dhl
dhl

ليز ألدرمان تكتب: أولمبياد باريس.. شركات ناشئة خضراء

خلال دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس هذا الصيف، سيتسلم أفضل الرياضيين في العالم ميدالياتهم الذهبية أثناء وقوفهم على حاويات المواد الغذائية المعاد تدويرها، إذ أن المنصات الأولمبية ذات اللون الفضي، والتي يتم تشييدها في جميع أنحاء فرنسا، تم تصنيعها في مصنع صغير في ضواحي باريس من قبل شركة ناشئة تدعى «لو بافيه» باستخدام البلاستيك المعاد تدويره بنسبة 100%. وهي المرة الأولى التي يتم فيها ذلك في أي دورة ألعاب أولمبية.«موريوس هاميلوت»، البالغ من العمر 29 عاماً، والمؤسس المشارك لشركة «لو بافيه»، يرى أن هناك وفرة من البلاستيك الذي يضر بالبيئة، ولكنه أثبت أيضاً إمكاناته الاقتصادية إذا أمكن إعادة استخدامه. هذا ليس كل شيء: فقد صنعت شركة «لو بافيه» أيضاً 11 ألف مقعد مدرج لساحتين رياضيتين قريبتين تم تصميمهما للألعاب – وكلها مصنوعة من زجاجات الشامبو المستعملة وملايين أغطية الزجاجات متعددة الألوان. قبل بضع سنوات فقط، كان لدى الشركة ثلاثة موظفين فقط. لكن مكالمة غير متوقعة من منظمي الألعاب الأولمبية أدت إلى إبرام عقد ضخم، وتوسعت الشركة لتضم 34 موظفاً وافتتحت مصنعين.وفي هذه العملية، أصبحت أيقونة للجنة الأولمبية في باريس، التي تعهدت بجعل هذه الألعاب الأولمبية الأكثر خضرة في التاريخ. تُعد شركة «لو بافيه» جزءاً من ثقافة الشركات الناشئة الديناميكية المتزايدة التي تنمو في فرنسا، والتي زرعتها سياسات طموحة من حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون لتحويل الاقتصاد من خلال صناعات جديدة تركز على التكنولوجيا النظيفة والتحول الأخضر. «جيم باسكيه»، 31 عاماً، المؤسس المشارك الآخر للشركة، يصفها بأنها نوع جديد من الشركات الصناعية الناشئة، التي تركز على الاحتياجات البيئية، وهدفنا هو أن نصبح شركة رائدة في أوروبا.كان هاميلوت يعمل بالفعل على تحويل النفايات البلاستيكية المجمعة في الأحياء الباريسية إلى مكونات عالية الجودة لقطاع البناء. بصفته طالبا في الهندسة المعمارية في جامعة فرساي، كان قد وضع نصب عينيه صناعة البناء والتشييد، وهي واحدة من أكبر مصادر انبعاثات الكربون، وهو يركز على إعادة اختراع المواد المستخدمة في البناء دون الإضرار بالبيئة؟اشترى هاميلوت فرن بيتزاً مستعملاً وبدأ في تجربة إذابة البلاستيك المهمل من المخلفات الإلكترونية. وبحلول عام 2019، حصلا على براءة اختراع لاستخدام الضغط الحراري في قطاع البناء. بعد فترة وجيزة، تلقى هاميلوت مكالمة من شركة «سوليديو» Solideo الفرنسية التي تشرف على البنية التحتية لألعاب 2024، بما في ذلك القرية الأولمبية الجديدة في الضواحي الشمالية لإقليم سين سانت دينيس والتي تم تصميمها للترويج لصفر نفايات.وسأله المنظمون، الذين كانوا يسعون في النسخة المقبلة من الأولمبياد، إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى النصف مقارنة بالألعاب السابقة، عما إذا كانت شركته قادرة على إنتاج 11 ألف كرسي لمركز الألعاب المائية الأولمبي الجديد، الذي يجري تدشينه لاستضافة مباريات السباحة، ولملعب أديداس أرينا الجديد، الذي سيستضيف مسابقات الجمباز والتنس. بعد حصولهما على أموال من بنك «بي بي آي» BPI، وهو بنك استثماري حكومي فرنسي يركز على الشركات الناشئة، استقر الشريكان في مصنع مهجور للصلب في ضاحية أوبيرفيلييه في باريس بالقرب من العديد من الملاعب الأولمبية.عمل هاميلوت وباسكيه مع 50 شركة إعادة تدوير محلية لجمع البلاستيك المستعمل، وتجربة العشرات من النماذج الأولية واختبار الضغط قبل توقيع صفقة نهائية مع شركة «سوليديو» في عام 2022 بشأن كراسي الاستاد، هما مسلحان بفلسفة تؤكد أن العمل محلياً يمكن أن يكون له تأثير اجتماعي كبير، قاما بتعيين موظفين من سين سانت دينيس، بما في ذلك الأشخاص الذين كانوا في حالة بطالة طويلة الأمد، بالإضافة إلى طالب لجوء وسجين سابق يتوق إلى بداية جديدة.وأضافت الشركة بعداً تعليمياً، حيث طلبت من منظمة غير حكومية تدعى «ليمون تري» ضم 50 مدرسة ابتدائية ومتوسطة في منطقة إيل دو فرانس، حيث قام حوالي 1700 تلميذ بجمع مليون غطاء زجاجة أصفر تم استخدامها لإضفاء بقع من الألوان على كراسي الاستاد باللونين الأبيض والأسود.وأخيراً، استخدمت شركة «لو بافيه» 100 طن متري من الزجاجات وأغطية الزجاجات المعاد تدويرها لصنع ألواح لمقاعد الملعب البالغ عددها 11000 مقعد، والتي تم ضغطها وتشكيلها من قبل شركة فرنسية متخصصة في مقاعد الملاعب.ولإنشاء الألواح المستخدمة لمنصات النصر الأولمبية ذات اللون الفضي البالغ عددها 68، استخدمت الشركة 18 طناً مترياً من حاويات المواد الغذائية البلاستيكية والرغوية المعاد تدويرها. عملية إعادة التدوير نفسها تترك بصمة كربونية، بما في ذلك تسخين الأفران وقطع الألواح البلاستيكية.ومع ذلك، قال باسكيت، إنه يستهلك كمية أقل بكثير من ثاني أكسيد الكربون مقارنة باستخدام البلاستيك البكر. والآن، فإن هاميلوت وباسكيه بصدد افتتاح مصنع صغير آخر في منطقة بورجوندي بشرق فرنسا، ويقومان بجمع الأموال لفتح مصنعين آخرين في الغرب والجنوب. وقال باسكيه إنه بينما تسعى الحكومة إلى إعادة التصنيع في فرنسا، فإن هدف «لو بافيه» هو خلق فرص عمل من خلال فتح مصانع صغيرة، مضيفاً أن النموذج القديم للمصانع الضخمة لم يعد يلبي التحديات البيئية والاجتماعية الحالية.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.