واشنطن – أمين بن زايد:
بعد ثلاثين عاما من المهمات تستعد طائرة الرئاسة الأمريكية للتقاعد، حيث ستجهز “آير فورس وان” جديدة للرئيس جو بايدن.
وفي حين أن “آير فورس وان” مجرد كنية لأي طائرة تحمل الرئيس الأمريكي، كثيرا ما تستخدم العبارة للإشارة إلى الطائرتين من طراز بوينج 747، ذات اللونين الأزرق والأبيض الشهيرة.
ويكتب على جانب هذه الطائرة الرئاسية “الولايات المتحدة الأمريكية”.
ومن هوليوود إلى شبكات الأخبار، اشتهرت الطائرة الحالية التي تعرف باسم “آير فورس وان” بظهورها المتكرر مع الرؤساء خلال معظم رحلاتهم، حتى إنه يوجد منها اثنتان بإحدى منشآت قاعدة أندروز الجوية، مما يضمن وجود طائرة احتياطية للرئيس دوما.
وبحسب موقع “إنسايدر” الأمريكي تستعد النسخة المعدلة الحالية من بوينج 747 التي تنقل القائد الأعلى -وتعرف في سلاح الجو باسم VC-25A- للتقاعد بعدما خدمت خمسة رؤساء على مدار حوالي ثلاثة عقود.
وقد آن الأوان لأن يدخل “البيت الأبيض الطائر” عصرا جديدا للطائرات، مع طائرة الجيل الجديد التي ستحلق بالرئيس بايدن، بوينج 747-8، بنفس الطريقة التي تتقاعد بها طائرات الركاب الأقدم، من طراز بوينج 747.
وبتصميمها مثل VC-25B، الطائرة الجديدة أكبر وتتمتع بقدر أكبر من الكفاءة من سابقتها.
خصائص طائرة “بايدن فورس وان” الجديدة
ومقارنة بالطائرة الرئاسية الحالية، تعتبر الطائرة 747-8 قفزة تكنولوجية هائلة إلى الأمام، وبطول 67 مترا تعد أطول طائرة ركاب في العالم.
وبالرغم من أنه يتم التكتيم على التعديلات التي تخضع لها الطائرة، بحسب موقع “سيمبل فلاينج”، لكنها تشمل اتصالات محسنة، وأنظمة دفاعية مضادة للصواريخ، وأجهزة استشعار لتحويل الطائرة إلى بيت أبيض طائر.
وتمنحها القمرة العلوية الواسعة مساحة إضافية بنسبة 20%، ومساحتها الداخلية أكبر من ملعب كرة سلة، والجناحان الواسعان اللذان صنع رأسهما من ألياف الكاربون يميلان بزاوية قدرها 37 درجة ونصف، وهذا لا يسمح للطائرة بالتحليق بسرعة أكبر فحسب، بل بالإقلاع والهبوط على مدارج أقصر أيضا.
كما تولد أربعة محركات من الجيل الجديد طراز GE طاقة تكفي للوصول إلى سرعة ماخ واحد، ما يجعلها أسرع طائرة ركاب على الأرض.
مقترح ترامب للطائرة الرئاسية
ومن أجل الطائرة الجديدة، اقترح الرئيس السابق دونالد ترامب تصميما أكثر فخامة وعصرية، حيث اقترح وجود سرير كبير بدلا من السريرين المفردين القابلين للطي، وتلفاز أكبر، ومساحة أكبر للجلوس.
وحتى ترتقي الطائرة الجديدة إلى المعايير العسكرية العالية، سيدمج التقنيون تقنيات اتصالات متطورة وفي الوقت نفسه تغيير التصميم الداخلي وتحويلها إلى مقصورة فارهة للشخصيات الهامة.
وقال الدكتور جيف أندروود، من المتحف الوطني للقوات الجوية الأمريكية: “تعمل الطائرة الرئاسية كمركز قيادة لأن لدينا الكثير من المعدات العسكرية ومعدات أخرى سرية، ولكن الطائرة الجديدة مجهزة بأنظمة أفضل وهي تحفة فنية”.
تكلفة طائرة الرئيس الأمريكي
وأشار موقع “ديفنس وان” إلى التكلفة الكبيرة للطائرة، قائلًا إنه بالرغم من الجهود المتضافرة التي بذلها سلاح الجو وإدارة الرئيس السابق ترامب، فمن المقرر أن يتكلف البرنامج الإجمالي الخاص بالطائرة 5.3 مليار دولار.
ويتضمن هذا السعر شراء الطائرة -حوالي 800 مليون دولار، إذا تم شراؤها جديدة، وهي ليست كذلك- بالإضافة إلى الإكمال المتعلق بالتصميم الداخلي، والتعديلات الخاصة، وحظيرة جديدة بقاعدة أندروز الجوية في ماريلاند.
وكان ترامب قد تمكن من تخفيض سعر البرنامج من 4.4 مليار دولار إلى 3.9 مليار دولار، لكن لم يتضمن هذا كل شيء.
وتبقي بوينج على التكلفة الدقيقة للطائرات سرًا، بحسب “ديفنس وان”. وآخر برنامج لاستبدال الطائرة “آير فورس وان”، الذي بدأ في عهد الرئيس رونالد ريجان، واستكمل خلال إدارة جورج إتش دبليو بوش، تكلف فقط 660 مليون دولار.
وأشار “إنسايدر” إلى أن بوينج لن تبني طائرة “آير فورس وان” الجديدة من الصفر، وفي الواقع، ستشتري عمليا الطائرة مستعملة.
وكما الحال مع معظم الطائرات، ستعمل الطائرتان الجديدتان لفترة تتراوح بين 20 إلى 30 عاما فقط، بحسب “ديفنس وان”. ومن المقرر أن يجرى استبدال الطائرة الحالية VC-25A بعد ما يزيد قليلًا عن ثلاثة عقود من أولى رحلاتها مع بوش في 1990 و1991.
ويتماشى التوقيت مع الوقت الذي تتقاعد فيه معظم الطائرات “الجامبو جيت” من الخطوط الجوية لنقل الركاب وناقلات البضائع حول العالم.
ويمكن للطائرة “آير فورس وان” الجديدة التحليق بلا توقف إلى كل قارة مأهولة تقريبا من واشنطن، لكن لا يمكنها إعادة التزود بالوقود في الجو، والمتوفر في الطائرة الحالية، لكن يقال إنه لم يستخدم أبدا، عدا في فيلم هوليوود “آير فورس وان”.
ويجب أن يمكن مدى الطائرتين البالغ 5.900 ميل بحري الرئيس من التحليق بلا توقف من واشنطن إلى أماكن بعيدة مثل: طوكيو، والرياض، وتل أبيب.
ومن المقرر أن تدخل الطائرات الخدمة عام 2024، وسيكون بايدن أول قائد أعلى يحلق على متن الطائرة الرئاسية الجديدة، وإذا قرر الترشح مجددا ذاك العام ونجح، سيكون أمامه أربعة أعوام كاملة ليمضيها مع الطائرة وليس بضعة أشهر بنهاية فترة رئاسته.