قال مسؤول أمني أوروبي رفيع المستوى، إن التكتل يعتقد أن عملا تخريبيا هو سبب حالات التسرب من خطي غاز “نورد ستريم 1″ ونورد ستريم 2”.
وأثار حدوث أكثر من تسرب للغاز في خطي أنابيب نقل الغاز الطبيعي بين روسيا أوروبا موجة قوية من التكهنات والتفسيرات، إلى الدرجة التي دفعت البعض للقول إن هذا التسرب ناتج عن عمل تخريبي من جانب حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق تقرير بلومبرج.
ويقع خطا أنابيب الغاز على عمق كبير في المياه، وهما مصنوعان من الفولاذ والخرسانة. ويشير حجم التسريبات إلى أنه لا يمكن أن يكون حادثا ناتجا عن مرساة سفينة، على سبيل المثال.
والأنابيب تورد الغاز الروسي إلى ألمانيا وبعض الدول الأوروبية.
وتم اكتشاف ما إجماليه ثلاثة تسريبات في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و 2.
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء استخدم المحلل الاقتصادي خافيير بلاس مقولة الكاتب البريطاني إيان فليمنج مبتكر شخصية جيمس بوند “عندما يقع أمر مرة واحدة يكون مصادفة، وفي الثانية يمكن أن يكون مصادفة أما الثالثة هو عمل عدائي مقصود”، ليبدأ مناقشة حوادث تسرب الغاز من خطي نورد ستريم1 ونورد ستريم2.
ويضيف، يعني ذلك أن وقوع 3 حوادث تسريب في خطي الغاز اللذين لا يعملان حاليا، خلال 24 ساعة يمكن أن يكون رسالة تحذير من جانب روسيا باستعدادها لفتح جبهة جديدة للمواجهة مع الغرب متمثلة في تخريب البنية التحتية لشبكة إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا الغربية، بعد أن قلصت ضخ الغاز إليها بنسبة كبيرة في البداية.
وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، نيابة عن جميع الدول الأعضاء، اليوم الأربعاء، إن التكتل يهدد باتخاذ إجراءات مضادة.
وأشار بوريل في بيان: “الاتحاد الأوروبي يساوره قلق بالغ بشأن الضرر الذي وقع في خطي غاز نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 ما تسبب في حالات تسرب في المياه الدولية ببحر البلطيق”.
وأضاف: “هذه الحوادث ليست من قبيل الصدفة، وتؤثر علينا جميعا”.
ولفت بوريل إلى أن جميع المعلومات المتاحة تشير إلى أن حالات التسرب وقعت نتيجة عمل متعمد. وتابع: “سندعم أي تحقيق يهدف إلى الحصول على توضيح كامل لما حدث ولماذا حدث، وسنتخذ خطوات إضافية لزيادة قدرتنا على المواجهة فيما يتعلق بأمن الطاقة”.
وقال بوريل إن أي تخريب متعمد للبنية التحتية للطاقة في الاتحاد الأوروبي غير مقبول على الإطلاق وسيواجه “برد قوي وموحد”.
وكانت ثلاثة مواضع تسرب قد اكتشفت في خطي الأنابيب اللذين ينقلان الغاز من روسيا إلى أوروبا مرورا بحر البلطيق، في المنطقة الاقتصادية الخالصة للدنمارك والسويد قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية.
في نفس السياق، أعلنت حكومة الدنمارك، أن الانفجارات التي ضربت خطي أنابيب للغاز الطبيعي فى عمق مياه بحر البلطيق كانت أعمالا متعمدة وليست حوادث.
وصرحت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن بأنه لم يتم التعرف حتى الآن على من يقف وراء الحوادث التي أثرت على خطي أنابيب نورد ستريم 1 و 2، الذي يصل من روسيا إلى ألمانيا.
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون إنه لم يتضح الكثير بعد بشـأن ما حدث بالضبط تحت الماء، لكن من المحتمل أن يكون متعمدا. وأضافت: “لذلك يرجح أن تكون مسألة تخريب”.
وقالت أندرسون إنه كان هناك تعاون وثيق مع ألمانيا والولايات المتحدة، من بين دول أخرى. وأوضحت أنها تحدثت هاتفيا مع فريدريكسن والمستشار الألماني أولاف شولتس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج. وشارك مسؤولون بالاتحاد الأوروبي أيضا في المناقشات.
