dhl
dhl

ظاهرة المخدرات: ‎تحدي عالمي يستدعي حلولاً شاملة … ما السبب وراء تعاطي المخدرات؟

‎القاهرة – كريم يحيى:

‎المخدرات ظاهرة عالمية خطيرة، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتهدد استقرار المجتمعات وصحة أفرادها. تُعرف هذه المواد بقدرتها على إحداث تغييرات جذرية في وظائف الدماغ والسلوك البشري، مما يؤدي إلى الإدمان الشديد وصعوبة التوقف عن تعاطيها.‎تعتبر من اخطر الظواهر التي توثر بشكل‎مباشر على المجتمع والأفراد على حد سواء. فهي مواد كيميائية أو نباتية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، محدثة تغييرات في الحالة النفسية والكيميائية للدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات سلوكية وذهنية قد تصل إلى الإدمان. يُعد تعاطي المخدرات مشكلة عالمية تتسبب في خسائر هائلة من حيث الصحة والاقتصاد والأمان الاجتماعي، إذ تساهم في زيادة معدلات الجريمة، الأمراض، وحالات الوفاة المبكرة.‎تتنوع أنواع المخدرات بشكل كبير، فمنها ما هو طبيعي ويستخرج من نباتات مثل القنب والأفيون، ومنها ما هو مصنع كيميائي مثل الكوكايين، الهيروين، والحشيش، وغيرها من المواد التي تصنع بطرق كيميائية معقدة بالإضافة إلى هذه الفئات، توجد أيضًا مواد أفيونية مثل الأفيون، المورفين، والهيروين، التي تُستخرج من نبات الخشخاش وتسبب تسكينًا شديدًا للألم وشعورًا بالنشوة، ولكنها عالية الإدمان. كما ظهرت في الآونة الأخيرة مخدرات تخليقية جديدة مثل “فلاكا” و”الشابو” (كريستال ميث) التي تتميز بخطورتها الشديدة وتأثيراتها المدمرة على الدماغ والجسم.‎. وتتميز بعض المخدرات بقدرتها على إحداث حالة من النشوة أو الطمانينة، فيما تسبب أخرى الهلوسة أو فقدان السيطرة على النفس. وأخطر أنواعها هو الهيروين والكوكايين، لما لهما من آثار مدمرة على صحة المدمنين، حيث يؤدي تعاطيهما إلى تلف الأعضاء وخطر الوفاة نتيجة الجرعة الزائدة أو المضاعفات الصحية.‎من ناحية الأسباب، فإن تعاطي المخدرات يرجع إلى عوامل متعددة منها الضغوط الاجتماعية، ضعف الوازع الديني، انتشار الثقافة اللاواعية، والتعرض المستمر للمثيرات التي تسهل الوقوع في الإدمان. أما عن التداعيات، فهي متعددة، فبالإضافة إلى الضرر الصحي وتدهور الحالة النفسية، تؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، ضعف الأداء في العمل أو الدراسة، وزيادة معدلات الجرائم. كما أن من أبرز المشكلات العالمية هو انتشار الأمراض المعدية ضمن فئة المدمنين، كالإيدز والتهاب الكبد، نتيجة استخدام الإبر غير المعقمة.يتأثر الإدمان بمجموعة معقدة من العوامل، وتتطور تبعية المخدرات عبر مراحل محددة، من التجربة الأولية إلى الإدمان الكامل، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة النفسية والجسدية، وتفكك العلاقات الاجتماعية.تتجاوز الآثار السلبية لتعاطي المخدرات الفرد المدمن لتشمل الأسرة والمجتمع بأكمله، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي والصحة العامة.‎تُعد ظاهرة الإدمان على المخدرات تحديًا عالميًا يتطلب فهمًا عميقًا وتضافر جهود متعددة على كافة المستويات. من خلال استعراض أنواع المخدرات، أسباب الإدمان المعقدة التي تتشابك فيها العوامل النفسية والاجتماعية والبيولوجية، وصولًا إلى التأثيرات المدمرة على الفرد والمجتمع، تتضح الحاجة الماسة لاستراتيجيات متكاملة. العلاج الشامل الذي يجمع بين الجانب الطبي والنفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى برامج الوقاية الفعالة التي تعزز الوعي وتوفر بدائل صحية، هي السبيل الوحيد للتصدي لهذه المشكلة. إن مكافحة الإدمان ليست مسؤولية فردية، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب التزامًا مستمرًا بالدعم والتوعية وإعادة التأهيل لتمكين الأفراد والمجتمعات من التعافي والازدهار.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.