dhl
dhl

باتريك مودي يكتب: آفاق التعاون التكنولوجي بين الإمارات وبريطانيا

تعتبر التكنولوجيا من أحد أهمّ المسارات الرئيسية للازدهار والأمن العالميين. تخلق التكنولوجيا فرصاً جديدة ومميزة، سواء في قطاعي المناخ والصحة أو في مجالي الخدمات المالية والزراعة.
تعدّ المملكة المتحدة بالفعل رائدة على مستوى العالم في البحث والتطوير والابتكار والأمن السيبراني. يشهد قطاع التكنولوجيا لدينا ازدهاراً، فنحن أفضل وجهة للاستثمار التكنولوجي في أوروبا، وموطن لرابع أكبر عدد من شركات التكنولوجيا المستقبلية في العالم.
لكننا نريد إنجاز المزيد. تحدد استراتيجية التكنولوجيا الدولية الجديدة في المملكة المتحدة طريقنا نحو بلوغ مرتبة القوة العظمى في مجال التكنولوجيا. ولكن الأمر لا يتعلق فقط بطموحاتنا الوطنية بل بمعالجة تفتّت سوق التكنولوجيا العالمي، وتوفير القيادة، وتشكيل سوق التكنولوجيا العالمية باعتماد المبادئ الصحيحة في القطاعات المناسبة ومع الشركاء المناسبين. ولمواجهة تحدياتنا المشتركة وتعزيز الفرص العالمية، نحتاج إلى العمل معاً.
تحدد استراتيجيتنا مبادئنا التوجيهية الأربعة – أن نكون منفتحين ومسؤولين وآمنين ومرنين. تعتبر هذه المبادئ العمود الفقري لتشكيل مستقبل التكنولوجيا وتمكين المملكة المتحدة من بناء شراكات مع المجتمع الدولي.
تركز الاستراتيجية على خمس تقنيات مهمة – الذكاء الاصطناعي، والكم، وهندسة علم الأحياء، وأشباه الموصلات، والاتصالات المرفوقة بالبيانات، وهي التقنية المحفزة لهم جميعاً.
التواصل هو في صميم الاستراتيجية. ستعمل المملكة المتحدة من خلال منتديات عالمية مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وستقوم بتعيين مبعوثين تقنيين لإنشاء أكبر شبكة دبلوماسية تكنولوجية في العالم من أجل تعزيز هذا القطاع خارج المملكة المتحدة ولقيادة المحادثات العالمية. سيتم دعمهم من قبل مركز الخبرة التكنولوجي الجديد والذي سيجمع أفضل العقول التقنية من جميع أنحاء الحكومة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية.
تسير الإمارات العربية المتحدة في الطريق نفسه. فقد شاهدت بنفسي كيف جمع أسبوع أبوظبي للاستدامة هذه الأنواع من الخبرات معاً لمواجهة التحدي العالمي لتغير المناخ. وتشترك المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة في التطلع لأن تكونا اقتصادات إبداعية قائمة على المعرفة، وتعمل على مساعدة الاقتصادات النامية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل من خلال التكنولوجيا.

هناك بالفعل العديد من الأمثلة المثيرة للاهتمام من خلال الشراكة بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة في مجال التكنولوجيا:
• يعمل مركز الغرافين للابتكار الهندسي التابع لجامعة مانشستر مع جامعة خليفة من أجل ريادة التطبيقات المبتكرة للمواد ثنائية الأبعاد مثل الغرافين في مجالات المياه النظيفة وإزالة الكربون.
• يعمل فريق علوم البيانات الصحية بجامعة برمنغهام مع مؤسسة دبي الصحية التي تم تشكيلها حديثاً على التركيز على تحديّين مهميّن يتعلقان بالصحة: داء السكري من النوع 2 والأمراض الوراثية النادرة، وذلك باستخدام خوارزميات التعلم الآلي المتقدمة وطرق تطوير علاجات أكثر استهدافاً وفعالية.
• تتعاون شركة Oxford Immune Algorithmics في المملكة المتحدة مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI) في أبوظبي، وهي أول جامعة للذكاء الاصطناعي في العالم، لاستخدام أفضل ما في الذكاء البشري والآلي لإحداث تأثير ثوري ومستدام على الصحة العالمية.
• تعمل Fera Science على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتدعم الحكومة والصناعة في تقديم خدمات معنيّة بسلامة الأغذية وبالصحة النباتية والبحوث المبتكرة. يتعاونون حالياً مع كل من TP Bennett وهي شركة تصميم معماري مشهورة عالمياً، ومع مشاريع WAGTech، الشركة المصنعة والموردة الحائزة جوائز لمعدات وخدمات المياه والبيئة المتخصصة، والتي تدعم أنشطة البحث والتطوير في Silal Food and Technology في الإمارات العربية المتحدة لمساعدة تطوير ونمو البستنة والزراعة في الدولة.
• تساعد شركة Winnow البريطانية قطاع الخدمات الغذائية والضيافة في الإمارات العربية المتحدة في الحد من هدر الطعام من خلال جعل المطبخ أكثر ذكاءً. تكتشف أداة Winnow المدعّمة بالذكاء الاصطناعي نوع وكميّة المواد الغذائية التي يتم التخلص منها، وتسمح البيانات للمطابخ التجارية بتحديد مكان الإهدار. تشهد عادةً المطابخ التي تستخدم Winnow الحدّ من هدر الطعام، وتقليص النفايات الغذائية إلى النصف.
ولكن هناك الكثير مما يمكن أن تحققه المملكة المتحدة، والتي تريد القيام به بالشراكة مع الإمارات العربية المتحدة، لأن لدينا رؤية مشتركة لاستخدام التكنولوجيا لجعل العالم مكاناً أفضل.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.