رصد تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي “أنماط طقس موسمية” لأكبر قمر لكوكب زحل، ليصبح بذلك “الوحيد في النظام الشمسي” الذي يتمتع بذلك.
و”تيتان” هو أكبر أقمار زحل، وهو القمر الوحيد المعروف أنه له غلاف جوي كثيف. ويتميز برمال مشحونة كهربائيا، وبحيرات يتدفق فيها الميثان، وجو ضبابي، لكن تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، اكتشف أن “تيتان له أيضا أنماط طقس موسمية”.
وأعلن علماء الفلك، أن التلسكوب “رصد بقعا ساطعة في نصف الكرة الشمالي لتيتان، وهي عبارة عن غيوم كبيرة، مما يؤكد تنبؤات نموذج كمبيوتر أظهرت غيوما في أواخر الصيف، عندما ترتفع درجة حرارة السطح بفعل الشمس”، وفق موقع “ديلي ميل” البريطاني.
وتَشَكّل كوكب زحل، سادس الكواكب بعداً عن الشمس، قبل أربعة مليارات ونصف المليار سنة، في بدايات تكوين النظام الشمسي. لكن قبل بضعة عقود، قال علماء إن حلقات هذا الكوكب ظهرت بعد ذلك بكثير: أي قبل حوالي 100 مليون سنة فقط.
ويسعى تلسكوب جيمس ويب للعثور على النجوم الأولى والمجرات الأولى من أجل لمساعدتنا على فهم أصول التعقيد في الكون، مثل العناصر الكيميائية ولبنات بناء الحياة.
ولم تُشاهد الغيوم من قبل بسبب الضباب الكثيف في الغلاف الجوي لتيتان، الذي يحجب الضوء المرئي المنعكس عن السطح، لكن التلسكوب يتميز بالأشعة تحت الحمراء، القادرة على اختراق الضباب الدخاني.
وهذا الاكتشاف، بحسب موقع “سكاي نيوز عربية”، يعني أن “تيتان هو القمر الوحيد في النظام الشمسي ذي الأنماط المناخية الموسمية، وهو أمر ممكن لأنه يحتوي على الغلاف الجوي اللازم”.
ووجدت الأبحاث السابقة التي تمت مشاركتها في أبريل/ نيسان، أن “تيتان يشبه الأرض بشكل مدهش فيما يتعلق بتكوينات المناظر الطبيعية، مع أرضه وكثبانه الرملية ذات الألوان الداكنة”.
ويتميز القمر أيضا بالأنهار والبحيرات والبحار المليئة بالأمطار المتساقطة – على الرغم من أن المطر عبارة عن غاز الميثان السائل، يتساقط من خلال رياح النيتروجين.
ويعتقد العلماء منذ فترة طويلة أن تيتان، كان فريدا مقارنةً بالأقمار الأخرى في النظام الشمسي، وأثبتت الأبحاث الأخيرة أن نظرياتهم يمكن أن تكون صحيحة.
ومن بين الخصائص التي يتمتع بها “جيمس ويب” أنه يعمل بالأشعة تحت الحمراء، فالضوء المنبثق من الأجرام الأكثر بعداً امتدّ وأصبح في طريقه “أحمر” وتغيّر إلى هذه الأطوال الموجية التي يعجز البشر عن رؤيتها بالعين المجردة.
وانطلق “جيمس ويب” إلى الفضاء قبل نحو ستة أشهر. ويدور التلسكوب الذي تكلف 10 مليارات دولار في مدار يبعد 1,5 مليون كيلومتر عن الأرض. وجُهز بوقود كاف ليجعله يعمل لعشرين سنة. وبهذه الطريقة يتوقع علماء الفضاء أن يتوصلوا إلى اكتشافات مرتبطة بالكون لفترة طويلة.