١٠ أسباب جعلت الكرة النسائية السعودية على طريق العالمية مبكرًا .. وائل السيد : الاتحاد السعودي وضع خلطة النجاح والأندية الشعبية هي سر التميز
مر من الزمن عامين فقط على قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم، بإطلاق أول دوري نسائي ممتاز في تاريخ المملكة العربية السعودية الرياضي بالإضافة لتكوين منتخبًا للسيدات وممارسة اللعبة بشكل رسمي يخضع لإشراف الاتحاد ولكن المثير في الأمر أن تلك الفترة القصيرة كانت كافية لأن تضع المملكة قدمها على بساط التميز والتفوق في اللعبة حيث حققت مالم يتمكن غيرها من تحقيقه في عشرات السنوات.
وتستعرض “وكالة الإعلام الإماراتية” أسباب جعلت الكرة النسائية السعودية في المقدمة :
– إطلاق دوري نسائي ممتاز بمشاركة الأندية الجماهيرية الكبيرة في المملكة العربية السعودية أشرف الاتحاد السعودي على نسختين متتاليتين ناجحتين من الدوري الممتاز لسيدات كرة القدم حيث أن مشاركة كلًا من النصر، الهلال، الشباب، الاتفاق، الوحدة، وكل الأندية الشعبية الكبيرة المُشارِكة في دوري الرجال صنع رواجًا كبيرًا للبطولة النسائية وخلق له تفاعلًا جماهيريًا ساهم في إنجاح المنافسات وإعلاء صداها في المنطقة العربية .وعلى النقيض تمامًا في المنافسات الرجالية التي تشهد تفوقًا واضحًا من الهلال السعودي بطل الدوري إلا أن النصر يتفوق وبفارق كبير في دوري السيدات حيث نجح الأصفر في الحفاظ على اللقب لعامين على التوالي في الوقت الذي أنهى الهلال النسخة الحالية من البطولة في المركز الخامس في مفاجأة قاسية.
– النصر السعودي يمثل السعودية لأول مرة في التاريخ بدوري أبطال أسيا في إنجاز تاريخي نجح النصر في تحقيق إنجازًا تاريخيًا لم يتمكن غيره من تحقيقه وهو تواجده كأول فريق نسائي سعودي لأول مرة في التاريخ بالنسخة المقبلة من بطولة دوري أبطال أسيا للسيدات وذلك بعدما تمكن من التتويج بلقب الدوري المحلي الممتاز لعامين على التوالي ليتأهل مباشرة للمشاركة ويحفر إسمه بحروف من ذهب بهذا الإنجاز الذي لم يتحقق من قبل سوى بأقدام سيدات العالمي.
– التعاقد مع محترفات مميزات وجلبهن للدوري السعودي نجحت لجان التعاقد في الأندية السعودية في جذب عدد لا بأس به من اللاعبات المحترفات لصفوفهن مما خلق رواجًا كبيرًا للدوري السعودي لسيدات كرة القدم وكانت على رأس تلك الصفقات اللاعبة النيجيرية أشلي بلمتر التي انضمت لصفوف الاتحاد بعد صراع قوي مع أندية الدوري الإنجليزي حيث أنها تعد من أفضل لاعبات العالم وكانت تلك الصفقة محل تسليط إعلامي عالمي قوي بعد انضمامها للعميد .
– تأهيل المدربات والإداريات العاملات في الكرة النسائية السعودية قام الاتحاد السعودي بخطوة غير مسبوقة وضعته في طريق الاحترافيه حيث خصص ورش عمل ودورات تأهيلية على أيدي خبراء أجانب للمدربات والإداريات والعاملات في الكرة النسائية السعودية وذلك من أجل تنمية مهاراتهن وإكسابهن الخبرات من خلال الاحتكاك بخبرات عالمية كثيرة وتطبيق كل ماتعلموه داخل المملكة من أجل وضع أساس قوي للعبة حديثة الولادة في البلاد.
كما تمتلك السعودية حاليًا أكثر من ألف مدربة مؤهلة حاصلة على رخص تدريبية مختلفة صالحة لخوض غمار التجربة التدريبية بشكل رسمي.
