وقعت كل من السعودية والعراق اليوم الثلاثاء مذكرة تفاهم في مجال الربط الكهربائي بين كلا البلدين.
يأتي الاتفاق في إطار سعي العراق لتوفير احتياجاته من الطاقة بعيدا عن الضغوط التي تمارسها إيران عبر وقف الغاز اللازم لمحطات إنتاج الكهرباء العراقية.
وتعرضت غالبية المدن العراقية منذ أيام لانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، في ظل انخفاض كبير بدرجات الحرارة وصقيع وتساقط للثلوج، جراء وقف ضخ الغاز الإيراني.
ووقع المذكرة وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، مع أمين مجلس الوزراء العراقي الدكتور حميد الغزي، وبمشاركة وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار ووزير الكهرباء العراقي المكلف عادل كريم، عبر الاتصال المرئي.
وفي هذا الإطار قال وزير الطاقة السعودي، إننا نهدف لتحقيق الاستثمارات المثلى في الربط الكهربائي مع العراق، وإن المشروع جاء بعد دراسة أظهرت توفير مشروع الربط فرصاً واعدة بين البلدين. وأضاف أن الربط يمثل خطوة لتعزيز فرص إنشاء سوق إقليمية لتجارة الكهرباء.
من جانبه، قال أمين عام مجلس الوزراء العراقي الدكتور حميد الغزي، إن الربط الكهربائي مع السعودية يسهم في توفير حاجة العراق من الكهرباء.
وأضاف أن الشراكة مع السعودية في الكهرباء لها مردودات اقتصادية.
وتابع: “نأمل أن يتم الربط الكهربائي مع السعودية في أسرع وقت، ووجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بسرعة الانتهاء من الربط الكهربائي مع السعودية”.
ضغوط إيرانية
ويوم السبت، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، تراجع ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية في البلاد بسبب تخفيض معدلات الغاز الوطني لتشغيل محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق وانحسار إطلاقات الغاز المورد وإطفاء خطوط تجهيز الكهرباء الإيرانية، ما انعكس سلباً على منظومة الطاقة الكهربائية في العراق.
وذكرت الوزارة، في بيان صحفي، أن منظومة الطاقة الكهربائية في العراق لا تزال متأثرة بشكل كبير بفعل انحسار إطلاقات الغاز المورد من إيران وتخفيض معدلاته 8.5 مليون متر مكعب يومياً من أصل إجمالي الكمية المتعاقد عليها والبالغة 50 مليون متر مكعب، فضلا عن أن الجانب الإيراني قام بإطفاء الخطوط الناقلة للطاقة إلى العراق، ما أدى إلى خسارة 1100 ميجاوات.
وأوضح البيان أن وزارة النفط خفضت يوم السبت 50% من الغاز الوطني من طاقة حقول الزبير وغربي القرنه/الأول والحقول الشمالية والجنوبية بسبب سوء الأحوال الجوية، مما تسبب بفقدان ستة آلاف و500 ميجاوات من جراء انخفاض ضغط الغاز و1100 ميجاوات بسبب القدرة المفقودة من الخطوط الإيرانية، وهو ما يلقي بظلاله سلباً على منظومة الطاقة الكهربائية في العراق.
ويعتمد العراق على الغاز المستورد من إيران في تشغيل محطات توليد الكهرباء في جنوب البلاد، وفي حال توقف إيران عن إمداد العراق بالغاز فإن العجز في الكهرباء في البلاد قد تتجاوز نسبة الثلث.
وفي أوقات ذروة الطلب على الكهرباء في العراق في فصل الصيف تسد إيران العجز لدى الجانب العراقي.
ويستورد العراق ما بين 1.5 و1.8 مليار قدم مكعب من الغاز الإيراني يومياً.
سد حاجة العراق
ومن المتوقع أن يوفر الربط الكهربائي بين السعودية والعراق احتياجات بلاد الرافدين من الكهرباء حيث أكد متحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، قبل عدة أشهر، ان العراق بحاجة إلى 27 ألف ميجاوات من الطاقة، لتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة للمواطنين.
كما أفاد حينها بأن العراق ينتج طاقة كهربائية بحجم 17 ألف ميجاوات يومياً، مشيراً إلى إصلاح الخط الواصل للطاقة الكهربائية من إيران إلى العراق.
وكانت وزارة الكهرباء العراقية، قد أعلنت الأربعاء الماضي عن وصول المفاوضات مع الجانب السعودي بشأن الربط المشترك إلى مراحل متقدمة.
وقال المتحدث باسم الوزارة حينها، إن “المفاوضات بشأن خطوط الربط المشترك بين الجانب السعودي من خلال منفذ عرعر ومحطة اليوسفية وإمكانية ربط خط آخر مع محطة السماوة، قطعت شوطا كبيرا”. وأضاف، أن “المفاوضات تتركز على تحديد سعر التعرفة وتخفيضها، كون التعرفة المقدمة من الجانب السعودي عالية”.
وأشار موسى إلى “وجود اجتماعات دورية مستمرة عبر الإنترنت، وربما يزور وفد سعودي بغداد في الفترة المقبلة”.
وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت السعودية والعراق، في بيان مشترك عقب مباحثات رسمية عقدها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في الديوان الملكي بقصر اليمامة بالرياض، الاتفاق على إنجاز مشروع الربط الكهربائي لأهميته للبلدين.
كما أكد الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، حميد الغزي، أمس الإثنين، أن توقيع اتفاقية الربط الكهربائى لاستبدال الطاقة بين العراق والسعودية سيكون الثلاثاء، وذلك على هامش ملتقى الأعمال العراقي – السعودي المنعقد بالرياض.
وقال الغزي، في كلمته خلال الملتقى، إن “التعاون بين العراق والسعودية مستمر انطلاقا من توجيهات رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بضرورة دعم روابط الأخوة والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأضاف الغزي أن “الجانب السعودي قدم ورقة تضمنت بعض المشكلات في المنفذ، وسوف نعمل على تجاوزها وعالجنا البعض منها وسيتم معالجة ما تبقى خلال الأسبوع المقبل”.