بعد ساعات من الآن يحين موعد المؤتمر السنوي لشركة “أبل”، الذي تطلق فيه مجموعة جديدة من منتجاتها، حيث يتلهف الكثيرون من المخلصين للعلامة التجارية وغيرهم من متابعي أحدث إصداراتها.
لكن التساؤل البارز هل سيحصل عشاق هواتف آيفون في روسيا على حصصهم من المنتجات الجديدة لشركة أبل الأمريكية، في ظل الأزمة مع الغرب، بسبب العملية الروسية في أوكرانيا.
في السابق اتخذت الشركة الأمريكية قرارا بوقف بيع منتجاتها في روسيا، وهو الأمر الذي قال محللون إنه سيفرض ضغوطا على صناع الهواتف الذكية الآخرين لفعل الأمر نفسه.
وأعلنت شركة “أبل” القرار، قبل فترة، إلى جانب عدد من الإجراءات ردا على العملية الروسية في أوكرانيا، التي بدأت في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وطبقًا لتقرير سابق لشبكة “سي إن بي سي” الأمريكية، فإن جميع منتجات الشركة الموجودة على متجرها الإلكتروني في روسيا تحمل تصنيفا “غير متوفر” للشراء أو التوصيل في البلد. ولا تشغل “أبل” أي متجر فعلي في روسيا، وهو ما سيحرم المستهلكين الروس من الحصول على “آيفون 14″، وساعة الشركة الجديدة Series
وحذفت أبل في وقت سابق منصتي “آر تي نيوز” و”سبوتنيك نيوز” اللتين تسيطر عليهما الدولة الروسية من متجر التطبيقات (آب ستور) في بلدان حول العالم باستثناء روسيا.
لكنهم قد يحصلون على تلك بوسائل أخرى، وعبر شركات غير “أبل”.
فحسب بن وود كبير المحللين في شركة “سي.سي.إس إنسايت” للاستشارات فإن بعض منافسي “أبل” يبيعون كميات كبيرة في روسيا.
وأشار وود إلى أن عملاق التكنولوجيا، الذي يتخذ من مدينة كوبرتينو مقرا له، في “موقف قوي” لتتمكن من اتخاذ الإجراءات التي أقدمت عليها، مضيفا: “إنها لاعب كبير في عالم التكنولوجيا وإحدى أهم الشركات في العالم”.
وتشكل هواتف “آيفون” حوالي 15% من سوق الهواتف الذكية الروسية، بحسب شركة “كاونتربوينت ريسرش”، التي تقدر أن “أبل” باعت حوالي 32 مليون هاتف آيفون في البلد العام الماضي.
وقال أنشل ساج، محلل في شركة “موور إنسايتس أند استراتيجي”، لشبكة “سي إن بي سي”، إن خطوة “أبل” قد “تجبر الآخرين على أن يحذوا حذوها”.
ونظرًا لأن روسيا ليست سوقا رئيسية لأبل، من غير المرجح أن يكون لإجراءات الشركة تأثير كبير عليها، بحسب وود، الذي أشار إلى أن عملهم كبير جدا، وأن “فقدانهم لتلك العائدات لن يكون له تأثير كارثي على الأعمال”.
وقال المحلل التقني والمستثمر بينديكت إيفانز إن العقوبات المالية وتقلب العملة ربما صعبا على أبل بيع منتجاتها في روسيا.
وقال إيفانز لـ”سي إن بي سي” إن “الروبل تراجع 30% (يوم الثلاثاء)، لذا ليس واضحا السعر الذي يجب تحديده لهاتف آيفون، كما أن العقوبات المصرفية صعبت أو جعلت من المستحيل تحويل أموال المبيعات هناك إلى خارج البلاد. لذا بغض النظر عن أي سياسات، هناك صعوبة عملية كبيرة لأي شخص يستورد منتجات إلى روسيا بالوقت الراهن”.
وفي وقت سباق دعا ميخايلو فيدوروف نائب رئيس الوزراء الأوكراني، تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، إلى إنهاء العمل ووقف “آب ستور” في روسيا.
وأشار إيفانز أيضًا عبر “تويتر” إلى أن “أبل” لا تواجه مشكلة في العمل بالصين، مضيفا أنه “من السهل دائما التمسك بمبادئك عندما لا يمثل ذلك 20% من عائداتك ومعظم عمليات التصنيع الخاصة بك”.
وحث المسؤول الأوكراني “إكس بوكس” المملوكة لشركة “مايكروسوفت” و”بلاي ستيشن” المملوكة لشركة “سوني” بوقف دعم الأسواق الروسية، و”حظر جميع الحسابات الروسية والبيلاروسية مؤقتًا”.