– مساندة الحكمات السيدات السعوديات وزيادة أعدادهن لم يقتصر ملف تطوير الكرة النسائية السعودية على المدربات واللاعبات فقط ولكن في غضون عامين فقط تم مضاعفة الحكمات السيدات في اللعبة بنمو بلغت نسبته 800٪ ، حيث تم خضوعهن لدورات تدريبية وحصولهن على رخص في مجال التحكيم بل والدفع بهن في مباريات الرجال كما حدث مؤخرًا في مباراة النصر وإنتر ميامي الأمريكي بكأس موسم الرياض حيث تم الاستعانة بالسعودية هبة العويضي وظهرت بشكل مميز ونالت إعجاب الجميع بسبب ثقتها في نفسها الكبيرة .
– إطلاق دوري الصالات ومنتخب نسائي لأول مرة لم يكتف الاتحاد السعودي بإطلاق مسابقات الدوري النسائي الممتاز لكرة القدم ولكنه أيضًا تطرق للرواج لكرة الصالات وقام بتكوين دوري للصالات وأطلق منتخب سيدات أيضًا وجهز له عدد من الوديات الدولية والمعسكرات الخارجية من أجل وضعه على الطريق الصحيح مبكرًا والمشاركة في المحافل الدولية رفقة المنتخبات العربية والعالمية .
– إطلاق دوري للسيدات درجة أولى وثانية للمرة الأولى في التاريخ حرص الاتحاد السعودي للسيدات على إطلاق دوريات للسيدات بمختلف الفئات العمرية للناشئات والشابات بل وتكوين دوري درجة أولى أيضًا، والجديد في الأمر أنه بداية من الموسم المقبل سيتم إدراج دوري الدرجة الثانية لكرة القدم النسائية في نسخته الأولى .
– الاستعانة بالكوادر العالمية في ملف الكرة النسائية استعان الاتحاد السعودي بالكوادر العالمية في ملف كرة القدم النسائية حيث تتولى الألمانية مونيكا ستاب منصب المدير الفني للإدارة النسائية بالاتحاد وأحدثت طفرة كبيرة في اللعبة على مدار عامين وقامت بتشييد مراكز أقليمية بكافة أنحاء المملكة لتدريب الفتيات بمختلف مراحل العمرية من أجل الترويج للعبة وتوسيع رقعة الانتشار .
كما تشرف مونيكا ستاب على دوري المدارس الذي يضم حاليًا أكثر من ٥٠ ألف فتاة بمختلف أنحاء المملكة العربية السعودية حيث أنها تضع هدفًا مع مسئولي الاتحاد السعودي أن يتم الترويج للعبة بشكل كبير وزيادة عدد اللاعبات المشاركات والمدونات بالاتحاد بنسبة كبيرة في فترة قليلة عن طريق اكتشافهن وتذليل الصعاب أمامهن ومنحهن كافة التسهيلات.
– تعيين مدرب برشلونة السابق لويس كورتيس مديرًا فنيًا لمنتخب السيدات وقع الاتحاد السعودي مؤخرًا عقدًا مع الإسباني لويس كورتيس لتدريب منتخب السيدات الأول ونقل خبراته للاعبات خاصة بعد باعٍ طويل له مع برشلونه وتتويجه بالبطولات العالمية في الكرة النسائية في خطوة لوضع أخضر السيدات على طريق العالمية بعدما تم إدراجه في تصنيف الفيفا رسميًا .
تعاقد الاتحاد السعودي مع لويس كورتيس فتح المجال أمام استقطاب اللاعبات العالميات حيث ارتبط مؤخرًا اسم الإسبانية أليكسيا بوتيا لاعبة فريق سيدات برشلونة الحاصلة على لقب أفضل لاعبة في العالم بالدوري السعودي وتحدثت الصحف العالمية عن إمكانية التعاقد معها خاصة بعد زيارتها للسعودية وعقدها لجلسات مع لاعبات المنتخب وتشجيعها لهن.وأغلق ملف انتقال أليكسيا للدوري السعودي بالموسم الجديد بعدما جددت عقدها مع برشلونة ولكنه لازال مطروحًا على الطاولة خاصة وأن لويس كورتيس هو مدربها السابق وتجمعهما علاقة مميزة .
