القاهرة – نورهان مهران:
انطلقت الدورة ال55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2024، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، الذي ضم الكثير من الكتاب والروائيين والمثقفين والقراء في مكان واحد لتبادل المعرفة والثقافة، وجاءت هذه الدورة تحت عنوان نصنع المعرفة نصون الكلمة، وحلت دولة النرويج كضيف شرف للمعرض، ووقع الاختيار على الدكتور سليم حسن كشخصية المعرض هذا العام، واستقبل المعرض الجمهور منذ العاشرة صباحًا وحتى التاسعة مساءً وهذا في يومي الخميس والجمعة فقط أما باقي الأيام فموعد الانتهاء في الثامنة مساءً على أن يكون موعد البدء كما هو في العاشرة صباحًا.
واستضاف مركز أبو ظبي للغة العربية ندوتين تفاعليتين في أول يوم من أيام معرض الكتاب الأولى بعنوان “المكتبات العامة: القوة الكامنة للعبور إلى المستقبل”، والثانية بعنوان ” تناغم الكلمة والفن: إبداع الخط العربي في لوحات فنية مستوحاة من شعر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان”.
شارك في الندوة الأولى الدكتور على بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والأستاذ يحيى رياض مدير مكتبة القاهرة الكبرى، أدار الجلسة الحوارية الأستاذ جمعة الظاهري مدير إدارة الكتاب بمركز أبو ظبي للغة العربية، تحدثوا في الندوة عن أهمية المكتبات العامة ودورها القوي والكبير في العبور بالمجتمعات نحو المستقبل الأفضل، وهذا يرجع إلى أهمية المكتبات العامة في نشر الثقافة والوعي والمعرفة للمجتمع مما يدفع الأمم نحو الترقي.
في البداية عبر سعادة الدكتور علي بن تميم عن سعادته بوجوده في مصر وفي معرض القاهرة للكتاب، وأكد من خلال الندوة على أهمية المكتبات العامة ودورها في تطوير العقول والعبور بها إلى المستقبل ولكن عن طريق تطويرها تكنولوجيًا لمواكبة العصر من خلال توفير الكتب الرقمية والالكترونية، وأضاف أن المكتبات ليست معرضًا لبيع الكتب فقط بل أن لها رسالة أكبر من هذا فهي شاهدة على العصر ومؤهلة للمفكرين والأدباء والمثقفين، وأشاد بن تميم بالجهود التي بذلتها الدولة المصرية في إعادة ترميم مكتبة الإسكندرية، وهذا الذي ساعد في إبقائها متوهجة إلى الآن، وتابع قائلًا: مكتبة الإسكندرية ليست إرثًا خاصًا بمصر أو المنطقة العربية فحسب، بل هي منارة علم ومعرفة للإنسانية جمعًا.
وتابع الدكتور علي بن تميم: أطلق مركز أبو ظبي للغة العربية منصة “مداد” للخدمات المكتبية، وهي منصة رقمية متكاملة لدعم احتياجات مكتبات المستقبل لتقديم أفضل تجربة للباحثين والقراء، وأن تصبح منصة فاعلة تعرف جميع فئات المجتمع بمشاريع المركز وأحدث إصداراته في مختلف المجالات والعلوم.
أما الدكتور أحمد زايد رئيس مكتبة الإسكندرية فعبر عن سعادته بتواجده في مركز أبو ظبي للغة العربية، وقال أن المكتبات لها دور محوري في ترقي وتطور الأمم والحضارات، ولا بد من التحول الرقمي للمكتبات العامة حتى تتمكن من مواكبة العصر والتطورات التكنولوجية الحادثة، ويجب تطوير البنية التحتية الخاصة بالمكتبات وتطوير مهارات العاملين بها، لجذب الأجيال الجديدة ومواكبة أفكارهم واتجاهاتهم، وأضاف لاحقًا أنه سعيد بالتعاون المشترك بين مكتبة الإسكندرية ومركز أبو ظبي للغة العربية، وأن هناك تعاون في شتى المجالات وأن المركز مهتم بالتراث وله أنشطة متعددة في النشر والترجمة، وعبر عن شكره للمركز بسبب اختياره لمكتبة الإسكندرية كشخصية قمة اللغة العربية في دورتها الأولى التي عقدت في 20 ديسمبر 2022، وأشاد بالعلاقات الوطيدة بين المركز والمكتبة.
ومن جانبه قال الدكتور يحيى رياض مدير مكتبة القاهرة الكبرى: إن دور المكتبات العامة ليس قاصرًا على كونها مكانًا للاطلاع والقراءة فقط، بل هي عامل رئيسي في دعم الدولة والمجتمع المحيط بها من خلال الاهتمام بمشاكله ومتطلباته، وأن المكتبات العامة مؤسسة معرفية لها هدف سامي وهو جمع وحفظ التراث والمعرفة وجعله في متناول أيدي كافة أفراد المجتمع للاستفادة به.
أما عن الندوة الثانية وهي إبداع الخط العربي في لوحات فنية مستوحاة من شعر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونظمت الندوة مؤسسة جائزة كنز الجيل وهي جائزة خاصة بتكريم الأعمال الشعرية والدراسات والفنون حول الشعر النبطي، أما المتحدثون فهم صالح العنبري مشارك بجائزة كنز الجيل فرع الفنون في الدورة الثانية، والأستاذ هاني شمس رسام وكاتب، وأدار الحوار الأستاذ حسن زكي ملحن وباحث وعضو اللجنة العليا لجائزة كنز الجيل، وأثارت الجلسة عدة موضوعات أهمها الخط العربي والفن التشكيلي، وعلاقته بالإبداع الشعري للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، والتناغم بين أصالة الخط العربي والإبداع الشعري.