dhl
dhl

لورين جروش تكتب: الأعماق والفضاء..«سلامة» السياحة

تشترك الرحلات الفضائية التجارية في الكثير من أوجه التشابه مع السياحة في أعماق البحار: العملاء الأثرياء، والمساحات الضيقة، والوجهات البعيدة، والتحذيرات الواضحة للأشخاص من أنهم يخاطرون بالموت من خلال ركوب مركبات غير خاضعة للرقابة.بينما يشرح العالم الخطأ الذي حدث في غواصة شركة «أوشن جيت» المنكوبة، فإن افتقار المركبة للإجراءات الوقائية يثير الإنذارات. تخضع الغواصات مثل «تيتان» للقليل من الرقابة على السلامة، وحتى أقل من ذلك عندما تكون في المياه الدولية. ووجود نظام تنظيمي مماثل يحكم الرحلات الفضائية البشرية التجارية، أو عدم وجود مثل هذا النظام.وعلى الرغم من أن صناعة الفضاء الخاصة لم تشهد كارثة على نطاق فشل «أوشن جيت»، إلا أن المخاطر قائمة. «هناك قلق قوي من أن غياب لوائح السلامة سيعني بعض العمليات المشبوهة وغير النزيهة والتي تؤدي إلى إصابة العملاء أو احتمال تعرضهم للقتل»، بحسب ما قال بريان ويدن، مدير تخطيط البرامج لمؤسسة «سيكيور وورلد» Secure World Foundation، وهي منظمة غير ربحية لاستدامة أنشطة الفضاء تعمل على كبح جماح النفايات الفضائية وتحسين إدارة حركة المرور في الفضاء، من بين أمور أخرى.بموجب القانون الأميركي الحالي، لا يمكن لإدارة الطيران الفيدرالية فرض معايير السلامة على المركبات الفضائية التجارية التي تنقل الأشخاص إلى الفضاء. قد يتغير ذلك في وقت لاحق من هذا العام، ما لم يتم تمديد العمل بالقانون الحالي. الركاب التجاريون الذين يتم تثبيتهم بحزام في مركبة تديرها شركة «سبيس إكس» لصاحبها إيلون ماسك أو شركة فيرجين جالاكتيك أو شركة بلو أوريجين – وهي الشركات الوحيدة التي تقدم حالياً رحلات سياحة فضائية – يفعلون ذلك بموجب إطار «الموافقة المستنيرة». وهذا يعني أنهم يقرون بأن الحكومة لم تصدق على سلامة السفن التجارية وأن «المشاركة في رحلة فضائية قد تؤدي إلى الوفاة أو الإصابة الخطيرة أو فقدان كلي أو جزئي للوظيفة الجسدية أو العقلية».