ووقعت الحوادث في المناطق الاقتصادية الخالصة للدنمارك والسويد قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية. وقالت فريدريكسن إنها لا تعتبره هجوما على الدنمارك.
وأكد وزير المناخ والطاقة الدنماركي دان يورجنسن المعلومات السابقة الصادرة عن علماء الزلازل بشأن حدوث انفجار في البداية في الساعة 0203 صباحا (0003 بتوقيت جرينتش) يوم الاثنين في نورد ستريم 2 جنوب شرق بورنهولم ووقوع انفجار آخر في الساعة 1903 مساء يوم الاثنين في نورد ستريم-1 شمال شرق الجزيرة.
ووقعت الحوادث في المناطق الاقتصادية الخالصة للدنمارك والسويد قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية. وقالت فريدريكسن إنها لا تعتبره هجوما على الدنمارك.
كما وصف وزير خارجية لاتفيا، ادجارز رينكيفيتش ، التسريبات التي تشهدها خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 ، بأنها “هجمات متعمدة”.
ارتفاع أسعار الغاز
ارتفعت أسعار العقود الاجلة للغاز الطبيعي في التعاملات الأوروبية مساء الثلاثاء في ظل تصاعد الخلاف بين روسيا أوكرانيا بشأن عبور إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
وارتفع سعر العقود الآجلة القياسية اليوم بنحو 22% في بداية التعاملات ليصل إلى أعلى مستوياته منذ 3 شهور بعد تحذير شركة الغاز الطبيعي الروسية العملاقة جازبروم نظيرتها الأوكرانية نافتوجاز من أن لجوء الأخيرة إلى تحكيم خارجي بشأن المدفوعات يمكن أن تؤدي إلى فرض عقوبات روسية على الشركة الأوكرانية.
ويعني هذا احتمال اضطراب الإمدادات الحالية للغاز الروسي إلى شمال غرب أوروبا عبر أوكرانيا، بعد ساعات من أنباء عن اكتشاف تسرب غازي في خطي النقل نورد ستريم1 ونورد ستريم2 بين روسيا وألمانيا.
ويتحدث المسؤولون في صناعة الطاقة الأوروبية خلف الأبواب عن مخاوفهم من ألا تقتصر مخاطر القطاع خلال الشتاء المقبل على نقص الإمدادات وإنما قد تشمل التعرض لهجمات إلكترونية وعمليات تخريب تستهدف شبكات توزيع الطاقة.
وعلى مدى شهور يبحث مسؤولو الحكومات والشركات هذه المخاطر في جلسات مغلقة. والآن يبدو أن الكابوس قد أصبح حقيقة.
فيديو جو بايدن
ووفق تقرير لوكالة بلومبرج ،يثور السؤال من المستفيد مما حدث؟ هناك كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي يقولون إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وعد “بالقضاء” على خط نورد ستريم2 الذي تعارضه الولايات المتحدة منذ البداية وتفرض عليه عقوبات عديدة.
ففي وقت سابق من العام الحالي قال بايدن في لقطة فيديو تم تداولها اليوم على نطاق واسع “أعد بأننا سنكون قادرين على هذا”.
فنظرية المؤامرة ترى دائما يد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في كل شيء.
لكن هذا هراء بحسب خافيير بلاس، مشيرا إلى أن المستفيد الأوضح من توقف خطي نورد ستريم هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونورد ستريم 2 هو مشروع عملاق سيورد الغاز عبر بحر البلطيق، من أكبر خزان لاحتياطيات الغاز في العالم في روسيا إلى ألمانيا وبعض الدول الأوروبية، وهو ثاني خط غاز يربط روسيا بألمانيا.
وبلغت كلفة المشروع نحو 10 مليارات يورو (12 مليار دولار)، وسيبلغ طوله حوالي 2460 كيلومترا عند اكتماله.
والآن يبدو أن أوروبا على موعد مع فصل جديد من حرب الطاقة والذي يمثل إشارة جديدة إلى تزايد يأس بوتين في ضوء التطورات العسكرية السلبية لقواته في أوكرانيا.
وهذا السلاح غير العسكري يبدو فعالا للغاية حيث ارتفعت اسعار الغاز الأوروبية بمجرد الإعلان عن التسرب الغازي، في حين عدلت الأسواق أسعار العقود الاجلة لصيف 2023 وشتاء 2023-2024.