dhl
dhl

مالك العثامنة يكتب: الحلم الذي أصبح حقيقة

أقرأ خبراً تنشره صحيفة «الاتحاد» الغراء عنوانه «جزيرة السعديات أبوظبي أفضل وجهة شاطئية في الشرق الأوسط».الخبر الذي لم تتجاوز قراءته دقيقتين، حرك ذاكرتي «الخمسينية»، وأشعلها لأكثر من ذلك الوقت بكثير. يتحدث الخبر عن ذلك المكان بمنتجعاته الفخمة وشاطئه الممتلئ بكل وسائل الترفيه والراحة والاستجمام على مستوى عالمي يتجاوز الشرقَ الأوسط كلَّه، فأعود بذاكرتي إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي، حيث كنت ذلك الطفل الصغير في الصف الأول الابتدائي طالباً في المدرسة الأساسية الوحيدة في الجزيرة التي كان يقطنها قلة من الصيادين وأسرهم.كنتُ بحكم أني ابن لمعلم ومعلمة في المدرسة الأساسية أحد طلابها، والذاكرة تزودني بملامح واضحة متوهجة لتلك الكثبان الرملية التي تغطي الجزيرة بأكملها، وتلك البيوت الصغيرة المتناثرة، والمدرسة الوحيدة التي كنتُ أرتادها برفقة والدي، رحمه الله، ووالدتي (منَّ الله عليها بالصحة) يومياً من أبوظبي عبر قارب «لنش» يقوده العم «ثاني»، أحد مواطني الجزيرة الطيبين.جزيرة على فقر حالها في ذلك الوقت، كانت ضمن رؤية مؤسس الدولة وبانيها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما هو الشأن بالنسبة لبقية مناطق الإمارات، لذا فقد حرص على إقامة تلك المدرسة فيها، إيماناً منه بالعلم والمعرفة شرطاً أساسياً لبناء الدولة الفتية أيامَها.هذا تأسيس مهم في القول ليفهم الجيل الشاب الجديد في الإمارات إلى أين وصلت دولتهم، وأن هذا الإنجاز الذي يرونه الآن في جزيرة مثل السعديات ليس عادياً بالمطلق، بل طفرة من سلسلة طفرات استثنائية في التقدم المذهل والسريع الذي يتراءى حين نقوم بجولة في الذاكرة، مستعيدين مشهدَ تلك الجزيرة الرملية الخالية المحاطة بذلك الأزرق الفيروزي المدهش، ثم نتجول «افتراضياً» في عالم صور الإنترنت لذات الجزيرة، فنجد مشهداً مختلفا لعالَم ساحر من الرفاهية المترفة والمنتجعات والأبنية والصروح التي نثرت الرمال ذهباً يبهج الناظرين.السعديات، قصة من عشرات القصص الحية التي تنبض بسيرة حياة دولة تسابق الزمن والعصر في التقدم والرفاهية لأهلها وللمقيمين فيها حتى صارت نقطة جذب عالمية.لا يمكن فهم ذلك كله دون المقاربات بين الماضي والحاضر، وإننا من المحظوظين الذين يحملون في ذاكرتهم تلك الصور القديمة والشهادة الحية للتقدم حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي حين غادرنا الإمارات حاملين داخلنا أحلى ما يمكن حمله في الذاكرة.لا أشك في أن هناك متاحف بصرية للصور والأفلام الوثائقية التي توثق هذا التطور المذهل، وهو ضروري لكل جيل يأتي في الدولة ليعرف حجم الإنجاز وضخامته، وبالطبع فهو إنجاز لا يتوقف.أتذكر أني في آخر زيارة لأبوظبي حاولت في الوقت القصير المستقطع من زيارة العمل أن أتجول في المدينة، لأكتشف حجم هذه النهضة العمرانية التي لا يمكن إلا الوقوف أمامها بإجلال وتقدير لكل ما تقع عليه العين. وكنتُ كلما وقفتُ أمام إنجاز من الإنجازات الكثيرة جداً، أجدني أردد بيني ونفسي ذلك البيت الذي يقول:كان حلماً فخاطراً فاحتمالا

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.