القاهرة – مى عبده:
تحل اليوم اليوم العالمي للأعشاب البحرية، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها 265/76 الذي أعلنت فيه يوم 1 مارس بصفته اليوم العالمي للأعشاب البحرية.
وسلط القرار الضوء على الحاجة الملحة إلى إذكاء الوعي على جميع المستويات، وإلى تعزيز وتيسير الإجراءات الرامية إلى حفظ الأعشاب البحرية بهدف المساهمة في ضمان صحتها وتنميتها، مع الأخذ في الحسبان أن تعزيز خدمات ووظائف النظم الإيكولوجية مهمٌ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أهمية الأعشاب البحرية
الأعشاب البحرية نباتات بحرية مُزهرة تنمو في المياه الضحلة في أجزاء شتى من العالم، من المناطق المدارية إلى الدائرة القطبية الشمالية.
وتوجد في 159 بلدا موزعة على ست قارات، وتغطي مساحة تفوق 300 ألف كيلومتر مربع، مما يجعلها أحد الموائل الساحلية الأوسع انتشارا على وجه الأرض. تشكل الأعشاب البحرية مروجا واسعة تحت سطح الماء، وبذلك تكون موائل معقدة وعالية الإنتاج وغنيه بيولوجيا.
كما أن للأعشاب البحرية أهمية كبيرة في مد النظام الإيكولوجي بوفرة من الخدمات عالية القيمة التي تسهم بشدة في تعزيز عافية النظم الإيكولوجية في العالم، ورفاه البشر، وأمن المجتمعات الساحلية.
ولمروج الأعشاب البحرية أهمية بالغة للإنتاج العالمي لمصائد الأسماك، فهي تؤمن موائل تفريخ قيمة لأكثر من خمس عدد مصائد الأسماك الأضخم في العالم، فضلا عن إتاحتها الملجأ والغذاء لآلاف الأنواع من الأحياء، بما فيها الأسماك والمحاريات والأنواع ا لكبيرة المهددة بالانقراض والمعرضة له، مثل الأطوم وفرس البحر والسلاحف البحرية.
ومن شأن الأعشاب البحرية تحسين نوعية المياه بتصفيه المغذيات والملوثات وتدويرها وتخزينها، كما يمكنها أن تقلل من وجود البكتيريا البحرية المسببة للأمراض، الأمر الذي لا يحمي البشر بشكل غير مباشر فحسب، بل يقلل الأمراض التي تصيب المرجان، ويخفف التلوث في الأغذية البحرية كذلك، كما تتيح الأعشاب البحرية منافع ثقافية في شتى أرجاء العالم بتعزيز فرص السياحة والاستجمام.
وتتيح الأعشاب البحرية حلولا طبيعية فعالة لمواجهة تأثيرات تغير المناخ لكونها عنصرا أساسيا من عناصر جهود التخفيف والتكيف.
وبالرغم من أن هذه المروج لا تغطي سوى 0.1 في المائة من قاع المحيطات ، إلا أنها تعد بالوعات كربون شديدة الفعالية، فهي تخزن ما يصل إلى 18 في المائة من كربون المحيطات في العالم.
كما يمكن للأعشاب البحرية تخفيف تحمض المحيطات، مما يساهم في تعزيز صمود النظم الإيكولوجيه والأنواع الأكثر حساسية، مثل الشعب المرجانية، وتمثل خط الدفاع الأول على طول السواحل من خلال تخفيف قوة الأمواد، مما يحمي البشر من الخطر المتعاظم للغمر والعواصف.
تجون تفصيلا أوفى في الموجز التنفيذي لتقرير ❞من ضفاف البحر: قيمة الأعشاب البحرية بالنسبة للبيئة والبشر❝.
مورد مُهدد مع ما للأعشاب البحرية من أهمية باعتبارها عنصرا أساسيا في التنوع البيولوجي البحري —وبالتهديدات التي تواجهها— وبإسهامها في التنمية المستدامة وفي التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، فهي مهددة بالمخاطر، ولا تزيد نسبة الواقع منها في المناطق البحرية المحمية عن 26 في المائة.
ولم تزل الأعشاب البحرية تتدهور على الصعيد العالمي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وبحسب تقديرات التعداد الأخير، تُفقد سنويا نسبة 7 في المائة من هذا الموئل البحري المهم في أنحاء العالم.
وهذا ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم من الأعشاب البحرية في كل 30 ثانية.
وقد لاحظت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقلق أن 21 في المائة من أنواع الأعشاب البحرية مصنفة ضمن الأنواع شبه المهددة والمعرضة للانقراض والمهددة بالانقراض بموجب القائمة الحمراء للأنواع المهدَّدة الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
أن الضغوط المجتمعة لتنمية السواحل، والتلوث، بما في ذلك الجريان السطحي من اليابسة، وتغير المناخ، والتجريف، وأنشطة الصيد وركوب القوارب غير المنظمة، هي عوامل رئيسية لتدهور الأعشاب البحرية والنظم الإيكولوجية المرتبطة بها.