تدريجيًا لتتسلم إدارة المحل أو تفتح المحل الخاص بك، وهكذا تتم عملية الاستلام والتسلم بنظام ودقة شديدة.

الطموح

كيف بدأ أبو حسام في تأسيس المحل الخاص به ؟

بدأ أبو حسام في افتتاح أول فرع خاص له في شارع العمدة في الكوم الأخضر، ثم افتتح فرعه الثاني في شارع أحمد ماهر في آخر فيصل وهي بيتزا الطيبين ثم ترك هذا الفرع فيما بعد للأشبال الصغار من العائلة، وأخيرًا افتتح محله الأساسي والرئيسي في المريوطية فيصل.

كيف اختار أبو حسام منطقة المريوطية فيصل؟

تعتبر من أكثر المناطق حيوية وتنوع في طبقات المجتمع، واختار أبو حسام هذه المنطقة بالتحديد لتزاحم المنطقة بالشباب والموظفين والعمال وغيرهم من الفئات، فوجدها المكان الأمثل لافتتاح فرعه الرئيسي، وهذا وضعه في اختبار أكبر على حد وصفه لأنه كان يجب عليه أن يطور من الطعم والجودة لكبر حجم المنافسة في السوق، ولأن زبون منطقة المريوطية لن يرضيه “الشغل الأي كلام”.

كيف حقق ابو حسام “المعادلة الصعبة” الجودة العالية والسعر المناسب؟

بالتأكيد هي معادلة صعبة في هذه الأيام ولكن يصر هذا الرجل على تحقيقها كل يوم، من خلال الوقوف بنفسه على العمل يخبز بيديه، ويتابع سير العمل، يشرف على كل مكون من المكونات بداية من الصلصة التي يحضرها بنفسه وصولًا للدجاج الطازج وليس المجمد، ومع ذلك يحرص على أن يكون المنتج بسعر معقول يناسب جميع الفئات والطبقات، لا هو سعر عال ولا هو منخفض للغاية حتى لا يقلل من جودة الطعام.

ثم أدخل أصناف جديدة غير موجودة من قبل في محلات البيتزا الشرقي التي على شاكلة محلات العائلة، أدخل المكرونات والكريب والساندويتشات السوري، وهذا غير المحلات الشعبي التي تحتفظ بهويتها الشعبية بالبيتزا الشرقية والفطائر الصغيرة.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.