محاولات حثيثة يجريها قادة العالم لنزع فتيل التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية لمنع أزمة سيصل صداها وانعكاساتها إلى العالم أجمع.
وخلال الأسابيع الماضية، وجه قادة العالم دعوات لروسيا بعدم التصعيد، إضافة إلى تحذيرات بعقوبات واسعة، لكن لا شيء يتغير، ظاهريا على الأقل، في سيناريو غزو لأوكرانيا يبدو وشيكا إلى درجة أن العديد من الدول سحبت عددا من الدبلوماسيين وعائلاتهم من سفاراتها في كييف.
وبعدما لم تفلح الدعوات عن بعد في إحراز أي تقدم، قرر عدد من قادة العالم تسريع وتيرة المحادثات عبر لقاءات وجها لوجه تتمثل في زيارات تمت وأخرى مرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة إلى كل من روسيا وأوكرانيا.
وتنفي روسيا، التي تضع عشرات الآلاف من القوات بالقرب من حدود أوكرانيا التخطيط لغزو لكن حلف شمال الأطلسي قال إنه يضع قواته في وضع الاستعداد ويعزز أوروبا الشرقية وهي تحركات وصفتها موسكو بأنها “تزيد التوتر”.
جونسون في كييف
وأخذت لندن زمام المبادرة عبر زيارة قصيرة أجراها رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى أوكرانيا الأربعاء الماضي، قالت لندن إنها تتناول محادثات حول تصاعد التوتر مع روسيا.
وخلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، قال جونسون إن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون كارثة، منبها إلى هذه الأخيرة سترتد على موسكو التي تقول إن الغرب لا يراعي مطالبها الأمنية.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن أمله في أن تنخرط روسيا في المسار الدبلوماسي الساعي إلى إيجاد حل للأزمة الحالية.
وفي أزمة أوكرانيا، تبنّت بريطانيا منذ بداية التصعيد الحالي نهجا صارما بحق روسيا، وشرعت بإرسال طائرات محملة بأسلحة فتاكة ومعدات عسكرية إلى كييف، بالإضافة إلى مستشارين عسكريين من المملكة المتحدة يعملون على تدريب عناصر الجيش الأوكراني.
مساع فرنسية
كما أعلن قصر الإليزيه، الجمعة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يبدأ الأسبوع المقبل مهمة إنقاذ لتفادي انزلاق الأزمة الأوكرانية إلى هاوية الحرب.
ويعتزم ماكرون لقاء نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع المقبل.
وأوضح قصر الإليزيه، الجمعة، أن ماكرون سيلتقي بوتين الإثنين في موسكو، ثم الرئيس الأوكراني الثلاثاء في كييف، وذلك في مسعى دبلوماسي جديد يبذله سعيا لخفض التوتر في الأزمة الأوكرانية.
وضاعف ماكرون في الأيام الأخيرة الاتصالات الهاتفية مع بوتين وزيلينسكي، ومع الرئيس الأمريكي جو بايدن، سعيا للتوسط في الأزمة.
ألمانيا تدخل على الخط
وبعد تعرض الحكومة الألمانية الجديدة لانتقادات بسبب سياستها تجاه روسيا في الأزمة مع أوكرانيا، يعتزم المستشار الألماني أولاف شولتز القيام بزيارة إلى كل من موسكو وكييف منتصف الشهر الجاري.
ويزور شولتز كييف في 14 فبراير/شباط، عشية محادثات يجريها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو وسط توتر العلاقات مع دول الغرب بشأن أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: “ستجري زيارة لشولتز إلى موسكو في 15 الحالي” مضيفا أن الزعيمين سيعقدان محادثات ثنائية “جوهرية”.
وأوضح المتحدث باسم شولتز، فولفغانغ بوخنر، للصحفيين: “إضافة إلى (مناقشة) العلاقات الثنائية، سيكون التركيز أيضا على قضايا دولية ومنها مسائل أمنية”.
والأسبوع الماضي، أسفرت جولة مباحثات لمسؤولين أوكرانيين وروس بمشاركة فرنسية وألمانية، في باريس، عن اتفاق على استمرار المباحثات، وعقد لقاء آخر في برلين بعد أسبوعين من أجل بحث سبل الخروج من التوتر الراهن حول ملف أوكرانيا.