ومع ذلك، طورت شركة سبيس إكس كبسولة ركاب تحمل اسم «كرو دراجون» Crew Dragon وفقاً لمتطلبات السلامة لوكالة ناسا، حيث تستخدم الشركة المركبة لإرسال رواد فضاء الوكالة إلى محطة الفضاء الدولية. ورفضت شركة «فيرجين جالاكتيك» التعليق ولم تستجب شركتا «بلو أوريجين» و«سبيس إكس» لطلبات التعليق. بدأ نظام «الموافقة المستنيرة» هذا في عام 2004 بقانون تعديلات الإطلاق التجاري الفضائي، والذي فرض تعليقاً تنظيمياً لإدارة الطيران الفيدرالية على رحلات الفضاء التجاري لمدة ثماني سنوات.وقد مدد الكونجرس التعليق مرتين على مر السنين، لكنه سينتهي مرة أخرى في أكتوبر من هذا العام. وقال متحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية إن الإدارة تتخذ إجراءً أوليا لتطوير إطار عمل آمن للرحلات الفضائية البشرية التجارية قبل انتهاء صلاحية الوقف الاختياري. وتقوم الوكالة أيضاً بتحديث ممارساتها الموصى بها لسلامة ركاب رحلات الفضاء البشرية وتعمل على تطوير معايير توافق طوعية. والمبرر لعدم وجود رقابة حتى الآن هو أن صناعة الفضاء لا تزال في «فترة التعلم»، مثل الطيران التجاري في سنواته الأولى.وقال ويدن: «هناك من يخشى أن يؤدي فرض أنظمة السلامة الحكومية في وقت مبكر من العملية إلى خنق الصناعة». لم يستجب رئيس اتحاد رحلات الفضاء التجارية، وهي مجموعة صناعية تمثل شركات الفضاء التجارية التي مارست ضغوطا في عام 2015 لتمديد الوقف، لطلب التعليق. وعلى الرغم من أن إدارة الطيران الفيدرالية لا يمكنها فرض معايير السلامة، إلا أنها مسؤولة عن ترخيص جميع عمليات الإطلاق وإعادة الدخول إلى الفضاء. ولكنها تضمن في المقام الأول أن أي حادث مؤسف لن يضر بالبيئة أو بالمارة غير المعنيين والممتلكات. تختلف آليات السياحة الفضائية اختلافاً كبيراً عن آليات استكشاف أعماق البحار التجارية.على سبيل المثال، لا تتعرض رحلات بلو أوريجين وفيرجين جالاكتيك حقاً لخطر الضياع أثناء الرحلة: فهي لا تصل فعلياً إلى المدار، وستعيدها الجاذبية بسرعة إلى الأرض. أما شركة سبيس إكس، فهي ترسل سفنها إلى المدار، ولكن يوجد الكثير من تقنيات التتبع لتحديد موقع الأجسام الفضائية في حالة انقطاع الاتصال. وتقوم شركات الفضاء أيضاً بإجراء العديد من الاختبارات رفيعة المستوى وغالباً ما تؤكد التزامها بالسلامة.

ورغم ذلك، يمكن أن تكون البروتوكولات والإجراءات الدقيقة غامضة إلى حد ما. ومع ذلك، فقد حدثت حوادث مؤسفة. في يوليو من عام 2021، عندما أخذت شركة فيرجين جالاكتيك مؤسسها ريتشارد برانسون في رحلة إلى الفضاء، انحرفت المركبة عن مسار الرحلة المقصود. وفي عام 2014، توفي طيار وأصيب آخر بجروح خطيرة أثناء رحلة تجريبية لشركة فيرجين جالاكتيك.وفي العام الماضي فقط، تحطم صاروخ تابع لشركة بلو أوريجين مخصص للركاب بعد تعطل محركه. لم يكن هناك أي شخص على متن الصاروخ، وقالت الشركة إن إجراءات السلامة على متن الصاروخ تعمل وفقاً لما تم تصميمه أثناء حالة الطوارئ. ومع تطور السياحة الفضائية إلى ما هو أبعد من الرحلات السريعة، يجادل بعضهم بأن الوقت قد حان لإنهاء الوقف الاختياري. قامت شركة «سبيس إكس» بالفعل بنقل 12 رائد فضاء في رحلة تجارية إلى المدار ومحطة الفضاء الدولية.وتعمل شركات «أكسيوم سبيس« و«فاست سبيس» وبلو أوريجين أيضاً على بناء محطات فضاء تجارية خاصة بها، والتي تريد الشركات الثلاث أن يزورها المدنيون، في بعض الحالات، في وقت مبكر من عام 2025.حتى إذا تم رفع الوقف الاختياري، فإن اللوائح ستستغرق وقتاً في صياغتها وتنفيذها.وقال جورج نيلد، المدير المساعد السابق للنقل الفضائي التجاري في إدارة الطيران الفيدرالية، إن الصناعة يجب أن تكون استباقية. وأضاف نيلد، الذي يشغل منصب رئيس شركة كوميرشيال سبيس تكنولوجيز Commercial Space Technologies: «أتمنى أن تجتمع الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية معاً ونرى ما إذا كان بإمكاننا وضع شيء يوافق عليه الجميع».

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.