يطرح تساؤل كبير حول التكلفة العالمية للسياسة الصينية المتبعة منذ تفشي الجائحة على أراضيها بنهاية 2019 ومطلع 2020، الخاصة بـ”صفر إصابات”.
وتنفذ الصين هذه الاستراتيجية والتي تعني، غلق أحياء بأكملها حتى لو تضمن 10 إصابات فقط، وهو ما تواصل تنفيذه حتى اليوم في مدن صينية رئيسية مثل شنغهاي.
الصين هي أكبر مصدر عالمي للسلع، وأكبر مستورد للسلع الأولية، وأكبر مستورد للنفط الخام، بمتوسط 10 ملايين برميل يوميا، وثاني أكبر اقتصاد عالمي، وقبلة أولى للصادرات السلع قليلة التكلفة.
بالعودة إلى أوائل عام 2020، صُدم العالم برؤية نجاح الإغلاق الجذري الذي فرضته الصين في ووهان، حيث تم اكتشاف COVID لأول مرة، وعلى مدى العامين اللاحقين، واصلت استراتيجية الصين صفر إصابات وسط نجاح كبير.
لكن قصة النجاح في الصين أصبحت موضع تساؤل مع تزايد الإصابات بسرعة كبيرة الآن، لدرجة أن البعض يعتقد أن الصين بحاجة إلى الاستعداد لانتشار متصاعد لمتغير أوميكرون، مع توقعات مخيفة عن المستشفيات المكتظة وعدد الوفيات المدمر.
الأسبوع الماضي، دخلت مدينة شنغهاي التي تعد مركز الأعمال التجارية الآن أسبوعها الرابع من الإغلاق؛ وهي إحدى أهم المدن المصدرة للسلع الأولية والنهائية لغالبية دول العالم.
عمليات الإغلاق في الصين أصبحت مكلفة للغاية على مستوى العالم وليس الصين فقط؛ إذ مؤشر مدير المشتريات هو مؤشر عالمي في قطاعي التصنيع والخدمات أن الاقتصاد يتقلص بأسرع وتيرة له منذ فبراير 2020.
وتشير الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني في الصين، إلى أن الإغلاق الصارم في شنغهاي وحدها يمكن أن يقلل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للصين بنسبة 4% إن استمر الإغلاق عدة شهور، ويرتفع الانكماش إلى 12% إذا شمل الإغلاق مدن بكين، قوانتشو، تيانجين.
عالميا، رأت منظمة التجارة العالمية أن استمرار الإغلاقات في الصين سيكون لها تبعات سلبية حادة على حركة التجارة وأسعارها بين الشرق والغرب، خاصة للاقتصادات النامية والناشئة.
ويأتي هذا التوقع القاتم في أعقاب خفض وكالة “فيتش” للتصنيفات الائتمانية توقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني للعام بأكمله من 4.8% إلى 4.3%، وتلك النسبة بعيدة كل البعد عن الهدف الرسمي للحكومة البالغ 5.5%.
وتراجع مؤشر رئيسي لنشاط قطاع الخدمات إلى 36.2 في أبريل ليبلغ ثاني أدنى مستوى على الإطلاق، فيما قال بعض الخبراء إنها إشارة واضحة على أن البلد يشهد حالة ركود.
والأسبوع الماضي، ذكرت دراسة صادرة عن غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين، أن عمليات العزل في عشرات المدن الصينية هذا العام تسببت في “اضطرابات على نطاق ضخم”، على مستوى العالم ككل.