إن تنامي التحديات البيئية حول العالم يستلزم تضافر جهود جميع الفئات الفاعلة في المجتمع، وفي مقدمتها الشباب، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتحضر للاقتصاد الأخضر.والواقع أن مشاركة شباب العالم في العمل المناخي ليس ترفاً، وإنما من اللزوميات؛ لأنهم أكثر فئات المجتمع تعرضاً للعواقب الوخيمة لتغير المناخ وتأثراً بها، بما في ذلك تدهور الأمن الغذائي وشُح المياه والكوارث الطبيعية، وبالجملة تدنّي مؤشرات الأمن الإنساني التي باتت تتسارع بمتواليةٍ هندسية. وطبقاً للتقديرات الأممية التي تأخذ بالتعريف الضيق للشباب، أي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، يبلغ عدد الشباب نحو 1.2 مليار شاب، يمثلون 16% من سكان العالم.وإذا أخذنا بالتعريف الواسع للشباب أي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً، فسوف ترتفع هذه النسبة كثيراً. وعلى أي حال، أصبح الشباب يشكلون غالبية السكان في العديد من الأقطار حول العالم، لاسيما في البلدان النامية.وثمة اتفاق عام بأن الشباب يشكلون ركيزة مهمة لدعم العمل المناخي بشكل عام، ويُعدون قوةً دافعة في السعي إلى مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية ومتكيفٍ مع تغير المناخ. وقد أقر المجتمع الدولي بأهمية إشراك الشباب في صنع السياسات البيئية، منذ قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992.وفي جدول أعمال القرن الـ 21، وهي مجموعة من التدابير والتعليمات الصادرة عن قمة الأرض، تم تعيين تسع مجموعات رئيسية كقنوات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم، كان من ضمنهم الشباب.وهناك أربعة مسارات رئيسية لتعزيز دور الشباب في العمل المناخي، تتعلق بتعزيز وعيهم، والإصغاء إليهم، وإشراكهم، والعمل معهم. فأولاً، يجدر بالجهات المعنية زيادة وعي الشباب بقضايا المناخ، عبر التعليم والتدريب، وبناء المهارات والقدرات. ثم تأتي أهمية الإصغاء لأصوات الشباب، وتمكينهم من التعبير عن آرائهم في القضايا المناخية، وتفعيل انخراطهم في عملية صنع القرارات البيئية والمناخية محلياً وعالمياً، وكذلك في تنفيذها.كما يجب العمل المنظم مع الشباب في معالجة المشكلات البيئية عن طريق إعطاء المساعدات المالية والمراقبة والتقييم المنظّم لمبادراتهم. والخلاصة أنه يمكن النظر إلى الشباب على أنهم حماة بيئيون للمستقبل. وفي هذا الصدد، تسعى دولة الإمارات إلى تقديم نموذج مميز للمشاركة الشبابية في «كوب 28»، وضمان أعلى مستويات المشاركة للشباب في الوفود والتنظيم والفعاليات الرسمية خلال دورة المؤتمر.ولعل مشاركة الشباب في أولى فعاليات «الطريق إلى كوب 28»، تترجم وعد الإمارات بتوفير مساحات واسعة وفرص واعدة للعمل المناخي الشبابي، وتقديم منبر عالمي لإيصال أصوات الشباب المهتمة بقضايا الاستدامة والتغيرات المناخية. كما أن استحداث دور رائد المناخ للشباب، لأول مرة في تاريخ مؤتمرات «كوب»، يضع الشباب في قلب «كوب 28». هذا بالإضافة إلى المبادرة المبتكرة «شباب من أجل الاستدامة»، التي أطلقتها «مصدر»، والتي تتطلع إلى إعداد قادة شباب للاستدامة في المستقبل.
Trending
- مهرجان الأقصر للشعر العربي يشهد 4 أمسيات شعرية مميزة
- بنات النجوم يغزون كرة القدم النسائية في مصر .. إبنة رانيا يوسف وعبد الواحد السيد وغيرهن
- ميخائيل كليمينتوف يكتب: الحملات الانتخابية الأميركية.. الأطول عالمياً
- صاروخ “ستارشيب” يفشل خلال رحلته التجريبية
- إيطاليا وإسبانيا واليونان تحذو حذو الولايات المتحدة في إغلاق سفاراتها في كييف بسبب مخاوف من وقوع هجمات
- جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم ندوة وطنية
- دبي تستضيف “دبي كوميرسيتي” الشهر المقبل
- المملكة العربية السعودية تعتزم ضخ استثمارات بأكثر من 500 مليار دولار في قطاع السياحة
- الإمارات الأولى عالمياً من حيث نصيب الفرد من الطاقة الكهربائية النظيفة
- تريليون دولار تتسبب في فشل مؤتمر المناخ العالمي COP29