dhl
dhl

فوز مفاجئ للتحالف اليساري يبعد لوبان عن السلطة

القاهرة – ايمن على:

شهد يوم أمس الأحد 7 يوليو 2024, تطور غير متوقع في نتائج الانتخابات الفرنسية الجولة الثانية, حقق ائتلاف تحالفات اليسار تقدما مفاجئا مما جعل حزب لوبان اليميني المتطرف بعيدا بمسافة كبيرة عن السلطة، حيث تراجع حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان إلى المركز الثالث بالرغم من الأداء القوي في الجولة الأولى من التصويت.

في مقال نشرته الغارديان البريطانية يوم أمس الأحد، يستعرض ويحلل نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية ورد فيه، أصبح تحالف اليسار أكبر قوة في البرلمان الفرنسي بعد التصويت الأخير في الجولة الثانية والذي منع اليمين المتطرف من التقدم في النتائج مثلما حقق في الجولة الاولى، لكن يظل شكل الحكومة المستقبلية غير محدد المعالم خاصة بعد عدم فوز أي تيار بالأغلبية المطلقة التي تسمح له بتشكيل الحكومة بشكل منفرد.

نجحت التحالفات اليسارية في التنسيق وتوحيد الأصوات ضد اليمين المتطرف المتمثل في حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان، بعدما حققت تلك النتيجة المفاجئة، والتى جاءت على النحو التالى الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية 182 مقعدا تحالف “معا” من التيار الوسطي بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون 163 مقعدا اليمين المتطرف في المركز الثالث 143 مقعدا هذا وقد حقق اليمين المتطرف وحلفاؤه تقدماً كبيراً في الجولة الأولى، لكن تم التصدي لتقدمهم في النهاية بفضل التنسيق والتحالف بين التيارات اليسارية عن طريق التصويت التكتيكي المنظم لمنع اليمين من الفوز بمقاعد أكثر تحقق له أغلبية تسمح له بتشكيل الحكومة.

وعلى الرغم من فوز تحالف اليسار بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية، إلا أنه كان أقل بأكثر من 100 مقعد من الأغلبية المطلقة، التي تسمح له بتشكيل حكومة منفردا، ووسط نسبة مشاركة في التصويت تقدر بنحو 67%، لم يفز أي فريق بالأغلبية المطلقة البالغة 289 مقعدا، التي تسمح له تشكيل الحكومة منفردا، وبات من المؤكد أن البرلمان الفرنسي سينقسم إلى ثلاث تيارات متنافرة اليسار، والوسط، واليمين المتطرف.

تدخل فرنسا الآن في مشهد ضبابي غير مسبوق في تاريخها السياسي والسبب كيف ستكون حكومتها المستقبلية، ومن هو رئيس وزرائها القادم، لكن الاكيد بالنظر الى منصب رئيس الجمهورية فان ماكرون قد وعد في منصبه رئيسا للجمهورية، لكنه لم يخرج بشكل رسمي للإعلام بعد نهاية التصويت حتى الآن مساء الأحد، لكنه دعا بشكل غير رسمى بعد نشر نتائج استطلاعات الرأي، دعا الشعب الفرنسي إلى أن يتريثوا حتى تظهر النتائج النهائية صباح اليوم الاثنين 8 يوليو 2024 ربما قد يستغرق تشكيل الحكومة الجديدة قرابة الشهر أو أسابيع من الآن، ولكن الشيء المؤكد أن لا توقعات عن شكل هذه الحكومة، والمزعج في الأمر أن فرنسا مقبلة على حدث رياضي عالمي، هو قرب موعد انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس 27 يوليو القادم – أولمبياد باريس 2024.

هذا وقد أعلن رئيس الوزراء غابرييل أتال، أنه سيقدم استقالته للرئيس ماكرون صباح اليوم الاثنين، لكنه قال أيضًا إنه قد يبقى في منصبه لفترة قصيرة كحكومة تسيير أعمال، ذلك إذا لزم الأمر لحين تشكيل حكومة جديدة، وقالالليلة، تبدأ حقبة جديدة من تاريخ فرنسا، مضيفا أن مصير فرنسا سيتحدد في البرلمان كما قال أتال: “أعلم أنه في ضوء نتائج الليلة، يشعر الكثير من الفرنسيين بالقلق بشأن المستقبل لأنه لم تظهر النتائج اى أغلبية، نعم تمر بلادنا بوضع سياسي غير مسبوق، خاصة في الوقت الذي تستعد فيه لاستقبال العالم [اولمبياد باريس 2024] سأبقى في مصبي طالما أن واجبي يتطلب ذلك.