– الاستعانة بالنجوم العالميين للترويج للكرة النسائية
قام الاتحاد السعودي بالترويج لملف كرة القدم النسائية في المملكة عن طريق النجوم العالمين الذين تم التعاقد معهم في أندية دوري الرجال حيث استعانوا بكريستيانو رونالدو لاعب فريق النصر ونيمار نظيره بالهلال، وبنزيما وكانتي ثنائي الاتحاد، لعقد الجلسات مع اللاعبات والترويج لهن في حملات دعائية ظهروا فيها رفقتهن وتداولتها كافة الصحف العالمية مما ساهم في تسليط الضوء على لعبة وفرق السيدات السعودية.
وحرصت “وكالة الإعلام الإماراتية ” على الاستعانة برأي واحد من أهم المدراء الفنيين في كرة القدم النسائية في أفريقيا والعالم العربي وهو وائل السيد المدير الفني السابق لفريق سيدات وادي دجلة والذي حصل على أول بطولة نسائية في تاريخ مصر وهي بطولة شمال أفريقيا .
أكد وائل السيد في تصريحات خاصة أن التطور الذي أحدثته المملكة العربية السعودية هو نتيجة تخطيط سليم وتفكير صحيح وتنفيذ محترف لكافة الخطط مشددًا على أنه كان هناك بعض المشاكل في أول موسم ولكن تم حلها في الموسم الثاني مماساهم في ظهور الكرة النسائية بشكل احترافي .
وأضاف، ” التعاقد مع اللاعبات المحترفات ذوات الخبرة لتقوية الدوري السعودي ساهم في إكساب الاعبات السعوديات الخبرة والجرأة في الملعب وتطوير مستواهن بشكل ملحوظ وسريع حيث أن الاحتكاك عامل هام للنجاح في كرة القدم “.
وشدد السيد على أن واحد من أهم أسباب نجاح الكرة النسائية في المملكة العربية السعودية هو مشاركة الأندية الشعبية الكبيرة في دوري السيدات مثل النصر والهلال والشباب وغيرهم مما ساهم في عمل رواج للعبة مبكرًا بسبب المتابعات الجماهيرية وجعل اللعبة متكاملة .وتابع، “كلي ثقة أنه خلال الثلاث أو الأربع سنوات القادمة سنرى المنتخب السعودي النسائي يشارك في المحافل العالمية على غرار المنتخب المغربي الذي مثل العرب في أخر نسخة بكأس العالم لأول مرة في التاريخ”.
وعن الاختلاف بين الكرة النسائية في مصر وفي السعودية قال وائل السيد، ” مصر تأخرت كثيراً في فكرة مشاركة الأندية الشعبية بالكرة النسائية فمؤخرًا وجدنا دخول الأهلي والزمالك والإسماعيلي في الصورة بالتأكيد هذا سيحدث تطورًا كثيرًا في اللعبة خلال السنوات المقبلة ولكن لو تم اتخاذ هذا القرار مبكرًا لكان أفضل خاصة وأن اللعبة النسائية يتم ممارستها في مصر منذ أكثر من ٢٥ عامًا ولكن رغم ذلك تفوقت علينا بلاد كثيرة”.
وأتم وائل السيد حديثه ،” أتمنى أن تقوم الأندية المصرية النسائية والاتحاد المصري بعمل خطة طويلة المدى وقصيرة المدى لتطوير كرة قدم السيدات فالتخطيط السليم والمثابرة والابتعاد عن العشوائية في القرارات والتنفيذ سيضع مصر على الطريق الصحيح في اللعبة خاصة وأن لدينا جميع العناصر التي تؤهلنا للنجاح وأهمها هي الكوادر والموهبة حيث أن مصر تمتلك لاعبات موهوبات ينافسن اللاعبات العالميات وبجدارة وكلي أمل أن تشهد الفترة المقبلة تغييرًا كبيرًا وتطويرًا ملموسًا في هذا القطاع وأن أرى منتخب بلادي في كأس العالم “.