في ظل تراجع توزيع الصحافة الورقية بشكل عام والقومية بشكل خاص, كما تتراجع المواقع الإلكترونية القومية عن نظيرتها الخاصة بشكل كبير, توضح لنا سوسن الجندي مساعد رئيس تحرير الأهرام, الأسباب التي أدت إلي ذلك, مع وضع روشتة علاجية لها
تبدأ الكاتبة الكبيرة حديثها بأنه فى الفترة ما بين عامي 2009 و2013 عقد معهد الأهرام الإقليمى للصحافة دورات تدريبية للصحفيين المتميزين حول تطوير الجرائد, حتى لا تواجه خطر الاغلاق نتيجة عزوف القراء عن متابعتها, وقاموا بمطالبتها بتغيير المحتوى إلى محتوى تحلييا وليس خبرى والإهتمام بالصحافة الاستقصائية مع التأكيد على أهمية أن تكون الموضوعات قصيرة إنسانية ومركزة, لكن للاسف لم يتم تطبيق هذه التوصيات من قبل رؤساء الأقسام ورؤساء التحرير بل كانوا يسخرون منها ويتعمدون مخالفتها فى إساءة مقصودة للجريدة.
أما بالنسبة للموقع الإلكتروني للجريدة فقد تأخر انطلاقه ١٠سنوات كاملة الامر الذي جعله يبدأ متأخرا ويفقد منزلته بين القراء وكان الهدف من انطلاقه طبقا لما كان مخططًا هو إتاحة الموضوعات الإخبارية فى الاصدارات المختلفة للأهرام على الإنترنت بعد تطوير الجريدة وتقديم الفرصة لكل صحفى أن يرسل الخبر فورا من مكان الحدث إلى موقع الجريدة الالكتروني, لكن لم يتم تطبيق ذلك لارتفاع التكلفة وبسبب وجود مشاكل فى التطبيق القانونى حيث كان ذلك يعنى مسئولية الصحفى فقط عن النشر دون وجود أى رقابة من رئيس القسم ورئيس التحرير وبدلا من وضع آليات للتدريب التقنى وإدارة المحتوى تكنولوجيًا, تراجع الأهرام عن الموضوع وتم عمل موقع الكترونى لم يستفيد من الكوادر الصحفية بالأهرام, بل قام بتعيين مبتدئين مع احتفاظ الجريدة بموقعها لعرض المنتج الصحفى بدون أى تطوير, مما أساء لمكانة الأهرام وجعلها خارج المنافسة بين المواقع الصحفية المصرية.
عام ٢٠١٩ قررت المؤسسة العمل على تصحيح الخطأ وبدلا من التصحيح أضافت الجريدة للموقع المسمى بوابة الأهرام دون أن يتم تطوير المحتوى والأكثر من ذلك فإن الموقع كثيرا ما يتأخر أو يتعطل لأسباب تقنية مما أدى لتراجعه عن المنافسة.
وتضع سوسن الجندي الحلول في تغيير القيادات التى لم يتم تدريبها بقيادات تم تدريبها على التطوير والتعديل والعودة إلى المشروع القديم الذى يتطلب توفير تابلت متصل بالانترنت بموقع الجريدة لكل صحفى وتدريب الصحفيين على الكتابة القصيرة المختصرة التحليلية وحل المشكلات التقنية الحالية.