وفي سياق الموضوع، قال جان لوك ميلينشون، زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري: “يجب على الرئيس أن يدعو الجبهة الشعبية الجديدة [التحالف اليساري] للحكم”وردا عليه قال وزير الداخلية المنتهية ولايته جيرالد دارمانين: “ اليوم لا يمكن لأحد أن يقول إنه فاز في هذه الانتخابات التشريعية، وخاصة السيد ميلينشونكما قال رافاييل جلوكسمان من حزب “بلاس بوبليك” والحزب الاشتراكي، وهو جزء من تحالف اليسار: “نحن متقدمون، لكننا في برلمان منقسم لذا يتعين علينا أن نتصرف مثل البالغين سيتعين علينا أن نتحدث ونناقش و منفتح للحوار مع كافة التيارات”.

وعلى الرغم من حصوله على المركز الثالث، إلا أن النتائج كانت تاريخية بالنسبة لحزب الجبهة الوطنية – المنتمي للتيار اليميني المتطرف، حيث تمثل أكبر نتيجة له على الإطلاق تمكن من تحقيقها في الانتخابات البرلمانية، هذا وقد حصل على زيادة في المقاعد زادت عن الـ 88 التي كان يملكها عندما تم حل البرلمان الشهر الماضي، لكن نتيجة التصويت كانت أقل بكثير مما توقعه الحزب خاصة بعد أن تصدر التصويت في الجولة الأولى من الأسبوع الماضي.

وقال جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني، إن الأحزاب التي تعاونت لوقف اليمين المتطرف من التقدم في الجولة الثانية، كونت “تحالفًا مشينًا” وقالت لوبان، التي تعتزم الترشح للرئاسة عن اليمين المتطرف في عام 2027، إن صعود اليمين المتطرف إلى السلطة قد بدأ وسيستمر، كما قالت: ان المد آخذ في الارتفاع، مشيرة الى نتائج الجولة الاولى، ربما لم يرتفع بما فيه الكفاية هذه المرة نظرا لنتائج الجولة الثانية، لكنه مستمر في الارتفاع اننا سننتصر ولكن قد تم ببساطة تأجيل انتصارنا هذا وقد أظهرت النتيجة المحدودة لحزب التجمع الوطني نجاح تنسيق التصويت التكتيكي الذي تم تشكيله الأسبوع الماضي من قبل الوسطيين واليسار لكبح جماح تقدم اليمين المتطرف، ذلك عندما انسحب أكثر من 200 مرشح من اليسار والوسط من الجولة الثانية الأسبوع الماضي، بهدف تجميع الأصوات لتجنب تقسيم الأصوات لصالح حزب الجبهة الوطنية.

ودعت هذه الأحزاب الناخبين إلى اختيار أي مرشح ضد حزب الجبهة الوطنية، في محاولة لمنع اليمين المتطرف من الفوز بالأغلبية المطلقة وتشكيل الحكومة.

وقد تم تقديم الحزب، الذي أسسه جان ماري لوبان تحت اسم الجبهة الوطنية في عام 1972، من قبل اليسار والوسطيين باعتباره خطراً على مكتسبات الديمقراطية الفرنسية، حيث روج حب لوبان لآراء عنصرية ومعادية للسامية ، وايضا معادية للمسلمين، وقال بريس تينتورير، المدير العام لشركة إبسوس، إن النتائج أظهرت أن غالبية الناخبين الفرنسيين ما زالوا يعتبرون حزب الجبهة الوطنية خطرا على مستقبل الديمقراطية في فرنسا.

وقال كليمانس غيتي، الذي أُعيد انتخابه عن حزب فرنسا الأبية اليساري، إن النتيجة التي جاءت أقل من المتوقع لحزب الجبهة الوطنية في الجولة الثانية أظهرت أن الفرنسيين استشعروا الخطر من صعود تيار اليمين المتطرف وقال “هذه دولة ليست عنصرية وأن فرنسا لا تريد الانقسام”.

وأشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأحد، بـ”رفض فرنسا لليمين المتطرف”، كما رحب بنتيجة الانتخابات العامة التي جرت في المملكة المتحدة هذا الأسبوع، عندما حقق حزب العمال الذي يمثل يسار الوسط فوزا ساحقا، قائلا إن البلدين قالا نعم للتقدم والتقدم الاجتماعي ولا للتراجع عن الحقوق والحريات.

امتلأت ساحة الجمهورية في وسط باريس بالحشود والأجواء الاحتفالية، حيث احتفل أنصار تيار اليسار بالفوز الذي أنقذ فرنسا انتهى المشهد بأقل الخسائر بالرغم من خسارة العديد من المقاعد لصالح الجبهة الوطنية اليمينية، الا ان هذه الانتخابات قد حجمت دور اليمين المتطرف وفتحت الباب أمام تيار الوسط و اليسار التقدمي للتحالف ضد خطر صعود اليمين، وبالطبع لا ينسى الفرنسيون بدايات القصة عندما صدم ماكرون حكومته وحزبه بالدعوة إلى انتخابات مبكرة في 9 يونيو الماضى، بعد صعود نجم اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، بالرغم من خسارته الانتخابات الأوروبية إلا أنه لا أحد ينكر تنامي شعبيته في أوروبا كافة، وفرنسا خاصة.

airfrance
مرسيدس
Leave A Reply

Your email address will not be published.