dhl
dhl

دكتور مصطفى السعداوي يكتب: براءة

كلما أنشر مقال يتحدث عن الفتوحات الإسلامية، وقيام العرب بتحرير البلاد العربية المحتلة من الفرس والرومان، يبادر البعض بتوجيه اتهامات للعرب الفاتحين بقيامهم بحرق مكتبة الإسكندرية بعد قيام عمرو بن العاص بفتح مصر. وهو قولا لا يصادف واقع أو حقيقة للآتي:
عندما فتح العرب الإسكندرية في عام 642 م لم تكن مكتبة الإسكندرية موجودة، حيث أن المكتبة قد أحرقت في عام 48 قبل الميلاد على يد الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر.
ويدعم هذه القصة الحقيقة مصادر ودلائل كثيرة منها:
1) قال جوستاف لوبون في كتاب (حضارة العرب): “أما إحراقُ مكتبَة الإسكندرية المزعوم فمِن الأعمال الهمجيَّة التي تأباها عادات العرب”.
2) قال عزيز سوريال في كتاب (تاريخ المسيحية الشرقية): “رواية حرق العرب لمكتبة الإسكندرية من نسيج الخيال، وهي أقربُ إلى الأساطير في كلِّ تفاصيلها؛ حيث لا توجد مصادِر مُعاصِرة أو حوليَّة تُشير إلى الحادث من قريب أو بعيد، فعندما وصل العرب الإسكندرية سنة 642 م لم يَجدوا شيئًا من مكتبة البطالمة..فقد تمَّ إحراق المكتبة منذ زمن بعيد على يد يوليوس قيصَر عند هجومه على الإسكندرية..لمساعدة كليوباترا ضدَّ أخيها سنة 48 ق.م”.
3) يؤكد ذلك المؤرخ الروماني بلوتارخ Plutarch في كتابه Life of Caesar الذي كتبه في نهاية القرن الأول الميلادي والذي ذكر فيه أن مكتبة الإسكندرية قد احترقت بفعل الحريق الذي بدأه يوليوس قيصر لتدمير الأسطول المصري المرابط في ميناء الإسكندرية.
4) ذكر المؤرخ الروماني أولوس جليوس Aulus Gellius في كتابه Attic Nights والذي كتبه في القرن الثاني الميلادي أن المكتبة الملكية السكندرية قد أُحرقت بطريق الخطأ عندما أشعل بعض الجنود الرومان التابعون ليوليوس قيصر بعض النيران.
5) لم ترد هذه القصة المزعومة في كتب الأقدمين كاليعقوبي، و البلاذري، وابن عبد الحكم، و الطبري، والكندي، ولا في تاريخ من جاء بعدهم وأخذ منهم كالمقريزي، وأبي المحاسن، و السيوطي، وغيرهم.
6) حتى شخصية يحيى النحوي الإسكندراني الواردة في قصة الحرق المزعومة هي شخصية قد ماتت قبل عام 642 م بحوالي 40 إلى 70 عام.
وهديا بما سلف أعلن حكم محكمة التاريخ من براءة العرب من حريق مكتبه الاسكندرية..ولم يعد الفاعل مجهولا فلقد حرقها الإحتلال الروماني.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.