انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي صور لما قيل إنه آليات سودانية مدمرة في قصف مصري.
وقالت تلك الصفحات إن الصور تظهر آليات لقوات الدعم السريع شبه النظاميّة لقصف مصريّ عن طريق الخطأ في منطقة حدودية بين السودان وليبيا.
وأرفقت هذه المنشورات بـ6 صور، واحدة مفردة تظهر فيها آلية تحترق في صحراء ومن ورائها آليات ورجال، وخمس صور أخرى في مجموعة واحدة تُظهر هياكل آليات محترقة.
وجاء في التعليقات المرافقة “الجيش المصريّ ينفّذ غارة جويّة بالخطأ على قوات الدعم السريع” السودانيّة المعروفة أيضاً باسم الجنجويد.
وأضافت المنشورات أن القصف جرى في منطقة حدودية بين السودان وليبيا، عن طريق الخطأ، ظنّاً من الطائرات المصريّة أنها تقصف قوات تابعة لتنظيم داعش الإرهابي.
حقيقة الصور
لكن خدمة “في ميزان فرانس برس” تقصت بشأن حقيقة الصور على محرّكات البحث ليكتشف ما يُرشد إلى نتائج مختلفة.
فالصور الخمس المجموعة معاً منشورة في العام 2014، أي قبل سنة من إعلان مصر تنفيذ أولى غاراتها على الأراضي الليبية ردّاً على إقدام تنظيم داعش على قطع رؤوس مجموعة من المصريين الأقباط في ليبيا في فبراير/شباط 2015.
ونُشرت هذه الصور الخمس في 12 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2014 على أنّها تُظهر آثار معارك بين جماعات مسلّحة متنافسة في منطقة الكسارات في محيط مدينة غريان في الغرب الليبي.
وفي اليوم نفسه، تحدّث مصدر في مستشفى غريان عن مقتل 21 شخصاً وإصابة أكثر من ستين في المواجهات الدائرة في الغرب، بحسب صحفيي فرانس برس في طرابلس.
وبعد يومين، في 14 من الشهر نفسه، بثّت قناة ليبية على موقع يوتيوب مشاهد قالت إنها من منطقة الكسارات، تظهر فيها آليات محترقة في منطقة صحراوية، من بينها آلية نفسها ظاهرة في الصور الخمس المتداولة.
أما الصورة السادسة، التي تُظهر آلية تحترق في صحراء ووراءها آليات ورجال، فهي منشورة في العام 2018 على الأقلّ على مواقع وسائل إعلام مرفقة بأخبار عن عمليات للجيش الليبي ضد عصابات تشاديّة في الجنوب.
وبالتالي لا صحة لشن مصر أي قصف على الجانب السوداني حتى ولو بالخطأ حيث أظهرت حقيقة الصور أنها غير صحيحة وتعود لأحداث قديمة في ليبيا.