dhl
dhl

وراء الطعم اللذيذ حقائق مرة عن زيت النخيل تعرف عليها

القاهرة – نهاد شعبان:

يعتبر زيت النخيل من أكثر الزيوت النباتية استخداما في العالم، حيث يدخل في صناعة مئات المنتجات التي نستهلكها يوميا من الشوكولاتة والبسكويت والمقرمشات إلى مستحضرات التجميل والمنظفات، بل وحتى في الوقود الحيوي، لكن خلف هذا الطعم اللذيذ والسعر المنخفض الذي يجعل الشركات تفضله، تختبئ حقائق بيئية وصحية صادمة تثير الجدل عالميا حول أثر هذا الزيت على الصحة، حيث يستخرج زيت النخيل من ثمار شجرة النخيل الزيتية التي تنمو بكثرة في المناطق الاستوائية، خصوصا في إندونيسيا وماليزيا، اللتين تنتجان معا أكثر من 85% من الإنتاج العالمي ويتميز هذا الزيت بخصائص فنية تجعله مثاليا للمصنعين فهو ثابت في الحرارة، لا يفسد بسرعة، وله قوام كريمي يجعل المنتجات أكثر طراوة ولمعانا.كما أن إنتاجه أرخص بكثير من الزيوت النباتية الأخرى مثل زيت عباد الشمس أو فول الصويا.

ما يفسر انتشاره الواسع في الصناعات الغذائية، ولهذا السبب، أصبح زيت النخيل موجودا في أكثر من نصف المنتجات المعبأة في الأسواق حول العالم، حتى وإن لم يذكر اسمه صراحة في الملصق الغذائي، حيث يدرج أحيانا تحت مسميات مثل زيت نباتي أو دهون نباتية، رغم فوائده الاقتصادية، إلا أن زيت النخيل يعد من أكثر السلع المثيرة للجدل بيئيا، ووفقا لتقارير منظمة السلام الأخضر، فقد فقدت خلال العقود الأخيرة مساحات هائلة من الغابات، ما ساهم في زيادة انبعاثات الكربون وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.من جانبها أوضحت الدكتورة ليزا كارتر، الباحثة في البيئة بجامعة أكسفورد قائلة:” كل مرة نشتري منتجا يحتوي على زيت نخيل غير مستدام، فإننا نشارك دون قصد في قطع شجرة جديدة من الغابات المطيرة”، ولا تقتصر أزمة زيت النخيل على البيئة فقط، بل تمتد إلى قضايا إنسانية واجتماعية، ففي بعض الدول المنتجة، كشفت منظمات حقوقية عن استغلال للعمال في مزارع النخيل، تشمل العمل لساعات طويلة بأجور متدنية، وحتى عمالة الأطفال في بعض المناطق النائية.وعلى المستوى الصحي، لا يخلو زيت النخيل من المخاطر الضارة رغم كونه نباتيا، فهو غني بالدهون المشبعة، وهي النوع الذي يرفع مستويات الكوليسترول الضار في الدم عند الإفراط في تناوله، ويرى خبراء التغذية أن استهلاك زيت النخيل بكمية معتدلة لا يمثل خطرا كبيرا، لكن الاعتماد عليه كدهون رئيسية في الأطعمة المقلية والمصنعة قد يؤدي إلى زيادة خطر أمراض القلب وتصلب الشرايين.كما حذرت بعض الدراسات من أن عمليات التكرير العالية الحرارة التي يخضع لها الزيت يمكن أن تنتج عنها مركبات كيميائية مثل الجليسيديل إستر، التي قد تكون ضارة على المدى الطويل إذا تم تناولها بانتظام، ولكن بدأت شركات عالمية عديدة خلال السنوات الأخيرة بالتحول إلى استخدام زيوت بديلة أو إنتاج زيت نخيل مستدام عبر منظمات مثل المائدة المستديرة لزيت النخيل المستدام ، التي تضمن أن إنتاج الزيت لا يتم على حساب البيئة أو حقوق الإنسان، إلا أن هذه العملية تزيد التكاليف، ما يجعل كثيرا من الشركات الصغيرة تتردد في تبنيها، كما تعمل بعض الدول الأوروبية على فرض قيود وتشريعات تشجع على تقليل استخدام الزيت أو الإشارة الواضحة إليه في المكونات الغذائية.

اعلان الاتحاد
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.