أبوظبي – المعتصم بالله سالم:
مع ازدهار وتطور مكانة المرأة في العالم، تطورت أيضاً مكانة المرأة في دول الخليج لذلك قمنا بذلك الحوار مع فريدة العوضي، رئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات وأول مهندسة تصميم داخلي في البلاد
درست السيدة العوضي في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، وتخصصت في مجال الفن والتصميم الداخلي. وكانت من أوائل السيدات اللواتي بدأن العمل في مجال التصميم في الإمارات، في وقت لم يكن هذا المجال معروفا في البلاد.
على هامش المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار في دبي، وأجرى معها حوارا حول تجربتها، باعتبارها رائدة نسوية في مجال ريادة الأعمال في المنطقة العربية، والتحديات التي تواجه المرأة الإماراتية في سبيل دخول عالم الأعمال.
بدأت السيدة العوضي حديثها بالقول إن المرأة في دولة الإمارات” أخذت نصيب الأسد في الدعم. ودائما نقول نحن محظوظات بقادتنا وحكامنا الذين رأوا في المرأة الشريك المناسب والشريك الأفضل في بناء المجتمع، جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل.
عملتُ في مجالي لمدة طويلة، وتعلمت أشياء كثيرة، وتعرفت على الأسواق الإماراتية، وعرفت معاناة المرأة الإماراتية وقتذاك. كان هذا في عام 1989، ولم يكن حجم الدعم (الذي تتلقاه المرأة) آنذاك بنفس الدعم الذي تتلقاه اليوم.
كان أسلوب الدراسة مختلفا وأكثر تخصصية وكان خروج المرأة إلى عالم الأعمال قليلا جدا. وكان عددنا بحجم الأصابع، ولم تكن الأمور سهلة. باعتباري سيدة، كان الجميع يتوقع مني أن أكون مهندسة في مجال تصميم السكن والبنايات والبيوت الخاصة. ولكني اخترت مجالا آخر في التصميم وهو التركيز على المشاريع الخارجة عن الجدران الأربعة، لكي يتمكن الناس من رؤية أعمالي بصورة أفضل ولكي أثبت للجميع أنني جادة وأملك المعلومات الكافية حتى أتمكن من بناء الثقة معهم.
وكانت الطريقة الأنسب لذلك هو البدء بمشاريع صغيرة. كان أول مشروع لي هو تصميم محل للأطفال في أحد الشوارع الرئيسية في دبي. بمرور الوقت تمكنت من توسيع محلاتي. انتقلت من المشاريع التجارية إلى المكاتب، والبنوك، والمطاعم، والفنادق.
كانت هناك صعوبات، لأن نحن حياتنا دائما بها عزلة بين الرجال والسيدات. وأنت اليوم تتحدث عن عالم الأعمال، مما يعني أن تعاملك مع الرجال. وأنا لأنني في مجال المشاريع التجارية فبدون شك تعاملي مع الرجال، ولهذا السبب كان الجميع يتوقع أنني كنت سأركز على الفلل والمشاريع السكنية، ولكن طموحي كان أكبر من مجرد التركيز على الفلل.
العوائق كانت تتركز بصورة رئيسية في التعامل مع السوق، عدم معرفة بالأسواق ومجتمع الأعمال والأمور الإدارية، لأنني ركزت أثناء الدراسة على تخصصي، ولم أركز على الأمور الإدارية. لم أكن في ذلك الوقت أعلم أنني سأبدأ عملي الخاص، فكان من الضروري جدا التسلح بمعلومات في الإدارة والمحاسبة والتسويق لمواجهة التوسع في العمل. مع مرور الوقت تمكنت من إثبات نفسي ليس فقط في السوق الإماراتية، ولكن في كافة المنطقة الخليجية.
مجلس سيدات أعمال الإمارات تأسس مجلس سيدات أعمال الإمارات في سنة 2005، بغرض دعم المرأة وتمكينها للوصول إلى أكبر كمية من المعلومات وتمكينها في نشاطها التجاري. نعمل على تشجيع السيدات على دخول عالم الأعمال في دولة الإمارات. وبما أنني من الأوائل في هذا المجال أحسست أنه من واجبي العمل على تمهيد وتسهيل الطريق لأخواتنا اللواتي يرغبن في الدخول في هذا المجال، ولهذا كنت أنا من المؤسسات لمجلس سيدات أعمال الإمارات. بدأنا بمجموعة من السيدات وبتشجيع ومتابعة من الحكومة بغرض تأسيس هذا المجلس. وقد تمكنا، بفضل الله من تأسيسه. وبعد ذلك تأسست مجالس محلية في كل إمارة. فهناك سبعة مجالس في دولة الإمارات، مجلس لكل إمارة. وتقع كل هذه المجالس تحت مظلة مجلس سيدات أعمال الإمارات. ولهذا المجلس دور قوي ومهم في تمكين المرأة وتوعيتها في هذا المجال، وتزويدها بالمعلومات التي ربما لا تفكر فيها.
عالم الأسواق لا يفرق بين رجل وامرأة بطبيعتنا العربية والإسلامية، اليوم يتحدث الشاب مع أبيه في كل الجلسات عن الأعمال التجارية وسوق المال، أي أن رجلين يجتمعان يتحدثان عن الأعمال التجارية وما يجري في البورصة وسوق الأسهم. ولكن المرأة بطبيعتها بعيدة بعض الشيء عن هذه الأحاديث. ويرجع ذلك إلى عدم معرفتنا بأهمية هذا الأمر.
وهنا تمكن أهمية الدراية والمعرفة.
إذا طلبت من سيدة أعمال أن تدخل إلى عالم السوق، فإن المرأة تقابل عالما آخر. فعالم الأسواق لا يفرق بين رجل وامرأة. إنه يفهم منطق الأرقام. والخسارة والربح لا يفرقان بين رجل وامرأة. ولذا يتعين علينا أن نتسلح بالعلم. والعلم يتغير ويزيد يوما بعد آخر. والمعرفة لا تتوقف.