القاهرة – مى عبده:
اشتهرت اللغة العربية منذ زمن بعيد بمساهمتها في الشعر والفنون فهي لغة ذات قوّة راسخة وأبدَعت آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب.سوف يتمحور احتفال اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية لعام 2023 حول موضوع “العربية: لغة الشعر والفنون”.
يتزامن الاحتفال هذا العام مع الذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة. وإنّ اليونسكو، وإذ تصبو إلى الإشادة بزهاء اللغة العربيّة على الصعيدَين الشعري والفني، ستجمع باحثين وأكاديميين وشباب ورؤساء هيئات دولية.إنّ اليوم العالمي للغة العربية منبر ثابت للتعمق في مناقشات بشأن تأثير اللغة العربية في تشكيل المعارف، والتحولات المجتمعية من خلال الشعر، فضلاً عن تأثيرها في الفنون، مع تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات.
دأبت اليونسكو منذ عام 2012 على إحياء اليوم العالمي للغة العربية بتاريخ 18 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية، وبالشراكة مع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود. تتمثل الغاية المرجوّة من أيام لغات الأمم المتحدة في تعزيز التعددية اللغوية والتنوع الثقافي والاحتفاء بهما، فضلاً عن المساواة بين سائر اللغات الرسمية المستخدمة في المنظمة ووكالاتها، وهي اللغة العربية (18 كانون الأول/ ديسمبر)؛ واللغة الصينية (12 شرين الثاني/ نوفمبر)؛ واللغة الإنجليزية (23 نيسان/ أبريل)؛ واللغة الفرنسية (20 آذار/ مارس)؛ واللغة الروسية (6 حزيران/ يونيو)؛ واللغة الإسبانية (12 تشرين الأول/ أكتوبر).
من تلك الفعاليات ملتقى القاهرة الدولى للخط العربى، انطلاقًا من دور مصر المؤسس فى بنية الحضارة الإنسـانية المبكرة ، وتأكيدًا عـلى أن مصر دولة عظمى ثقافيًا، فالثقافة المصرية كانت وستظل دائمًا هى قاطرة التقدم والرقى فى مختلف مجالات المعارف والفنون، ومن هنا تأتى ضرورة إطلاق هذا الملتقى للتأكيد على هويتنا العربية والإسلامية، حيث يأتى الخط العربى فى مقدمة الفنون الراسخة باعتباره أحد أهم مكونات هويتنا العربية والإسلامية الإصيلة القادرة على التواصل مع الآخر، وإحداث الأثر الإيجابي لتقديم رؤية ثقافية جديدة ، ذات مضمون ثقافى قادر على إثراء مرحلة ما بعد ثورتى (25 يناير و30 يونيو) بزخم ثقافى وفنى نابع من تراثنا وحضارتنا العريقة ، بحيث يفتح حوارا تفاعليا بناءاً مع الثقافات الأخرى، ليؤكد أننا ونحن نتطلع للحاق باسباب العصر الحديث بزخمه العلمى والتقنى مستشرفين آفاق المسقبل، فإننا فى ذات الوقت نتمسك بكل تراثنا العربى الراسخ الأصيل.
تم تدشين مدرسة خضير البورسعيدي لفنون الخط العربي ضمن خطط صون الهوية من خلال دعم أحد ملامحها المتمثلة في فنون الخط العربي، بهدف خلق أجيال جديدة من فناني هذا المجال الذي كان له أثر كبير على الحضارة والفنون في العالم وتعزيز أساليبه في مواجهه البدائل الإلكترونية إضافة إلى الارتقاء بالذائقة الفنية للشباب وكذلك تشجيع الاجيال الجديدة على تعلم قواعد الكتابة العربية الصحيحة، خاصة بعد نجاح الدول العربية في تسجيل هذا الفن العريق علي قائمة التراث العالمي الثقافي غير المادي باليونسكو. الدراسة بالمدرسة مجانية لمدة عامين، حيث يتم خلالها تدريس أنواع الخطوط المختلفة مثل، الديواني، الحر، الإعلان، وتركيبات الخط الثلث، الاجازة، الزخرفة، الفارسي، الرقعة، الكوفي، وغيرها من الخطوط، على يد نخبة من فناني الخط العربي .