“رحلة 404 .. أنف وثلاث عيون.. الحريفة والاسكندراني ” انتعاشة كبيرة تشهدها السينما المصرية هذا الموسم
القاهرة – نورهان مهران:
شهد هذا الموسم السينمائي طفرة كبيرة في مدى تنوع وتعدد الأفلام السينمائية المعروضة، حيث قدمت أدوار العرض عددًا من الأفلام السينمائية المميزة بعد فترة خمول استغرقت وقتًا طويلًا؛ حيث كان الموسم يضم فيلمين أو ثلاثة على الأكثر، وهذا ما أسعد الجمهور المصري والعربي بشكل عام بسبب تنوع الأعمال الفنية أمامه، فأفلام موسم الكريسماس ضمت فيلم شماريخ بطولة: آسر ياسين، وأمينة خليل وإخراج عمرو سلامة، وفيلم أبو نسب بطولة: محمد إمام، وياسمين صبري، وماجد الكدواني وإخراج رامي إمام.
أيضًا ضم الموسم أفلام مثل: الاسكندراني للنجم أحمد العوضي، عن قصة الراحل أسامة أنور عكاشة وهو من إخراج خالد يوسف، وفيلم مقسوم للنجمات: ليلى علوي، وشيرين رضا، وسماء إبراهيم، وأيضًا فيلم الحريفة وهو تجربة شبابية جديدة ومختلفة من إخراج رؤوف السيد وبطولة نور النبوي، وحقق الفيلم نجاحًا مبهرًا على الرغم من أن جميع أبطاله ليسوا نجوم شباك.
ومن ضمن الأفلام هي رحلة 404 الذ كان من المفترض أن يكون اسمه القاهرة – مكة، وأخذ رحلة طويلة بين ملفات الرقابة حتى خرج للنور في هذا الموسم، وهو من بطولة منى ذكي، وإخراج هاني خليفة، وفيلم أنف وثلاث عيون بطولة ظافر العابدين وصبا مبارك الذي سيعرض في دور العرض المصرية خلال الشهر.
قالت الناقدة الفنية الكبيرة حنان شومان: إن هناك عددًا كبيرًا من الأفلام كانت مجهزة من قبل بالفعل، وكان مخطط لها أن تُطرح في أوقات سابقة، فلا يمكن أن نعتبر هذه الانتعاشة مخطط لها، ولكن يمكننا القول بأن عودة منى ذكي للسينما من خلال سهر الليالي يُعد شيء جيد وفوز كبير للجمهور.
وأضافت: “إن الإنتاج الذي ننتجه هذه الأيام مقارنة بما سبق ضعيف للغاية، ولكن وجود المنصات مؤخرًا ساهم في تحسين العملية الإنتاجية، وأيضًا تواجد وسائل عرض متعددة لم تكن موجودة في السابق”.
وأكملت الناقدة حديثها عن الإنتاج قائلة: إن تنوع شركات الإنتاج في الفيلم الواحد ساعد على تسهيل العملية، وهو شيء متعارف عليه في السينما العالمية، فقد يضم العمل الواحد 6 أو 7 شركات إنتاج، وقد تنبه المنتجون أخيرًا لهذه الفكرة، بالإضافة إلى أن أغلب الأفلام المعروضة حاليًا إنتاجها قليل التكلفة على المنتج.
أما من الناحية الأكاديمية فقالت الدكتورة سارة فوزي مدرس وأستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة قسم الإذاعة والتلفزيون: “أهم ما يميز هذا الموسم السينمائي هو الاختلاف بين الخطوط الدرامية لكل من الأفلام المعروضة، فعلى سبيل المثال: فيلم مقسوم الذي يتحدث عن مواصلة الحياة واستعادة الشغف بعد الوصول سن معين، وفيلم رحلة 404 الذي يتحدث عن رحلة الإنسان بين الخطيئة والاستغفار والتوبة، ولدينا أنماط درامية جديدة مثل فيلم الحريفة الذي يحمل جانب رياضي اجتماعي، وفيلم الاسكندراني الذي تمت كتابته بشكل ممتاز، وما أعجبني أن كل فيلم له حالة سينمائية مختلفة عن الآخر ولها نوعها وسماتها ومقوماتها”.
وأضافت: “سعيدة بوجود أفلام مختلفة منها الأفلام الكوميدية، والرومانسية، والفلسفية، فلدينا وجبة فنية متكاملة ومتنوعة، وهناك إثراء درامي كبير في هذا الموسم، وإقبال جماهيري عالٍ، وأتمنى أن تستمر هذه الانتعاشة طوال العام، وليس فقط في مواسم الأعياد والإجازات”.
وأكملت حديثها: “نعم، نحن شهدنا حالة عظيمة بوجود حوالي 10 أفلام هذا الموسم، ولكننا مازلنا محتاجين لكم أكبر من الإنتاج السينمائي، وأن تعود السينما المصرية كما كانت في السابق ب 30 فيلمًا ونحقق الرواج السينمائي”.
وعن اعتقادها بسبب الانتعاشة الكبيرة التي نشهدها: “إن تنوع مصادر الإنتاج هو أهم أسباب الرواج السينمائي الذي نشهده هذا الموسم، فنجد أن فيلم الحريفة يوجد حوالي 4 شركات إنتاج، وفيلم 404 حوالي 5 شركات إنتاج، وهذا بالتأكيد يخفف من ثقل الميزانية على الشركة الواحدة أو المنتج الواحد.
كما أن مساهمة المنصات الرقمية مثل: شاهد، وwatch it، ونتفليكس في إنتاج الأعمال السينمائية ساعدت شركات الإنتاج على تقليل العبء عنهم، وأيضًا سنجد كثيرًا من شركات الإنتاج المستقلة التي بدأت تأخذ مغامرة الإنتاج مؤخرًا.”