مباحثات مصرية سنغالية تناولت جهود محاربة التطرف في دول أفريقية، وسبل تعزيز التعاون الثنائي لمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل.
جاء ذلك لدى استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت، نظيره السنغالي ماكي سال بقصر الاتحادية بالعاصمة القاهرة.
وفي بيان قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن اللقاء بين الرئيسين تناول سبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين خلال الفترة القادمة في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة السـاحل، والارتقاء بقدرات القوات العسكرية الوطنية في المنطقة لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
كما تطرق اللقاء إلى “الجهود التي تقوم بها مصـر لمكافحة الإرهاب من خلال إقامة الدورات التدريبية لبناء مؤسسات دول الساحل والقارة ككل، ورفع قدراتها أيضا في شتى المجالات الفنية والعسكرية، فضلاً عن برامج مكافحة الفكر المتطرف المقدمة عن طريق مختلف المؤسسات المصرية الدينية العريقة بهدف إعلاء قيم الإسلام الوسطي المعتدل على مستوى القارة الأفريقية”.
وفي كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السنغالي بقصر الاتحادية، أكد الرئيس المصري ضرورة التوصل لاتفاق ملزم وضروري ينظم تشغيل سد النهضة وذلك في إطار زمني مناسب ودون إجراء منفرد.
وقال إنه ناقش مع الرئيس السنغالي التطورات الخاصة بسد النهضة وما يعنيه هذا الملف لشعوب وادي النيل كاملة.
كما أشار إلى أنه ناقش مع سال الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف الذي تعاني منه بعض الدول الأفريقية، وبعض التحديات التي تواجه أفريقيا، لا سيما ملف كورونا وتأثيره على القارة.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر أبلغت السنغال استعدادها لنقل الخبرات والكوادر لكافة القطاعات للاستفادة من التجارب التنموية والسياسية والاقتصادية.
وتابع أن البلدين اتفقا أيضا على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، فضلا عن زيادة التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات مع خلال الاستفادة من تدشين مجلس الأعمال المصري السنغالي.
ولفت إلى أن “مصر تدعم تولي السنغال رئاسة الاتحاد الأفريقي وثقتها بالقيادة الحكيمة للرئيس السنغالي للاتحاد في المرحلة التي تشهد العديد من التحديات، وعلى رأسها فيروس كورونا ومكافحة الإرهاب الذي تعاني منه بعض الدول”.
وأعرب السيسي عن حرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجي مع السنغال في شتي المجالات لإقامة شراكة مستدامة بين البلدين، خاصةً في ضوء أهمية الدور السنغالي بمنطقة غرب أفريقيا، بما يعكس مزيداً من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي والعمل التكاملي لإرساء السلام والاستقرار في القارة الأفريقية.
دولة المستقبل
من جهته، قال الرئيس السنغالي ماكي سال إن “مصر تلعب دورا مهما في أفريقيا والعالم كله، وهي دولة محورية بالنسبة للقارة ويٌستمع إليها بإنصات واهتمام بالغ، فمصر دولة المستقبل”.
وأضاف سال، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره المصري عقب مباحثاتهما بقصر الاتحادية، أن “العلاقات بين بلدينا عريقة، لأننا نتقاسم نفس الحضارة المؤسسة على الروابط المشتركة والتقارب في وجهات النظر فيما بيننا، وحول ما يتعلق بالمسائل الأساسية، والتي تهم أفريقيا والعالم بأسره”.
وأشار إلى أنه اتفق مع السيسي بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك الثنائية ومتعددة الأطراف، معربا عن التطلع إلى تعزيز وتنويع التعاون السنغالي المصري، سواء على الصعيد الرسمي أو على صعيد القطاعات الخاصة، وذلك فيما يتعلق بالاتفاقات التي تم توقيعها خلال الزيارة.
وفي تصريحاته، لفت سال إلى أنه يجري العمل أيضا لتوقيع اتفاقات قادمة في مجال الطيران المدني لتيسير النقل الجوي بين البلدين، مؤكدا الحرص على الاستفادة من الجهود والتجربة والرؤية المصرية لتعزيز العمل الأفريقي المشترك وقيادة دفة الاتحاد الأفريقي.
وشدد على أن ما تقدم يأتي “خاصة في ضوء قرب تسلم السنغال لرئاسة الاتحاد خلال القمة الأفريقية السنوية المقبلة، إلى جانب ما تشهده القارة بشكل عام، ومنطقتا الساحل وشرق أفريقيا على وجه الخصوص، من تحديات متلاحقة ومتزايدة، الأمر الذي يفرض تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر وقيادتها على خلفية الثقل المحوري الذي تمثله القاهرة في المنطقة والقارة بأسرها على صعيد صون السلم والأمن”.
مذكرات تفاهم
وشهد السيسي ونظيره السنغالي التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين، بقصر الاتحادية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي.
وجرى توقيع مذكرة تفاهم في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الآثار بين المجلس الأعلى للآثار بمصر ومتحف الحضارات الأفريقية التابع لوزارة الثقافة بالسنغال.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي، حيث وقع عن مصر الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، ومن السنغال عيساتا تال سال وزير الشئون الخارجية والسنغاليين بالخارج، إضافة إلى اتفاق تعاون بين حكومتي مصر والسنغال في مجال الرياضة، واتفاق تعاون للإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والمهمة، وقعها عن مصر سامح شكري وزير الخارجية، ومن الجانب السنغالي عيساتا تال سال وزير الشئون الخارجية والسنغاليين بالخارج.