أكدت دولة الإمارات، خلال مؤتمر ميونخ، أهمية دفع الدول إلى زيادة التزاماتها ومشاركتها في دفع عملية مكافحة التغيرات المناخية.
يأتي ذلك فيما تستعد دولة الإمارات لتنظيم أعمال الدورة 28 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، “COP.28″، المقرر عقدها في عام 2023، وتضع على عاتقها قيادة الجهود نحو سياسة أكثر شمولا في مواجهة التغيرات المناخية.
وفي مداخلة بجلسة “مواءمة دبلوماسية المناخ الدولية” بمؤتمر ميونخ، صباح الأحد، قالت مريم بنت محمد سعيد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة بحكومة دولة الإمارات: “نحن في وقت تتزايد فيه المخاطر المناخية، وتزداد فيه أهمية دبلوماسية المناخ”.
ومتحدثة عن تنظيم دولة الإمارات لمؤتمر المناخ في 2023، قالت المهيري: “واحد من التزاماتنا هو بناء الجسور بين الدول فيما يتعلق بحماية المناخ”.
“COP 28”
وأكدت المهيري أن تصور دولة الإمارات في “كوب 28” يستند إلى ضمان أن كل دولة وكل صوت وكل منطقة يكون صوتها مسموعا، مضيفة “وكذلك، ضمان تناول كل جانب” في وضع خارطة طريق شاملة وعملية في مواجهة التغيرات المناخية.
وتابعت “نحن سعداء لوجود مؤتمري مناخ في منطقتنا”، في إشارة لتنظيم دولة الإمارات ومصر مؤتمر كوب “28” و”27″، مضيفة “هذه فرصة لزيادة الطموح في منطقتنا” فيما يتعلق بوضع سياسة قوية لحماية المناخ.
وشددت على أهمية دفع الدول إلى زيادة التزاماتها ومشاركتها في دفع عملية مكافحة التغيرات المناخية.
وفي جلسة رئيسية بمؤتمر ميونخ أمس، قدم الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، تصورا شاملا لمواجهة التغيرات المناخية، يرتكز إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وتقليل انبعاثات الغاز، وإشراك الخبراء في وضع خارطة طريق عملية لمواجهة الظاهرة، وتكثيف التعاون الدولي.
وركز الدكتور سلطان الجابر على ضرورة التعامل بمرونة مع قضية المناخ؛ فتقليل الانبعاثات لا يعني وقف النمو، داعيا العالم إلى التفكير بطريقة عقلانية وليست عاطفية في مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية.
وأكد أن هذا ما ستنتهجه دولة الإمارات في مؤتمر المناخ “كوب 28″، حيث ستتم دعوة جميع الأطراف والخبراء دون إقصاء، لوضع خريطة طريق عقلانية.
وقال الدكتور سلطان الجابر في مداخلاته بجلسة “المد المتعاظم: توسيع نطاق العمل المناخي العالمي”، إن العالم كله تساءل عن نهج دولة الإمارات لتفعيل الطاقة المتجددة.
وخلال جلسة “مواءمة دبلوماسية المناخ الدولية”، الأحد، قالت باتريشيا إسبينوزا كانتيلانو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ومديرة الجلسة، عن دعمها الكامل لدولة الإمارات في تحضيراتها لاستضافة “كوب ٢٨”.
كما تحدث أيضا رئيس كوستاريكا، كارلوس أندريس الفارادو كيسادا، في رسالة عبر الفيديو، إذ قال “اعتقد أن الأمن يرتبط بالحياة، وكيفية حماية حق الحياة، وفي عالم اليوم، نصبح أكثر غنى وفق معايير الناتج الإجمالي، لكننا نصبح أكثر فقرا فيما يتعلق بالبيئة”.
وتابع “أمننا في خطر بشكل كبير بشكل أكبر من أي مرحلة في تاريخ البشرية، بسبب التغيرات المناخية”.
وأضاف “أشجع الدبلوماسية الدولية على التركيز على الخطر الأكبر الذي يواجهنا وهو التغيرات المناخية”.
وتجرى وقائع مؤتمر ميونخ في الفترة بين 18 و20 فبراير/شباط الجاري وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة، فيما كسرت حرارة الملفات المطروحة على جدول أعمال المؤتمر حاجز الصقيع في أوروبا وخصوصا ألمانيا.
وفي اليوم الثاني للمؤتمر، الأحد، تٌعقد العديد من الجلسات حول ملفات مهمة أبرزها أمن أوروبا، والسياسة الخارجية الألمانية، وتحركات بريطانيا في الساحة الدولية، والتطورات الإقليمية بالشرق الأوسط.
وأمنيا، يتولى 3500 شرطي من شرطة ولاية بافاريا الألمانية وولايات ألمانية أخرى، تأمين مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، وسط ترقب لمظاهرات متفرقة، السبت، جرى تسجيلها مسبقا.
ويملك مؤتمر ميونخ أهم مؤتمر أمني في العالم، تاريخا كبيرا يمتد لخمسين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة اللقاءات الدبلوماسية السرية.