أزمة تايوان على صفيح ساخن.. مركز أبحاث أمريكي: يمكن الدفاع عن الجزيرة بنجاح لكن التكلفة “باهظة للغاية”
حذر مركز أبحاث في واشنطن من أن صراعا شاملًا بين الصين والولايات المتحدة بشأن مستقبل تايوان سيؤدي إلى خسائر أمريكية كبيرة.
ونقلت صحيفة “التايمز” عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) أن الجزيرة ذاتية الحكم، التي تعهدت بكين “بتوحيدها” مع البلاد بحلول 2050، يمكن الدفاع عنها بنجاح بمساعدة حلفائها، لكن فقط بتكلفة “باهظة للغاية”.
ويتوقع مسؤولون سابقون في البنتاجون والبحرية الأمريكية وخبراء بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية احتمال وقوع دمار مفجع على الجانبين حال حدوث عملية عسكرية صينية.
يأتي ذلك مع إعلان جيش التحرير الشعبي الصيني أنه استكمل تدريبات قتالية واسعة النطاق حول تايوان، وصفتها حكومة تايبيه بأنها “بروفة للغزو”.
وكانت التدريبات العسكرية على مدار الستة أيام الماضية بمثابة رد من جانب بكين على الزيارة التي أجرتها نانسي بيلوسي، أرفع سياسي أمريكي تطأ قدماه على الجزيرة خلال 25 عاما.
وفي أعقاب زيارة بيلوسي، أطلق جيش التحرير الشعبي الصيني 11 صاروخا باليستيا قصير المدى بالبحار شرق الجزيرة – مما أثار شكاوى دول مجموعة السبع التي تتضمن: بريطانيا، والولايات المتحدة، واليابان – في حين عبرت عشرات السفن الحربية والطائرات الصينية الخط الفاصل بمضيق تايوان، الذي كان يمثل في السابق حدودا غير رسمية.
وفي حين لم تؤيد إدارة الرئيس جو بايدن رسميًا زيارة بيلوسي، وليس لها علاقات دبلوماسية مع تايوان، دافعت عن حقها في السفر إلى تايبيه.
ويرجح سيناريو مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي يتصور حربا عام 2026 على الجزيرة، أنه لن يكون هناك فائزون واضحين، حتى إذا لم تستخدم أسلحة نووية في الصراع.
وطبقًا لـ”التايمز”، لن تنشر النتائج الكاملة للتحليل حتى ديسمبر/كانون الأول، لكنه توقع أن تغرق صواريخ جيش التحرير الشعبي الصيني الباليستية عددا كبيرا من أساطيل الولايات المتحدة واليابان، وأن تدمر مئات الطائرات على الأرض.
ويقدر بأنه في “أسوأ سيناريو”، ستتم خسارة 900 طائرة مقاتلة وهجومية أمريكية – ما يساوي نصف طائرات سلاح الجو والبحرية الأمريكية – في غضون أربعة أسابيع.
وقال مارك كانسيان، مستشار أول بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “ومع ذلك، ستضرب الهجمات المضادة الحليفة الجوية والبحرية الأسطول البرمائي والسطحي، لتغرق في النهاية 150 سفينة”.
وأضاف كانسيان أن “السبب في الخسائر الأمريكية الكبيرة هو أنه لا يمكن للولايات المتحدة شن حملة ممنهجة لإسقاط الدفاعات الصينية قبل الاقتراب”.
ولم تتضمن السيناريوهات التي تناولها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية استخدام أي جانب أسلحة نووية. لكن قال يوي جانج، كولونيل صيني متقاعد، لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج”، إن بكين “ستجرؤ على إطلاق قنابل نووية” لمنع الولايات المتحدة واليابان من المجيء لإنقاذ تايوان.
وأجرى البنتاجون تقييمه الخاص بشأن كيف قد تنتهي حرب مع الصين بشأن تايوان، لكن لازالت النتائج سرية.
ومنذ ستة أعوام، حللت مؤسسة “راند” النتيجة المحتملة للحرب بين الصين والولايات المتحدة، وتصورت أنه في الاشتباكات الأولى سيكون هناك “خسائر عسكرية فادحة على كلا الجانبين”. ومع ذلك، سيعاني جيش التحرير الشعبي الصيني خسائر أكبر، بحسب ما خلص تقرير صادر عام 2016.
وفي الستة أعوام التي تلت ذلك، حقق جيش التحرير الشعبي الصيني تطورات تكنولوجيا كبيرة، وبنى ترسانة من الصواريخ الباليستية، كجزء من سياسة الصين لردع مجموعات الحاملات الأمريكية من دخول المنطقة في وقت الحرب.
وفي سيناريو الحرب لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، افترض أن الولايات المتحدة ستتدخل حال أجرى جيش التحرير الشعبي عملية عسكرية بتايوان.
وقال كانسيان لـ”التايمز” إن التدريبات الصينية الأخيرة عكست القدرات التي تم أخذها في الاعتبار في تحليل الحرب.