الخرطوم – محمد التيجاني:
أعلن محامون بالخرطوم، اليوم الإثنين، أن السلطات السودانية أطلقت سراح 63 معتقلاً من سجون مختلفة بالبلاد، في خطوة لتهيئة المناخ من أجل إنهاء الأزمة السياسية.
يأتي ذلك ضمن إجراءات لتهيئة بيئة الحوار، بدأت أمس الأحد، بإصدار مرسوم دستوري من رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قضى برفع حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد بعد 7 أشهر من السريان.
وقال “محامو الطوارئ” (هيئة حقوقية مستقلة) في بيان صحفي، إنه لا يزال هناك 34 معتقلاً من محتجي منطقة الكلاكلة جنوبي الخرطوم، ترفض الشرطة إطلاق سراحهم، رغم تصديق النيابة لهم بالضمانة.
ويرى مراقبون، أن خطوة إطلاق سراح هذا العدد من المعتقلين، هي الثانية بعدما أعلنه المجلس السياسي، بشأن “تهيئة المناخ وتنقية الأجواء، لحوار مثمر وهادف، يحقق الاستقرار للفترة الانتقالية”.
ويعيش السودان على وقع أزمة سياسية حادة منذ قرارات اتخذها قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قضت بحل الحكومة الانتقالية، وفرض حالة الطواري بالبلاد، وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية، في خطوة وصفت بأنها “تصحيح لمسار الثورة”.
ومنذ ذلك الحين، تشهد البلاد حالة من الجمود، بفعل قطيعة شاملة بين شركاء العملية السياسية، في حين تستمر مظاهرات غاضبة تنادي بالحكم المدني، ومتمسكة بما سمته اللاءات الثلاث: “لا تفاوض، لا شراكة، لاشرعية”.
ووسط طرق وعرة تسير آلية ثلاثية مكونة من الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد، وبعثة الأمم المتحدة بالخرطوم “يونيتامس” محاولة تسهيل عملية سياسية بين الأطراف السودانية لحل الأزمة في البلاد.
ومراراً دعت هذه الآلية إلى رفع حالة الطواري والإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف العنف ضد المتظاهرين، بغرض تهيئة البيئة لحوار وطني يعيد مسار الانتقال الديمقراطي إلى جادة التوجه إلى الحل.