ونحن نعيش لحظات رمضان المباركة أحببت أن أشارككم بعض تغريداتي حول هذا الشهر المبارك،، وقد كتبت هذه التغريدات في أوقات مختلفة، فكلي أمل أن تكون هذه الكتابات حاوية للمنفعة، ومنبهة لنا جميعا، حتى نحظى بكل ما هو جميل في هذا الشهر الجميل في كل لحظاته وخصوصا لحظاته الأخيرة.. فأقول:
(١) ـ في رمضان المبارك.. تقربوا إلى ربكم، تذللوا لوالديكم، صلوا أرحامكم، قوموا ليلكم، استثمروا نهاركم، أسألوا عن فقيركم، ارحموا ضعيفكم، صافحوا بعضكم، سامحوا مخطئكم.
فالحياة لحظات لن تعود، وكلنا راحلون، ولن تبقى سوى ذكرانا، فلنكن ذكرى جميلة.
(٢) ـ ذاك الصيام الذي نصومه في رمضان وذاك القيام الذي نقومه.. يجب أن يكون له أثر واضح على سلوكنا وتصرفاتنا.
فالقرآن الذي نتلوه خلال صلواتنا يجب أن يرى نور التطبيق في حياتنا العملية.. والصيام الذي نصومه يجب أن يعلمنا كيف نصوم عن الكلمة المسيئة والفعل المؤذي طوال العام.
(٣) ـ في رمضان السابق كان بيننا جار عزيز، وقريب كريم، وصديق وفي، لكنهم رحلوا وأصبحوا تحت التراب.
هكذا هي الدنيا كل يوم لها شكل جديد، وكل يوم تأخذ منا وتعطينا، فهذا يرحل وذاك يولد، وتستمر عجلة الحياة!.
فنسأل الله أن يرحم أرواحا رحلت، كما نسأله أن يرزقنا القبول.
(٤) ـ وكأن رمضان جاء لكي يقول لنا: توقفوا قليلا، وراجعوا أنفسكم، وفتشوا في ملفاتكم، وحاولوا أن تصححوا ما مضى، وتصلحوا فيما أتى، وكأنه يقول أيضا: أنا ضيف عليكم، فأكرموا ضيفكم بحسن الاستقبال وحسن الوداع، وأحسن استقبال ووداع تقدمونه بحقي هو أن تحسنوا صنيعكم مع ربكم وأن تنصفوا أنفسكم.
(٥) ـ تفقدت المسجد بالأمس فرأيت الأماكن التي كان يصلي بها فلان وفلان وأبوفلان وأبوفلان، والذين رحلوا عنا وأصبحوا تحت التراب الآن !، وقد كانت أكتافهم تلامس أكتافنا في كل صلاة، وأيديهم تصافحنا، ونتبادل معهم التهاني في المسجد عند حلول رمضان، لكن لم أجدهم هذا العام، رحمنا الله ورحمهم.
(٦) ـ بكل أسف.. جل البرامج التلفزيونية لا علاقة لها بشهر رمضان لا من بعيد ولا من قريب، فالشاشات مليئة بالمسلسلات الهابطة واللقاءات التافهة!، وحتى البرامج الحوارية أغلب ضيوفها فنانون ينعقون إلى ما قبل أذان الفجر!، والبرامج الدينية وبرامج المسابقات الهادفة اختفت وليس لها وجود!.
(٧) ـ هناك (مغني) لا يغني في شهر رمضان الفضيل احتراما لعظمة رمضان وفضله، ومثل هذا بلا شك هو إنسان يحمل في قلبه خيرا كثيرا، ونحن لا ندعي أبدا أننا خير من الذي (يغني) فالله أعلم بعباده وبصلاح قلوبهم،،،
ولكن نحترم هذا التصرف الذي بدر من هذا الشخص تنزيها وتعظيما لرمضان المبارك.
(٨) ـ رمضان شهر يؤدب الأخلاق.. يغرس الإحساس بالنفوس من خلال التوقف المؤقت عن الطعام مما يجعل الإنسان يحس بالفقير الذي لا يجد ما يأكله،
ويعلم الصبر أيضا من خلال مجابهة جشع النفس ولهفتها للملذات.. فهو مدرسة لا تنحصر منافعها.. وهو شهر الأدب والتأدب.. هكذا هو شهر رمضان المبارك.
ختاما: أتوجه إلى أرحم الراحمين.. وأدعوه قائلا:
يا مالك الملك عبدك يطرق أبوابك
كل دعوة منه بالدمعات مصحوبه
يرجاك تستره مادامه على ترابك
واليا غشاه الثرى تغفر له اذنوبه
فاقبل دعوتي.. يا إلهي..
الأنباء الكويتية