قبل 8 سنوات، لم يكن لدى موسكو مشكلة في تجاوز القوات الأوكرانية عندما استولت على شبه جزيرة القرم، حتى إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفاخر بأنه لم يتم إطلاق رصاصة واحدة خلال العملية.
لكن القوات الروسية يبدو أنها ستواجه خصما أقوى بكثير عما كان عليه في 2014، إذا ما تحققت نبوءة الغرب في غزو روسي لأوكرانيا مرة أخرى.
ومع اقتراب بركان التصعيد بين موسكو وكييف من الانفجار، يتساءل كثيرون: هل يمكن للجيش الأوكراني أن يصمد أمام الدب الروسي المشكل من مئات الآلاف من القوات البرية والدبابات المجهزة بصواريخ قصيرة المدى والمدعومة بقوات بحرية وجوية؟..
صحوة غير عادية
قبل 8 سنوات، أثناء ضم شبه جزيرة القرم، تجاوز الجنود الروس الدفاعات الأوكرانية بسهولة.، وفي ذلك الوقت “كان الجيش الأوكراني في حالة كارثية للغاية”.
تعلمت أوكرانيا الدرس جيدا وخاضت معركة بناء غير عادية لجيشها لترفع قواتها من 6000 جندي جاهز للقتال إلى ما يقرب من 150.000 وفقًا لملخص خدمة أبحاث الكونجرس الأمريكي الذي أجري في يونيو/حزيران 2021.
ومنذ عام 2014، سعت أوكرانيا لتحديث دباباتها وعرباتها المدرعة وأنظمة المدفعية، وفقا لملاحظات التقرير.
ولعل جهود كييف المالية لتحديث جيشها على مدى السنوات السبع الماضية كانت كبيرة.
وارتفعت حصة الميزانية الوطنية المخصصة للنفقات العسكرية من 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي في 2014 إلى أكثر من 4.1٪ في عام 2020، وفقًا لأرقام البنك الدولي.
هذه الحصة من الإنفاق الدفاعي هي أكثر من معظم دول الناتو وتشبه الإنفاق العسكري لروسيا.
صواريخ ومسيرات
ولم تعد أوكرانيا وحدها في مواجهة روسيا؛ حيث قدم الناتو كمنظمة وكذلك بعض الدول الأعضاء “مساعدات كبيرة تعادل حوالي 14 مليار دولار”.
وظلت الولايات المتحدة المزود الرئيسي للمعدات العسكرية مثل معدات الراديو وشاحنات النقل العسكرية وأكثر من 200 صاروخ جافلين مضادة للدبابات.
كما زودت بريطانيا وبولندا وليتوانيا أوكرانيا بأسلحة دفاعية.
حتى تركيا قدمت المساعدة لأوكرانيا من خلال بيع طائراتها بدون طيار الشهيرة (Bayraktar TB2).
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن أنه “في حين أن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة ، مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات ، قد تصدرت معظم عناوين الأخبار في مستودع الأسلحة الأوكراني ، فإن دعم كييف الأقل إثارة من تركيا أثار مخاوف في موسكو”.
القدرات الشاملة
حسب تقرير لـ”سي إن إن” يبلغ عدد سكان أوكرانيا 43.9 مليون نسمة، بينهم 22.4 مليون نسمة قوة بشرية متاحة، في حين يصل عدد أفراد الجيش إلى 1.245 مليون جندي، منهم 900 ألف في قوات الاحتياط.
وعن القوات الجوية يمتلك الجيش الأوكراني 285 طائرة حربية فقط، بينها 42 مقاتلة، و25 هجومية، و31 شحن عسكري، إضافة إلى 71 طائرة تدريب، و145 مروحية عسكرية منها 34 هجومية.
ولدى الجيش الأوكراني أكثر من 2430 دبابة، و 11.435 ألف مدرعة، و785 مدفعا ذاتي الحركة، وأكثر من 2.040 مدفعًا ميدانيًا، إضافة إلى 550 راجمة صواريخ.
بينما يضم الأسطول البحري الأوكراني 25 قطعة بحرية فقط. وتصل ميزانية الدفاع ومعدل الإنفاق السنوي للجيش 9.6 مليار دولار أمريكي.
في المقابل، يبلغ عدد سكان روسيا الاتحادية قرابة 142 مليون نسمة، بينهم 69 مليونا قوة بشرية متاحة.
فيما يبلغ تعداد جنود الجيش الروسي في الخدمة 3 ملايين و569 ألفا، إضافة إلى 2 مليون في قوات الاحتياط.
ويمتلك الجيش الروسي أكثر من 4,144 طائرة حربية، بينها 789 مقاتلة، و742 هجومية.
كما يتمتع بقدرات جوية أخرى تتمثل في 1540 مروحية عسكرية منها 538 هجومية.
وعلى صعيد الدبابات، يمتلك الجيش الروسي 13 ألف دبابة، وأكثر من 27 ألف مدرعة.
ولدى موسكو أكثر من 6540 مدفعًا ذاتي الحركة، وقرابة 4465 مدفعًا ميدانيًا، و3860 راجمة صواريخ.
وعن القوة البحرية، يتكون الأسطول الروسي من 603 قطع بحرية، منها حاملة طائرات وحيدة، و64 غواصة، و11 فرقاطة، و48 كاسحة ألغام.
وتبلغ ميزانية الدفاع ومعدل الإنفاق السنوي للجيش الروسي 42 مليار دولار أمريكي.