“إما أن تقتل العدو.. وإما أن يقتل العدو ابنك”، هكذا قالت مارتا يوزكيف لصحيفة التليجراف.. قبل عام أشعلت صور لمجندات في الجيش الأوكراني وهن يرتدين الكعب العالي ويسرن بطريقة عسكرية، في أثناء تدريبات، استعدادا لاستعراض عسكري ردود فعل متفاوتة.
ماراتا خبيرة في البحوث السريرية تبلغ من العمر 51 عاما حملت السلاح للدفاع عن العاصمة الأوكرانية تاركة توأميها في المنزل وليست وحدها التي فعلت ذلك. في مشهد لافت تزايد ظهور النساء بالسترات العسكرية وتحدثت تقارير عن ارتفاع ملحوظ في عدد النساء الملتحقات بالجيش الأوكراني استعدادا للحرب من أجل حماية بلادهن وأطفالهن.
لم تمر الصور مرور الكرام حينما نشرتها وزارة الدفاع الأوكرانية، وإنما أثارت الكثير من الجدل ودعت سياسيين لاتهام الجيش الأوكراني بالاستهزاء بالنساء، ودفعت آخرين للدفاع عن المجندات فهن في نظرهم مثل الرجال يخاطرن بحياتهن ولا يستحققن السخرية.
نواب بالبرلمان أعربوا عن صدمتهم من الصور، داعين وزير الدفاع أندري تاران إلى تقديم اعتذار، وفق ما ذكرت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية.
النساء الأوكرانيات يعملن في الجيش منذ عام 1993، ويقمن بمهام قتالية كما ذكرت التقارير أن الإحصاءات الأخيرة تظهر أن 15.6 من أفراد الجيش النظامي من الإناث، وهو ضعف عدد النساء في صراع عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.
تجنيد إلزامي للنساء وسط التهديد الروسي المتزايد قرب الحدود الأوكرانية، وسعت وزارة الدفاع الأوكرانية قائمة التخصصات والمهن، التي تنص على قبول النساء في التجنيد العسكري الإجباري. لنعد بالذاكرة إلى ديسمبر العام الماضي، حين أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن النساء بين 18 و60 عاما “لائقات للخدمة العسكرية”.
ينص القانون الجديد على أنه يمكن حشد النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين عشرين 20 و40 عاما مجندات نظاميات، ويمكن لمن بين 20 و50 عاما أن يصبحن ضابطات مع وجود استثناءات للنساء ذوات الأطفال والطالبات المتفرغات.
وفقا لقانون الخدمة العسكرية، فإن المجندين هم أشخاص احتياطيون للتجنيد في القوات المسلحة والتشكيلات العسكرية الأخرى في زمن الحرب، وكذلك لأداء أعمال لضمان الدفاع عن الدولة في وقت السلم. فرض على أصحاب الشركات التأكد من أن النساء العاملات لديهن مسجلات في الجيش والتحقق من أن لديهن وثائق تسجيل عسكرية وفي حالة عدم الامتثال للأمر يواجه المخالفون غرامات مالية.
أكثر من 31000 امرأة يخدمن في القوات المسلحة الأوكرانية، بمن في ذلك أكثر من 4000 برتبة ضابط، وتعمل 109 سيدات أوكرانيات قائدات فصيلة في الجيش الأوكراني، إضافة إلى 900 ضابطة في مناصب قيادية مع 13 ألف امرأة مقاتلة، ويتزايد ظهورهن على الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا.
في انتظار بوتين
بينما تستعد أوكرانيا لغزو محتمل من قبل 100000 جندي روسي على حدودها مع الجار الطامح ورئيسه فلاديمير بوتين في محاولات لاستعادة مجد الاتحاد الذي تفكك قبل عقود، يتدفق الرجال والنساء على حد سواء إلى وحدات الاحتياط التابعة للجيش.
يوجد في أوكرانيا 255 ألف جندي في الخدمة الفعلية، مع 900 ألف من جنود الاحتياط الذين من المتوقع أن يلعبوا دورا رئيسيا في حالة اندلاع المواجهة العسكرية مع روسيا. على الجانب الآخر لدى روسيا أكثر من مليون فرد في الخدمة الفعلية مع 378 ألفا من أفراد الاحتياط و250 ألفا من القوات شبه العسكرية.
حيث تقدم موسكو ميزانية ضخمة لدعم قواتها المسلحة، فقد ذكر تقرير للكونجرس الأمريكي قبل عامين أن النفقات العسكرية للبلاد تراوحت بين 60 و65 مليار دولار سنويا، وهو ما يمثل حوالي 4% من ناتجها المحلي الإجمالي. وكان حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية على الحدود الأوكرانية خلال الأسابيع الماضية قد أذكى المخاوف من حدوث غزو.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الدبابات الروسية نحو كييف، لن تكون مارتا يوزكيف مع أطفالها.
