القاهرة – خلود النجار:
في اليوم الألف للحرب في أوكرانيا، يستعد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بعد قرار واشنطن الجديد للسماح بإطلاق صواريخ بعيدة المدى في عمق روسيا لتنفيذ هذا القرار بحلول نهاية هذا الأسبوع، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وجاء هذا القرار بعد أيام قليلة من رفض الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن السماح بمثل هذه الضربات باستخدام الأسلحة الأمريكية، خوفًا من أنها قد تؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، لكنه تراجع قبل شهرين من مغادرته البيت الأبيض وأعطى الاذن للجيش الأوكراني باستخدام النظام المعروف باسم (ايه تي ايه سي ام اس – ATACMS) لاستهداف مواقع داخل روسيا.
في اليوم نفسه، أعلنت روسيا رسمياً عن مخطط جديد لشن حرب نووية كانت قد أشارت إليه قبل شهرين، حيث نوهت لأول مرة أنها ستستخدم الأسلحة النووية ليس فقط رداً على هجوم يهدد بقاءها، ولكن أيضا رداً على أي هجوم يشكل “تهديداً خطيراً لسيادتها وسلامة أراضيها – وهو وضع مشابه جداً لما كان يحدث في منطقة كورسك، حيث ضربت الصواريخ الباليستية الأمريكية ترسانات الأسلحة الروسية.وهناك تطوراً آخر يتجسد في تصاعد حدة رد الفعل الرةسي، فهى المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو حقها في استخدام الأسلحة النووية ضد دولة تمتلك أسلحة تقليدية فقط إذا كانت مدعومة بقوة نووية.
وحسب الصحيفة الأمريكية، فقد استهدفت روسيا أوكرانيا كونها تحظى بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا – ثلاث من الدول الخمس الأصلية المسلحة نووياً.
ومع ذلك، لم تبدي واشنطن أى ردود أفعال قوية تجاه التهديدات النووية الروسية، ولكن انشغلت الرأى العام الأمريكي التكهنات حول هوية الفائز بمنصب وزير الخزانة، والذي قد يكون مات جيتز، عضو الكونجرس السابق الذي أحاطت به اتهامات ارتكاب الاعتداءات الجنسية وتعاطي المخدرات رغم عدم توجيه التحقيق معه بشأنها.
وتؤكد الصحيفة أن الحرب الروسية الأوكرانية عمقت العداء بين روسيا وامريكا لكنها أيضًا اعتادت مساومة واشنطن والعالم على الاستخدام المتجدد للأسلحة النووية كورقة ضغط نهائية.
وتبدو فكرة أن إحدى الدول التسع التي تمتلك الآن أسلحة نووية – مع إيران على أعتاب أن تصبح العاشرة ما يثير استفزاز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال ماثيو بون الباحث بالشئون النووية والأستاذ بجامعة هارفارد لـ “نيويورك تايمز” : “هذه ممارسة إرسال إشارات، في محاولة لتخويف أوروبا وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، لإقناعهم بالتراجع عن دعم أوكرانيا”.
وأضاف: “لا يوجد حالياً المزيد من احتمالات الاستخدام الروسي للأسلحة النووية في الأمد القريب، ولكن ربما تزداد احتمالات اندلاع الحرب النووية على المدى البعيد، لأن استعداد الولايات المتحدة لدعم الضربات في عمق روسيا يعزز كراهية بوتن وخوفه من الغرب، ومن المرجح أن يتسبب استفزاز بوتين في ارتكاب أفعال من شأنها أن توسع الفجوة بين روسيا وأوروبا”.