dhl
dhl

دبليو. جيه. هينيجان يكتب: ما الهدف الحقيقي من العمليات العسكرية في الكاريبي؟

لا نعرف إلا القليل عن الغارات الجوية في منطقة الكاريبي، لكن هذه العملية تبدو غير مفهومة. وقد أبلغت إدارة ترامب الكونجرس، الأسبوع الماضي، بأن الولايات المتحدة منخرطة في «صراعٍ مسلح» مع عصابات تهريب المخدرات. لكن المواطن الأميركي العادي لا يعرف شيئاً تقريباً عن الأهداف التي تسعى هذه المعركة إلى تحقيقها. ولم يتم إبلاغه عن المخدرات التي يُراد إيقافها، أو عن الجماعات المطلوب تدميرها، ولا عن السلطات القانونية التي تستند إليها الغارات. على كل حال، يستحق الأميركيون بعضَ الأدلة على ما إذا كانت العملية العسكرية تحقق أي نتائج.وإذا كان الهدف هو وقف تدفق المخدرات، فالإجراءات المتخذة حتى الآن لا تبدو مقنعة. فقد نفذت القواتُ الأميركية ضربةً جويةً قاتلة، قبل أسبوعين، استهدفت زورقاً قبالةَ سواحل فنزويلا، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص كانوا على متنه. ونشر وزير الدفاع «بيت هيجسِث» مقطع فيديو للهجوم على منصة «إكس»، قائلاً: «كانت السفينة تنقل كميات كبيرة من المخدرات في طريقها إلى أميركا لتسميم شعبنا»، مضيفاً أنها «مرتبطة بمنظمات مصنّفة على أنها إرهابية».إنه نوع من الغمض تستخدمه الإدارة منذ شهرين في حملتها، حيث توجّه من حين لآخر بتنفيذ غارات جوية، بلغ مجموعها الآن أربع غارات، ضد زوارق في المنطقة قائلة عنها إنها تُهرب المخدرات. وقد قوبلت هذه العملية بانتقادات اعتبرتها «بمثابة إعدامات خارج نطاق القضاء»، وفقاً لمسؤولين في الأمم المتحدة.وبعيداً عن الجدل القانوني بشأن تلك الضربات، فإنها لا ترقى إلى مستوى العمليات العسكرية الحاسمة. ومن الصعب القول إن تفجير بضع زوارق صغيرة -وكل من عليها- يمكن أن يكون حاسماً في الحرب المستمرة على المخدرات منذ نصف قرن. ومهما قيل عن إخفاقات الحرب العالمية ضد الإرهاب، فإن الجيش الأميركي أصبح بارعاً جداً في اختراق تلك المنظمات وتفكيكها خلال خمس وعشرين عاماً الماضية. وبدلاً من الاكتفاء بقتل العناصر الدنيا والمتوسطة في ضربات محدودة، تعلمت القوات الأميركية أنه يمكن جمع المزيد من المعلومات من خلال القبض على هؤلاء المشتبه بهم والاستيلاء على أجهزتهم الإلكترونية الشخصية بما تحويه من معلومات. وعلى سبيل المثال، فغالباً ما يتضمّن الهاتفُ الشخصي للمشتبه به معلوماتٍ كافيةً، مثل أرقام الهواتف والمحادثات النصية، بحيث يمكن التخطيط لغارة لاحقة على عملاء آخرين. وبهذه الطريقة رسمت القوات الأميركية خرائط لصفوف قيادة الجماعات الإرهابية التي لا تُحصى، بالإضافة إلى المقاتلين تحت إمرتهم.والبنية التحتية اللازمة لاعتراض السفن موجودة بالفعل في الكاريبي. فخفر السواحل والبحرية الأميركية يقومان منذ زمن باعتراض السفن المشتبه في تهريبها للمخدرات. فلماذا اختارت الإدارة تدمير المصادر والمعلومات المحتملة بدلاً من استغلالها؟ وما هو الهدف النهائي؟ لقد حشد البنتاجون مجموعة واسعة من القدرات العسكرية في المنطقة توحي بأن الطموحات تتجاوز مجرد تدمير زوارق تهريب المخدرات: مقاتلات «إف-35» الشبح، ووحدة مشاة بحرية استكشافية، وعدة سفن حربية. وربما، كما تكهّن بعض الخبراء، تكون هذه الضربات مجرد تمهيد لعملية أوسع قد تصل إلى فنزويلا نفسها، والتي تحاول الإدارةُ ربطَ حكومتها بتجارة المخدرات!لكن الإدارة في أحاديثها عن المخدرات، غالباً ما تركّز على الفنتانيل، وهو مخدر اصطناعي لا تلعب فنزويلا دوراً رئيسياً في الاتجار به، وفقاً لوكالة مكافحة المخدرات الأميركية. لذلك قد يُفترض أن الهدف هو وقف تجارة الكوكايين. لكن حتى هنا، فإن فنزويلا ومنطقة الكاريبي تمثلان جزءاً محدوداً من طرق دخول الكوكايين إلى الولايات المتحدة مقارنة بمسارات أخرى. ولذا فإن نشر أكثر من 6500 جندي أميركي في المنطقة يثير تساؤلات حول ما قد يحدث لاحقاً.لقد شاركت القوات الأميركية في الإطاحة بنظام مانويل نورييجا في بنما بين عامي 1989 و1990، وشاركت في الإطاحة بحكومة جرينادا عام 1983. وعلى الرغم من أن الجيش الأميركي لم يشارك ميدانياً في عملية للإطاحة بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو عام 1961، فإن القوات الكوبية المدعومة من واشنطن مُنيت بهزيمة ساحقة بعد غزوها.قد يختار ترامب نهجاً أكثر صرامة من حملة الضغط التي اتبعها في ولايته الأولى. ورغم ذلك فإن الأميركيين يستحقون أن يعرفوا المنطق الكامن وراء هذا الانتشار العسكري الحالي.*كاتب متخصص في قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية

اعلان الاتحاد
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.