dhl
dhl

تحذيرات من إمكانية تواصل أزمة الجفاف في منطقة الأمازون

في خضم موجة جفاف تجتاح منطقة الأمازون بشمال البرازيل منذ نحو عام، تتصاعد التحذيرات، من إمكانية تواصل الأزمة لفترة تفوق ما هو متوقع، بما يفاقم المخاطر المُحدقة بتلك المنطقة، التي تشكل نحو 60% من بقعةٍ تضم غابات مطيرة تحمل الاسم نفسه، وتُعرف عالمياً بـ «رئة الأرض».

فهذه الموجة الناجمة عن تغير المناخ وما نتج عنه من تبعات تشمل ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة وتراجعاً حاداً لمعدل هطول الأمطار، تشكل تهديداً جسيماً لغابات الأمازون التي تمتد على مساحة ملايين الكيلومترات المربعة في قارة أميركا الجنوبية، وتضطلع بدور حيوي في حماية كوكبنا، بفعل قدرتها على امتصاص جانب لا يُستهان به، من الغازات المُسببة للاحتباس الحراري.ويحذر العلماء من أن الجفاف الذي يضرب «الأمازون البرازيلية»، مرشح للاستمرار لفترة أطول، في ظل توقعات بأن يتواصل الانخفاض الحالي في معدلات هطول الأمطار حتى شهر أبريل المقبل على الأقل. وتشير دراسات علمية إلى أن تلك الموجة، أفقدت المنطقة خلال عام 2023 وحده، ما يُقدر بـ 3.33 مليون هكتار من المياه السطحية، وذلك في أماكن لا تبعد سوى 50 كيلومتراً تقريباً، من مناطق حضرية وقرى تقطنها تجمعات من السكان الأصليين في البرازيل.

وشدد الخبير في مجال الاستشعار عن بُعد في معهد «الأمازون للبيئة والسكان» كارلوس سوزا، على ضرورة مراقبة التحولات التي تطرأ على ما يُعرف بـ«البيئات المائية»، التي قال إنها تتأثر بموجات الجفاف قبل غيرها، مشيراً إلى أن النظم البيئية من هذا النوع، يمكن أن تدق ناقوس الخطر، قبل وصول تدهور غابات الأمازون إلى نقطة اللاعودة، بما ينذر بتحولها إلى منطقة تكسوها أعشاب السافانا

.وقد تبلغ غابات الأمازون هذه المرحلة، إذا فقدت ما بين 20% إلى 25% من مساحتها الأصلية، وهو ما يقول العلماء إنه بات يمثل «فرضية معقولة وقابلة للحدوث»، مع أزمة الجفاف الحالية، التي كان من بين عوامل تفاقم حدتها؛ ظاهرة التذبذب الجنوبي أو «النينيو»، بما يصاحبها من ارتفاع حاد في درجات الحرارة.

ويقول خبراء المناخ، إن تلك الظاهرة التي تحدث بشكل دوري كل بضعة أعوام، بدأت في هذه المرة مبكراً عن الموعد الذي كان متوقعا لها. فبعدما كانت تقديرات العلماء تشير إلى أنه لن يتسنى رصدها قبل حلول يناير من العام الجاري، بدا واضحاً أنها بدأت في سبتمبر 2023، وهو ما يُعزى بشكل كبير، كما قالوا في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمجلة «إيوس» المعنية بالشؤون العلمية، إلى ارتفاع درجة حرارة المياه في المحيط الأطلسي، على نحو غير معتاد على مدار الشهور الماضية.

ويؤكد الخبراء، أن الانتهاء المتوقع لظاهرة «النينيو» بحلول أبريل، لا يعني أن معدلات هطول الأمطار على غابات الأمازون ستعود إلى طبيعتها في الشهر التالي لذلك مباشرة، مشيرين إلى أن التغيرات التي تطرأ على درجات الحرارة تستغرق وقتاً، وتبدأ عادة في المحيطات، قبل أن تمتد إلى اليابسة.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.