تشارك الإمارات دول العالم، الاحتفال باليوم الدولي للطفل، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، بسجل حافل من الإنجازات.
وواصلت الإمارات في عام 2021، تعزيز المكتسبات التي من شأنها حماية الأطفال على المستويين المحلي والدولي، وتعزيز ضمان حقوقهم في كافة الجوانب المجتمعية والأسرية والصحية والتعليمية، وكل ما يوفر لهم فرص التمتع بحياة كريمة ومستقبل أفضل.
وتأتي المناسبة هذا العام تزامناً مع فوز إمارة الشارقة للمرة الثانية على التوالي بجائزة منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” للمدن الصديقة للطفل، والتي تعد أعلى جائزة عالمية تمنح لتكريم المبادرات الرائدة المقدمة من المدن الصديقة للطفل.
تعزيز مكتسبات الطفل
أطلقت الإمارات على مدار السنوات الماضية مجموعة كبيرة من القوانين والمبادرات التي عززت مكتسبات الطفل ونقلت جهود رعايته من مرحلة ضمان الحقوق الأساسية إلى مرحلة التمكين.
وفي هذا المجال تبرز الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017 – 2021 والقانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 “قانون وديمة” الذي كفل حقوق الطفل الأساسية والصحية والتعليمية والحماية الفكرية.
هذا إلى جانب المبادرات الخاصة بوزارة الداخلية التي أنشأت اللجنة العليا لحماية الطفل في عام 2009، ومركز حماية الطفل في عام 2011، ودشنت الخط الساخن لتسهيل عمليات الإبلاغ عن حالات الاعتداء على الأطفال.
وخصّصت الإمارات يوماً لتحتفل بالطفل الإماراتي في 15 مارس/آذار من كل عام، والذي بات يمثل مناسبة وطنية للاحتفال بأبناء المستقبل وإبراز إنجازات الدولة في إطار رعاية الطفل ومنحه حقوقه الأساسية بما يتماشى مع الأعراف والقوانين الدولية.
إنجازات عربية ودولية
ولم تقتصر جهود الإمارات في حماية حقوق الطفل على الجانب المحلي، بل ساهمت في العديد من الإنجازات الملموسة على النطاقين العربي والدولي.
وفي هذا المجال تبرز مساهمات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في دعم الطفولة على الصعيدين العربي والدولي، حيث سطرت سجلاً حافلاً بالإنجازات في هذا المجال.
ومن أبرز تلك الإنجازات دورها البارز في دعم ومساندة الأطفال اللاجئين السوريين الذين قدمت لهم تبرعات سخية، كما قدمت في عام 2014 منحة قدرها 60 مليون جنيه إسترليني لإنشاء “مركز زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال” في لندن والذي أصبح المركز الأول من نوعه في العالم المتخصص في أبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال.
كما يعد “برنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للتطوع” أكبر برنامج إنساني عالمي يقوم حالياً بعلاج الأطفال والنساء والمعوزين في العديد من دول آسيا وأفريقيا، ويقيم عيادات ومستشفيات متنقلة يعمل فيها أطباء وممرضون إماراتيون ومتطوعون من دول عديدة، وقد نجح البرنامج في التخفيف من معاناة ما يزيد على 25 مليون طفل ومسن وامرأة بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق أو الديانة.
واهتمت الإمارات بتنمية قدرات الأطفال العرب بإنشاء برلمان الطفل العربي والتابع لجامعة الدول العربية في مدينة الشارقة، والذي تعقد جلساته كل سنة في يوم الطفل الإماراتي، ويهدف إلى ترسيخ مفهوم المشاركة في صنع القرار عن طريق الحوار المشترك بين أطفال الدول العربية.
دعم صحة الطفل
وتقف دولة الإمارات في مقدمة الدول الراعية والداعمة للمبادرات التي تضمن حصول أطفال العالم على الرعاية والعناية الصحية اللازمة لسلامتهم ووقايتهم من الأوبئة والأمراض السارية.
وفي هذا الإطار تبرز حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان التي قدمت منذ إطلاقها عام 2014 ولغاية نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي 583 مليوناً و240 ألفاً و876 جرعة تطعيم وصلت إلى 102 مليون طفل في شتى مناطق باكستان.
ويعتبر الأطفال المستفيدين الأوائل من المستشفيات والمراكز الطبية التي أقامتها الإمارات على نفقتها في كثير من البلدان النامية، هذا إلى جانب ما تقدمه هيئاتها الخيرية والإنسانية من هبات ومساعدات طبية في كافة الدول والمناطق التي يعيش فيها الأطفال ظروفا معيشية صعبة.
وعلى سبيل المثال، أطلقت دبي العطاء، وهي جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في يناير/كانون الثاني 2020 برنامج مدته 3 سنوات بقيمة 3 ملايين دولار لمكافحة الديدان المعوية بين الأطفال في سن الدراسة في باكستان.
وتعد الإمارات شريكا وداعما أساسيا لبرامج منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” التي تستهدف تحسين صحة الأطفال في العالم، وفي هذا الإطار أبرمت الإمارات ممثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في ديسمبر/كانون الثاني الماضي، اتفاقية تعاون مع “اليونيسف” تساهم بموجبها بمبلغ مليون درهم، لدعم برامج خاصة بالحد من التشوهات الخلقية لدى حديثي الولادة في أفغانستان.
تبرعات سخية
وحرصت الإمارات على إعطاء الأولوية لحماية تعليم الأطفال باعتباره عنصراً أساسياً في الارتقاء بالمجتمعات بأكملها، حيث بلغ إجمالي تبرعاتها لدعم مشاريع التعليم حول العالم ما يزيد على 1.55 مليار دولار، بما في ذلك التبرع بمبلغ 284.4 مليون دولار للمناطق المتأثرة بالأزمات، حيث تتعاون الإمارات مع منظمة اليونيسف والشركاء الآخرين منذ عام 2017 من أجل دعم تعليم 20 مليون طفل في 59 دولة.
وتنشط الإمارات في مجال توفير الحماية الرقمية للأطفال حول العالم، حيث تعود جهودها في هذا الإطار إلى عام 2001 حيث كانت أول بلد عربي ينضم إلى اتفاقية حماية الطفل من الجرائم السيبرانية.
وفي عام 2015 استضافت الإمارات القمة العالمية الثانية لـ”ويبروتكت” التي أسفرت عن اتفاق الحكومات والمنظمات على إنشاء استجابة وطنية منسقة للاستغلال الجنسي للأطفال على الإنترنت.
وفي عام 2018، نجحت الإمارات في حشد أكثر من 450 من القيادات الدينية من شتى أنحاء العالم ضمن فعاليات مؤتمر “تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي”، وذلك بهدف وضع رؤية عالمية مشتركة لتعزيز حماية المجتمعات، خاصة الأطفال من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية.