تعد وحدة المختبر الفضائي ونتيان هيكلا عملاقا، ولذا فإن إرسالها إلى محطة الفضاء الصينية ليس بالأمر السهل.
تزن كل من الوحدة الأساسية تيانخه ووحدة المختبر الفضائي ونتيان أكثر من عشرين طنا، وهما ضخمتان ومرتفعتان مثل مبنى ذي ستة طوابق على الأقل، لذا فإن حملهما إلى المدار كما مخطط له، أمر لا يمكن تحقيقه إلا بواسطة الصاروخ الحامل من طراز لونغ مارش 5 بي واي 3. أما هذا الصاروخ، فيصل طوله إلى ثلاثة وخمسين مترا، وستتجاوز قوة الدفع عند الإقلاع ألف طن، مما يجعل القدرة الاستيعابية على المدار الأرضي المنخفض بين ارتفاعي مائتين وأربعمئة كيلومتر، تبلغ خمسة وعشرين طنا، ولذا يعد أقوى صاروخ حامل في الصين حاليا.
يقول ليو بينغ، نائب كبير مصممي الصاروخ “لونغ مارش 5 بي” في الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا مركبات الإطلاق، إنه تم إجراء الاختبار الشامل للخطة التقنية الكاملة للصاروخ “لونغ مارش 5 بي” بمهمتي الإطلاق المنفذتين قبل عام 2022، لذا، قد تحول الصاروخ “لونغ مارش 5 بي” من مرحلة التطوير والإنتاج إلى مرحلة الإطلاق التطبيقية، إذ قد أصبحت التقنيات المعنية بإطلاق الصاروخ ناضجة نسبيا، بينما تم التحقق من صحة الخطة أيضا، فهو الآن على استعداد تام لإطلاق وحدة المختبر. هذا العام، سنقوم بإكمال مهمة تطوير وإنتاج وإطلاق صاروخي لونغ مارش 5 بي واي 3 وواي 4، وخلال هذه الفترة، سنواصل اختبار استقرار التقنيات ذات الصلة، كما سنعمل على تحسين موثوقية الإطلاق وموثوقية الطيران للصاروخ، وذلك بهدف تلبية احتياجات الإطلاق بشكل أفضل لوحدتي المختبر الفضائي “ونتيان” و”منغتيان”.
وحدة المختبر الفضائي “ونتيان” لديها مهمة الالتحام الفضائي، ما يتطلب وصول الصاروخ إلى الموقع المحدد في الفضاء خلال وقت مخطط له.
ويضيف ليو بينغ أنه من أجل الوفاء بمتطلبات الالتحام، يستخدم الصاروخ الحامل “لونغ مارش 5 بي” تقنية تصحيح الانحراف عند الإقلاع، والتي تعني تمديد مدة الإطلاق إلى أكثر من دقيقتين. ولمواجهة جميع الأنواع من الطوارئ المحتملة على الأرض والتي من المرجح أن تؤدي إلى تأخير الإطلاق، اتخذنا التدابير المتعلقة باختبار وصيانة وتبديل المعدات على الأرض، لزيادة مدى موثوقيتها، كي تلعب الدور بصورة مستقرة وتضمن الإطلاق في الوقت المحدد.
هذا وقال الخبراء إن الصاروخ الحامل “لونغ مارش 5 بي” سيحافظ على الأداء المستقر والموثوقية، باعتباره “الصاروخ المخصص” لإرسال مختلف الوحدات والمركبات إلى محطة الفضاء الصينية.