فاطمة عمر أسطورة رفع الأثقال البارالمبية: تغلبت علي العديد من العقبات.. وهناك اهتمام أكبر مما سبق بالرياضة النسائية
القاهرة – مصطفي المصري:
تُعتبر فاطمة عمر أيقونة رفع الأثقال البارالمبية عالميًا وعربيًا، وهي واحدة من أشهر لاعبات رفع الأثقال ليس على مستوى مصر فقط ولكن على مستوى العالم، فهي صاحبة ست ميداليات بارالمبية منها أربع ذهبيات واثنين فضة.
بدأت مسيرتها مع رفع الأثقال عام 1994، لتسطر بعد ذلك تاريخًا طويلًا من العطاء والإنجازات، واختيرت كأفضل لاعبة في العالم أكثر من مرة.
وتُعد أبرز رباعة في تاريخ رياضة رفع الأثقال البارالمبي، حيث لم تغب عن منصة التتويج بالألعاب البارالمبية منذ سيدني 2000 وحتى طوكيو 2022.
وكان اللقاء مع البطلة فاطمة عمر لقاءً مثمرًا، استطعت من خلاله أن أسألها عن كل ما تعرضت له خلال مسيرة نجاحها العظيم، وعن دور سيدات مصر أو –بطلات مصر- اللاتي أصبحن لهن دور عظيم خلال الفترة الراهنة، وبسؤالها:
- هل تشعرين بالاهتمام الزائد بالبطلات السنوات الأخيرة في مصر مقارنة بالسنوات السابقة؟
- هناك تغييرًا كبيرًا خاصة بالاهتمام بالسيدات في مجال الرياضة عكس السنوات السابقة، كان هناك تجاهل تام بالنسبة للرياضات النسائية في مصر، وفي الفترة الأخيرة استطاعت الفتيات المصريات أن تثبتن نفسها بجدارة وتفرض نفسها على الساحة الرياضية، وأن تثبت نفسها بأن يهتم بها كل الناس، وأن يُعتمد عليها كجزء أساسي من الرياضة في مصر.
- تحديتِ ظروفكِ الصحية وكل شيء وكونكِ أمًا ناجحة وبطلة عالمية.. ما سر نجاحكِ وإرادتكِ كواحدة من أهم سيدات مصر الرياضية في التاريخ؟
- الحمد لله لقد تحديت ظروفًا كثيرة في مشواري الرياضي، حتى أصبحت صاحبة أفضل إنجاز رياضي في العالم في الأسوياء وذوي الاحتياجات الخاصة، وقابلت عقبات كثيرة منها تعرضت لحادث، ومنها تزوجت، وأنجبت، ومنها تربية أطفال مع الرياضة ليس طفلًا واحدًا ولكن اثنين، ولكن الحمد الله اتحديت ظروفًا كثيرة كانت ستكون عقبة تجعلني أتوقف عن الرياضة نهائيًا، ولكن الحمد لله على الإصرار والتحدي وعلى تحقيق الأحلام وهي ست ميداليات أربع ميداليات ذهب واثنين فضة على مدار 28 سنة، وكنت فخورة بما حققته وفخورة أنني رياضية مميزة وأم مميزة.
- ما أكبر العقبات التي واجهتيها في مسيرتكِ؟
- كانت العقبات التي مررت بها كثيرة في تاريخي ومشواري الرياضي منها حادث سنة 1999، كان هذا الحادث كبيرًا سيجعلني أن أجلس 6 أشهر في السرير وكان بعد 8 أشهر من الحادث أولمبياد سيدني، وكانت أول أولمبياد للبنات، وكنت أحلم بالمشاركة في البطولة ولكن الحلم انتهى أمام عينيه، ولكن إصرارى ويقيني بأني سأفعل شيئًا استطعت بعد 15 يومًا من الحادث أن استطيع النزول للتمرين بمساعدة المدربين ورئيس اللجنة البارالمبية، واستطعت أن اتغلب على آلامي وإصابتي والحمد لله استمريت في التمرين وسافرت وحققت الميدالية الذهبية وكسرت الرقم العالمي البارالمبي في نفس البطولة وكانت من أفضل الماتشات اللي لعبتها في حياتي، وثاني عقبة هي عندما تزوجت وأنجبت بنتي شهد وقال أناس كثيرة إنني لا استطيع أن أكمل الرياضة بسبب إعاقتي وبسبب أني معي طفلة صغيرة وبيت وأسرة، ولكن كان عندي إصرار وأمل للذهاب إلى أولمبياد أثينا وأحقق فيها ميدالية ذهبية وأواصل النجاحات مثل ما حققته في سيدني بمساعدة المدربين استطعت أن آخذ بنتي معي المعسكر وأقوم بالتمارين وهي بجانبي، واستطعت أن أسافر أثينا وأحقق الميدالية الذهبية وكسرت الرقم البارلمبي اللي حققته سابقًا باسمي، وكانت من أجمل الماتشات في حياتي، والعقبة الثالثة في 2014 أخذت علاجًا خطأ كان هذا العلاج في نتيجة التحليل منشطات وتم وقفي سنة والحمد لله الوزارة كانت تقف بجانبي ورفعت لي قضية في المحكمة الدولية وحصلت على البراءة، واستطعت أن أسافر إلى أولمبياد ريو دي جانيرو وحققت الميدالية الفضية، وكان بفضل من الله أن كل العقبات التي وقفت أمامي كان الناس تقف بجانبي.
- ما رسالتك للمسئولين في مصر عن الاهتمام بالسيدات الرياضيات؟
- الاهتمام بهن لأنهن حريصات جدًا على تحقيق المستوى وعلى تحقيق البطولات والإنجازات أكثر بكثير من الرجال والدليل على ذلك وجود بطلات في كل المجالات ليس الرياضة فقط، والسيدات أثبتن أنفسهن في وقت قليل أنها جديرة بالمسئولية وجديرة بأي منصب تصل إليه وتحقق فيه إنجازات كثيرة، لذلك أرجو الاهتمام بسيدات مصر.
- وما رسالتكِ للمجتمع خاصة من يرفض مشاركة السيدات في الرياضة؟
- لا أجد الآن أحدًا يرفض أن تمارس السيدة رياضة، بل العكس الناس تساعدها جميعًا لأنها تكون سعيدة بإنجازها، أما الأشخاص الذين يرفضون هذا لا يوجد في هذا العصر، نحن لسنا في العصر التي تجلس السيدة في البيت، لأن السيدة أصبحت قادرة أن تكون زوجة وأم وسيدة عاملة وسيدة رياضية ومتفوقة وقادرة أن توفق بين بيتها وعملها، والحمد لله السيدات أثبتن للعالم أنهن أفضل بكثير عندما يكن في منصب.