dhl
dhl

الناتو على وشك هزيمة استراتيجية ثانية إذا انتصرت روسيا وانسحبت امريكا وبريطانيا

القاهرة – خلود النجار:

تواصل بريطانيا دعمها لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، ما يمثل تحدي واستفزاز واضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي حذر من عواقب الانخراط الأوروبي في هذه الحرب، ولكن لندن سمحت بإطلاق صواريخ ستورم شادو على الأراضي الروسية ذات السيادة لأول مرة.

ولم يكن ذلك ممكنًا إلا بإذن أمريكي لأن هذه الصواريخ تعتمد على أنظمة الاستهداف الأمريكية، وهكذا وقفت لندن جنبًا إلى جنب مع واشنطن، في تحرير أيدي أوكرانيا لمهاجمة روسيا على أراضيها، على الرغم من أنه كان ينبغي القيام بذلك قبل سنوات من الحرب.

ولكن من غير المعقول أن يعلن وزير الدفاع البريطاني في اليوم نفسه الذي ضربت فيه أوكرانيا نحو 12 قاذفة من طراز ستورم شادو مقراً عسكرياً روسياً في كورسك، المزيد من تخفيضات ميزانية الدفاع البريطانية لتوفير المال للقوات المسلحة البريطانية، بما في ذلك السفن والمروحيات والطائرات بدون طيار ذات الأهمية الحاسمة، حسب صحيفة “تليجراف” البريطانية.

وتزعم الحكومة البريطانية أن هذه القدرات “ستتقاعد” لإفساح المجال لأنظمة جديدة ومحسنة.ومع تصاعد التهديد لأوروبا، وتزايد المخاوف بشأن رد الفعل الروسي، يبدو أن وزير الدفاع البريطاني لا يعد إلا بمزيد من التخفيضات: “لن تكون هذه آخر القرارات الصعبة التي سأضطر إلى اتخاذها، لإصلاح الميراث الدفاعي الذي بقي لنا”.

وتتساءل “تليجراف” في مقال تحليلي حول عواقب الانخراط البريطاني في الحرب الروسية الأوكرانية: “أي نوع من الرسائل يرسلها هذا إلى أعداء الغرب وأعدائه المحتملين؟ إنها رسالة تفتقر إلى العزيمة، ونقص في الالتزام بدفاعات المملكة المتحدة، ودعوة إلى العدوان”، والرسالة التي يرسلها إلى حلفاء بريطانيا، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، مهمة بنفس القدر.

فمنذ الانتخابات الرئاسية في وقت سابق من هذا الشهر، كان الزعماء الأوروبيون يعصرون أيديهم في خوف شديد إزاء ما قد يعنيه فوز ترامب بولاية ثانية لدفاعاتهم.

وأضافت الصحيفة أن الولاية الأولى لترامب شهدت ازعاج الرئيس الأمريكي المنتخب لزعماء الناتو مرارًا وتكرارًا، ومن المرجح أيضًا أن يكون ماثيو ويتاكر، مرشحه كسفير لدى الناتو، والمعروف بانتقاداته الشديدة للحلفاء الذين لا يحققون المصالح الأمريكية، والذين يستغلون أذيال واشنطن، ويستغلون الإنفاق الدفاعي الأمريكي بينما يقتصدون في الإنفاق على أنفسهم حتى يتمكنوا من إنفاق المزيد على الرعاية الاجتماعية.

وأوضحت “تليجراف” إن موقف ترامب معقول تمامًا ولا ينبغي لأي شخص عاقل أن يشكك فيه، وكذلك كل أعضاء الناتو محقون في الشعور بالانزعاج، لكن ردود أفعالهم كلها خاطئة.

بينما يعتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن جيش الاتحاد الأوروبي هو الحل، لتعزيز قدرة أوروبا على العمل بشكل مستقل عن الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الفكرة التي استوعبها بالطبع البيروقراطيون في بروكسل اليائسون لتعزيز قوة الاتحاد الأوروبي.

وبالطبع يود رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر المشاركة في هذا المشروع، حيث تجري المفاوضات الآن بشأن اتفاقية دفاع بين المملكة المتحدة البريطانية والاتحاد الأوروبي من شأنها أن تقيد الجيش البريطاني ليس فقط في الدفاع عن حلفائه ولكن أيضًا في السياسة الخارجية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع بروكسل.

ووفقاً للصحيفة البريطانية إن أفضل طريقة لـ”حماية” الدفاع الأوروبي من ترامب هي زيادة القدرات العسكرية الفعلية من خلال إنفاق المزيد على القوى القتالية المتفوقة، ولكن هذا هو عكس ما تفعله حكومة حزب العمال الجديدة في لندن الآن وتتعهد بفعل المزيد منه.

ولا شك أن مراجعة الدفاع الاستراتيجية التي ستُنشر العام المقبل ستشمل المزيد من التخفيضات في الميزانية للمساعدة في سد الثقب الأسود في المالية العامة.

وبعد الانسحاب الكارثي لجو بايدن من أفغانستان في عام 2021، قد يكون حلف الناتو على وشك هزيمة استراتيجية ثانية، إذ يتحدث الرئيس الأوكراني زيلينسكي الآن عن إنهاء الصراع في أوكرانيا العام المقبل من خلال الوسائل الدبلوماسية.

ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى احتفاظ بوتن بكل أو معظم الأراضي التي سيطر عليها منذ عام 2022 وما قبله.وإذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن روسيا انتصرت على أوكرانيا وحلف الناتو، وسيتعين على الدول الأعضاء في الناتو أن يفكروا في ما يعنيه ذلك لمستقبل التحالف، لذا ستكون الأشهر المقبلة محورية، وسيتعين على أعضاء التحالف أن يتطلعوا إلى إظهار القوة لأعدائهم وأصدقائهم على حد سواء، بدلاً من مساعي تفريغ دفاعاتهم على حروب غير متكافئة.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.